ينتقد شيوخ المسلمين والسلفيين وخاصة المتشددين والمتطرفين والاخوان المسلمين، ينتقدون الصليب وينكرون صلب المسيح، ويحتقرون صليبه المقدس رمز الفداء الذي يقدسه ويكرمه المسيحيون الذين يرفعونه عاليا فوق قباب الكنائس في كل أرجاء العالم . ويتهم اولئك الشيوخ المسيحيين بأنهم يعبدون الصليب ويسجدون امامه.
لا ندري ما سر كراهية أولئك الجهلة المغسولة ادمغتهم ضد صليب المسيح الذي لا يضرهم بشيء . لقد تجسدت هذه الكراهية المتأصلة في قلوبهم بتكسير عصابات داعش الهمجية المتوحشة صلبان الكنائس في المدن التي غزوها في شمال العراق وسهل نينوى.
لقد فضح الإنجيل المقدس كل الكارهين للصليب على مر العصور والأجيال وقال عنهم: [ الصليب عند الهالكين جهالة، وعندنا نحن المخلصين قوة الله].
كل أعداء الصليب هم جهلة لا يفهمون ما هو سر الصليب وما دوره في العقيدة المسيحية التي يعادونها. جاء في كتاب صحيح البخاري حديثا لرسول الإسلام أنه قال لعائشة: " لا يوشك أن ينزل فيكم عيسى بن مريم حكما مقسطا، فيكسر الصليب ويقتل الخنزير".
هذا الكلام فيه متناقضان، الجيد ونقيضه. الجيد ان نبي الإسلام يعترف أن المسيح هو ديان العالم وسيعود للأرض ثانية ليحكم بالعدل ويدين الأشرار، والنقيض هو كلام لا معنى له! قتل الخنزير وكسر الصليب، لم يقل لماذا!؟ ما سر كراهية الصليب ولماذا اختار الخنزير وهو أحد مخلوقات الله؟ لا احد يعرف؟
المسيحيون يضعون الصليب فوق الكنائس افتخارا برمز الفداء. لكن لماذا يضع المسلمون الهلال فوق مآذن وقباب المساجد وهو رمز لإله الوثنية إله القمر (اللات) او (سين) الذي كان أجداد محمد يعبدونه ويقدمون له القرابين والذبائح قبل الإسلام، وقبل إعلان محمد دينه الجديد وهو في سن الأربعين عاما.
ظهر فيديو في التلفزيون لشيخ سلفي سعودي قال فيه معبرا عن كراهيته للصليب: " لا يجوز ان يوضع الصليب على الصدور وعلى تيجان الملوك و الإعلام، بل يجب ان يرسم على الجوارب والأحذية كي يهان!! هذا الحاقد الجاهل يفرغ سموم حقده على الصليب لأنه لا يفهم قداسة وأهمية الصليب، لأن القرآن اخبرهم عن المسيح (ما قتلوه وما صلبوه) بينما عملية الصلب عملية تاريخية كتب عنها أشهر المؤرخين المعاصرين للمسيح ولا زالت وثائق المحاكمات للمسيح و قرار الحكم بالصلب الذي أصدره الحاكم الروماني بيلاطس البنطي محفوظة لحد الآن في سجلات الفاتيكان والمتاحف الرومانية.
لقد أنتصر يسوع المسيح على إبليس وكسر شوكته وقام من الموت ممجداً فاتحا أبواب ملكوت السماء أمام المؤمنين مصالحا الخطاة التائبين مع الله. نحن نعرف سر كراهية اولئك المتطرفين السلفيين والوهابيين للصليب، لأن إله القرآن هو من كان يوحي لأجدادهم للقيام بالغزوات وتقطيع الرقاب والأطراف لمن لا يتبع دينهم ويشجعهم لسبي النساء ويحلل لهم اغتصاب السبايا وسرقة الغنائم .هذه كلها أعمال شيطانية لا يمكن أن يكون القدوس إله المحبة الرحمن الرحيم مصدرها.
الصليب عندنا نحن المخلصين بدم المسيح هو قوة الله، أما من اغلقت عيونهم وعقولهم واتبعوا إبليس و أعوانه، الذين اغواهم بنكاح حور العين بالجملة في الجنة، هؤلاء سيكون مصيرهم بحيرة النار والكبريت التي أعدت لإبليس وأعوانه لأنهم أغلقوا عقولهم وحاربوا من قال: ”انا هو نور العالم، أنا الطريق والحق والحياة من يتبعني فلا يمشي بالظلمة“.
لم نسمع ان رسول الإسلام قد أمر بكسر نجمة داود او رموز الهندوسية او البوذية والزرادشتية، فلماذا يتمنى كسر الصليب؟
المسلم يقدس الحجر الأسود ويقبله في زيارته أثناء الحج والعمرة، فمن يعبد الحجر ويطوف حول بناية من حجر، ويرمي الحجر متوهما أنه يرجم الشيطان، ويطوف بين أصنام قريش (الصفا والمروة) في طقوس الحج، يصعب عليه رؤية صليب المسيح منتصبا شامخا فوق الكنائس ومعلقا من ذهب بفخر على صدور الرجال والنساء .
لماذا ينتظر المسلمون عودة المسيح من السماء ثانية ولا ينتظرون عودة نبي الإسلام الذي مات و دفن في القبر بلا عودة .
يا أمة (ما أنا بقارئ) ، لابد أن تعرفوا أن صليب المسيح هو رمز للفداء المقدس والحب.
إن تكريم الصليب لا يتعارض مع الإيمان بوحدانية الله. والمسيحيون لا يعبدون الصليب الخشبي أو المعدني ولا يسجدون له، إنما يسجدون ويعبدون المصلوب عليه، لأنه بدمه الزكي افتدى المؤمنين به.
أهل الكتاب يعبدون الله الواحد قبل ان يولد نبي الإسلام بآلاف السنين، وقد أرسل الله لهم أنبياء و رسل كثيرون ليبلغوهم وصايا الله وتعاليمه، وقد اختار له شعبا من نسل الأنبياء ابراهيم واسحق ويعقوب، ليعرفه ويقدِّسه ويؤمن به. كل ذلك قبل ان يولد نبي الإسلام بآلاف السنين حيث ينتمي الى عشيرة تعبد الأوثان من دون الله ويذبحون لها القرابين تكريما لها، وهذا ما جاء بكتب التراث الإسلامي.
التوراة والإنجيل وهي كتب أهل الكتاب المقدسة التي وصفها القرآن بأنها هدى ونور، تشهد بوحدانية الله وقداسته، وليس فيها أي شرك بالله كما يدعي المرجفون . فهل من أمرَ بالغزوات وحلل القتل وقطع الرقاب وسبي واغتصاب النساء وسرقة اموال الناس (الغنائم) باسم الله والدين، جاء بعد آلاف السنين ليعلم الموحدين الإيمان بالله وهو أول من كسر أولى وصايا الله وهي (لا تقتل – لا تزني – لا تسرق) وهذه جميعها فُعلت بزمن الدعوة الإسلامية وبعدها.
إن من لا يعرف الله و تعاليمه و وصاياه، عليه أن يسأل أهل الذكر الذين يقرؤون الكتاب المقