ندخل صلب الموضوع بدون مقدمات أو تحليلات. إن الذي يرى، ولو كان من الصين، والذي يسمع ولو كان من الهند، يكتشف لا محال أن الذي يراه ويسمعه، هو كناية عن إخراجٍ مُقَنّع، ثمنه الحياة أو الموت ...
ليس المُهم بالنسبة للخاطفين أنهن راهبات ولكن بالمقابل يهم المخرج أن تكون الراهبات بطلات فيلم مفبرك للكثير من الغايات، وأولى الغايات، تعنُتٌ مذهبي وكرهٌ واضح للمسيحيين، بات من المُخجل إخفاؤه وإلا تخفينا بظل الإبهام ...
حرب مادية وعرقية بامتياز ورجال الكنيسة والأديار ورهبان وراهبات المزارات والكنائس، هم بالنسبة للخاطفين، مادة دسمة لاستقطاب الأنظار عالمياً.
بهذا كله يتم الضغط المعنوي المُشبع بالكره والإرهاب ليَظهر بعكس الباطن للعلن بفيلم مُدته أربع دقائق، سترة واقية من الغضب العام ومادة دسمة للحصول على المطالب التعجيزية...
إن كل ما يسعنا قوله بعد هذا الفيلم العاجل، والذي لم يتسنى الوقت لمُخرجيه ليمنتجوه بطريقة دقيقة، يسمح لنا بالتأكيد ومن خلال تصرفات الراهبات القمعية ووجوههن المُقفهرة والباص الذي نقلهُن من سجنهن إلى بيت، من الواضح أنه ليس بمكان إقامتهن؛
كل هذا، يدفعنا لرفع الصلاة لأجلهن لما يُقاسين من مر العذاب والشتائم وبخاصة من حرمانهن الصليب الذي انتُزع بالقوة عن صدورهن...
والرب، ديان الحق والعدل، كفيل بصون كرامة بيته ومكرّسيه وبحماية كنيسته إكليروساً وعلمانيين، فالإضطهاد المُخيف لا يُخفي حقيقة المسيح التي تُخيفهم ولا تنفي استمرارية المسيحيين التي تُرعبهم ...
شبعنا مسرحيات وأفلام واشمأزت نفوسنا من سيناريوهات الإرهاب والحرب. ولكن اشمئزاز المسيحي من مُضطهيديه، يدفعه للصلاة لأجل ضعفهم وصغر نفوسهم حتى ولو كان الثمن الشهادة ولكننا نثق أن جهادنا ينتظره الحياة الأبدية مع الرب بعيداً عن جنائن الحوريات والغلمان.
هذا ما يُعَزينا وما يُفرّج كُربتنا. هذا هو إيماننا به ولدنا ولأجله نموت ..
بقلم الخوري فريد صعب