لقد تفشت ظاهرة اضطهاد المسيحيين من حول العالم، خاصة في الدول الاسلامية. العالم يرى هذا الاضطهاد المرير ولكن القليلون يتحدثون عن ذلك.
أكثرية المتحولين في العالم هم المتحولين الى الإيمان المسيحي، هم الأكثر اضطهادًا ويواجهون الضرب والسجن وحتى الموت قتلاً.
اضطهاد المسيحيين لا يحصل فقط في الدول الاسلامية، ومثال على ذلك كوريا الشمالية التي يحكمها دكتاتور متشدد وحكومة شيوعية تستهدف المتدينين.
على مدى 12 عام تصدرت كوريا الشمالية قائمة الدول الأكثر اضطهادًا للمسيحيين في العالم من بين أكثر 50 دولة مضطهدة للمسيحيين. الدول الاسلامية حصلت على 37 "مقعدًا" باللائحة من بين 50! أي 74 في المئة.
في الواقع 13 دولة غير اسلامية تمارس اضطهادات على المسيحيين، ومن بينهم دول ذات أغلبية غير اسلامية ولكن المسلمين فيها من يقوم باضطهاد المسيحيين، ومثال على ذلك كينيا، اثيويبا، وجمهورية أفريقيا الوسطى ذات الاغلبية المسيحية التي سيطر الاسلاميون المتمردون على الحكم فيها عام 2013 واحتلت المرتبة رقم 16 على القائمة باضطهاد المسيحيين. (كان ذلك قبل ان يثور المسيحيون عليهم ويطردوهم).
بعبارة اخرى، المسلمون يضطهدون المسيحيين في 41 دولة من بين أكثر 50 دولة مضطهدة للمسيحيين، اي ان المسلمين يشكلون 82 في المئة من مضطهدي المسيحيين، وهي نسبة مرتفعة جدًا.
قال ريموند ابراهيم مؤلف كتاب " فضح الحرب الاسلامية الجديدة على المسيحيين"، أن الاضطهاد على المسيحيين في كوريا الشمالية قد يختفي بين ليلة وضحاها كما حصل في الاتحاد السوفياتي سابقًا، فمع سقوط النظام الشيوعي ارتاحت الكنائس وتحرر الناس من الاضطهاد وبدأوا بممارسة عبادتهم دون قيود. اليوم تلتجأ القيادة الروسية الى الكنائس وتطلب مساندتها.
بالنسبة للدول الاسلامية السيناريو مختلف. مع سقوط القذافي في ليبيا ومبارك في مصر والحرب ضد الأسد في سوريا، ارتفعت نسبة اضطهاد المسيحيين في هذه البلاد، سقوط القادة العرب زاد الاضطهاد على المسيحيين في الدول الاسلامية.
الاضطهاد في الدول غير الاسلامية متجذرة في ايديولجيا معينة او نظام زمني معين (معظمهم دول شيوعية). لكن الاضطهاد في الدول الاسلامية متجذر بالديانة الاسلامية نفسها، وهي تتجاوز أي نظام أو حاكم. زوال هذا النظام او ذاك الحاكم لا يوقف اضطهاد الاقليات الدينية الأخرى.
من بين الدول الاسلامية العربية وغير العربية التي تضطهد المسيحيين، من خلال العنف والضغوطات والقيود وأعمال التمييز المتربطة بالدين، هم: الصومال حيث تحكم العشائر والقبائل الاسلامية بالموت تقريبا على كل المسيحيين الذين تجدهم، أفغانستان، المملكة العربية السعودية، اليمن، ايران، ليبيا ومصر ودول كثيرة اخرى.
للأسف، مع كل الوثائق والاثباتات التي توّضح اضطهاد المسيحيين في هذا العالم، الا ان القليلين الذين يتحدثون عن ذلك. غالبية الدول الغربية تفضل التزام الصمت والتجاهل!
والسؤال الذي يراودنا في مـوقع لـينغا للخدمات المسيحية، هل يجب الانتظار الى حصول ما هو أسوأ لكي تبدأ الدول المتقدمة بالعمل من اجل ايقاف اضطهاد المسيحيين من حول العالم؟ ومتى ستمد الدول المتطورة يدها لعون المسيحيين المتألمين بسبب ايمانهم بالمسيح مُخلص البشرية؟!