يُعتبر الحمل مع الحمام من اكثر الكائنات الحيَّة وداعةً وهدوءً، وليس صدفةً ان الوحي الالهي شبه يسوع بحمل الله، والروح القدس حل على يسوع بهيئة حمامة عندما اعتمد في نهر الاردن.
يُعتبر الاسد ملك الغابة، من اكثر الكائنات الحية قوةً وشراسة، فهو لا يهاب الاعداء بل هو مُستعد ايضا ان يموت من ان يظهر ضعيفًا!
تنبأ أشعياء عن تجسد يسوع المسيح ابن الله، بان هذا المولود سوف يكون عجيبًا مشيرًا، الهًا قديرًا، ابًا ابديًا ورئيس السلام.
بالفعل انه امر عجيب، فكيف للطفل ان يكون الهًا قديرًا؟!
نعم انه يسوع المسيح وحده حامل الطبيعة البشرية والالهية، لانه هو وُلِدَ من العذراء مريم في ملء الزمان، وعاش كانسان كامل في ايام تجسده على الارض، لكنه هو الاله منذ الازل الى الابد، الكائن والذي كان وسوف يأتي، هو كلمة الله، هو الله.
ذكر لنا الكتاب المقدس اسماء واوصاف عديدة للرب يسوع، احدها انه هو حمل الله، والاخر انه هو الاسد الخارج من سبط يهوذا.
نقرأ في انجيل يوحنا الاصحاح الثالث، عندما نظر يوحنا يسوع فقال:
"هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم".
هو حمل الله، يسوع، الذي رآه ابراهيم بالايمان عندما قدم له الله الكبش بدل ابنه اسحاق، وهو حمل الفصح الذي رشَّ شعب اسرائيل دمه على القائمتين والعتبة العليا في بيوتهم، لكي لا يهلكوا.
هو كل ذبيحة قُدِّمت الى الله في العهد القديم، والتي لم يكن بمقدورها غفران الخطايا.
لكن في ملء الزمان جاء ابن الله يسوع، حمل الله الذي لم يكن في فمه غِش ولم يفعل خطية، هو القدوس البار الذي تجسد آخذ صورة عبد، صائر في شبه الناس، هو الذي سُفِك دمه على عود الصليب، لكي يغفر خطايا كل من يُؤمن به، ويهبه الخلاص والحياة الابدية.
ونحن عالمين اننا افتُدينا لا باشياء تفنى، بفضة او ذهب، من سيرتنا الباطلة التي تقلدناها من الآباء، بل بدم كريم، كما من حمل بلا عيب ولا دنس، دم المسيح، معروفًا سابقًا قبل تأسيس العالم. (بطرس الاولى 19:1).
نقرأ في كتاب رؤيا يوحنا عن الخروف الذي يرمز الى يسوع المسيح.
ففي الاصحاح السابع نقرأ عن الجمع الكثير الواقف امام العرش وامام الخروف، وهم يصرخون بصوت عظيم قائلين:
"الخلاص لالهنا الجالس على العرش وللخروف".
هؤلاء هم الذين غسلوا ثيابهم وبيضوا ثيابهم في دم الخروف، والخروف الذي في وسط العرش يرعاهم، ويقتادهم الى ينابيع ماءٍ حيَّةٍ.
فكيف لا يصرخون بصوت عظيم قائلين:
"مستحق هو الخروف المذبوح ان يأخذ القدرة والغنى والحكمة والقوة والكرامة والمجد والبركة".
وكيف لنا نحن ان لا نصرخ من كل قلوبنا قائلين:
"للجالس على العرش وللخروف البركة والكرامة والمجد والسلطان الى ابدِ الآبدين". (رؤيا يوحنا الاصحاح الخامس).
لانه بالفعل ليس باحد غيره الخلاص، يسوع المسيح، لان ليس اسم آخر تحت السماء، قد أُعطي بين الناس، به ينبغي ان نخلص. (اعمال الرسل 12:4).
صلاتي اخوتي ان ننظر بالروح كما نظر يوحنا الخروف واقف على جبل صهيون، وان نكون من اتباعه الذين لهم اسم ابيه مكتوبًا على جباههم. وان نرنم ترنيمة جديدة امام العرش، وان نتبع الخروف حيثما ذهب، لاننا اشتُرينا من بين الناس باكورةً لله وللخروف، وان لا يكون في افواهنا غِشٌّ، وبلا عيب قدام عرش الله. (رؤيا يوحنا اصحاح 14).
نعلم ان كل من يريد ان يعيش بالتقوى في هذا العالم، لا بد ان يُضطهد. لكننا لا نخاف، لاننا نعلم ان قوى الشر والظلمة سيحاربون الخروف، والخروف يغلبهم، لانه رب الارباب وملك الملوك، والذين معه مدعوون ومختارون ومؤمنون. (رؤيا يوحنا 14:17).
ونحن نؤمن ان الله قد اخضع كل شيء تحت قدمي يسوع المسيح، واياه جعل رأسًا فوق كل شيء للكنيسة (افسس 22:1).
واذا كان يسوع في ايام تجسده على الارض، قد رفعه الله من الوسط مُسمرًا اياه بالصليب، اذ جرَّد الرياسات والسلاطين أشهرهم جهارًا ضافرًا بهم بالصليب، ( كولوسي 15:2)، فكم بالحري سيغلب ويدوس الاعداء ( الروحية) الاسد الذي من سبط يهوذا، اصل داود، ليفتح السفر ويفك ختومه السبعة. ( رؤيا يوحنا 5:5).
هذا هو الذي تنبأ عنه يعقوب ابو الاسباط في تكوين 8:49، الذي سوف يحمده اخوته، ويده على قفا اعدائه، ويسجد له بنو ابيه. يهوذا جروُ اسدٍ، من فريسةٍ صعدتَ يا ابني، وله يكون خضوع الشعوب، رابِطًا بالكرمة جحشه، وبالجفنة ابن اتانه، غسل بالخمر لباسه، وبدم العنب ثوبه.
تنبأ يعقوب عن مجئ المسيح من سبط يهوذا، وبان جميع الشعوب سوف تسجد له لانه الرب الاله، وهو الذي غسل بالخمر ثيابه وبدم العنب ثوبه، بسفك دمه على الصليب، لكي يُلبسنا نحن ثياب بيضاء طاهرة، ثوب الخلاص ورداء التسبيح...
اخوتي، يسوع المسيح هو حمل الله الذي جاء الى العالم لكي يخلص الخُطاة، وهو اسد يهوذا الذي سوف يأتي ليدين الاحياء والاموات، ويُبيد الشيطان بنفخة من فمه، فهل قبلنا يسوع حمل الله لكي نهرب من غضب الاسد الذي سوف يأتي عن قريب للدينونة؟
اقبله الان حمل الله المُخلص، لكي تهرُب من الدينونة العتيدة ان تأتي على سكان الارض لا محالة!!
ونحن الذين نتبع الخروف حيثما يذهب، هل نحن اموات عن الذات وعن خطايانا، لكي نحيا لمن مات لاجلنا وقام؟ هل نحمل في قلوبنا وحياتنا صفات حمل الله، الذي دعانا ان نحمل نيره ونتعلم منه، لانه وديع ومتواضع القلب فنجد راحة لنفوسنا؟
ام ما زلنا نعتقد ان القوة الحقيقة هي النزاع والصراخ وقوة الجسد والعنف؟
اذا اردنا ان نكون بالفعل اقوياء بنظر الله، فلا بُد ان نكون من القطيع الصغير الذي له حياة ابدية بالمسيح يسوع، لان القوة الحقيقية هي ان تكون وديعًا متواضعًا مثل سيدك، لان اسد يهوذا اظهر قوته ومجده على الارض بكونه حمل الله الوديع المتواضع، فهل نتمثل بسيدنا؟
ان قبلته اليوم حمل الله الذي يرفع خطية العالم فطوبى لك، وان لا، فسوف تقابل ذاك الاسد بدينونة رهيبة، حيث لا ينفع الندم عندها!!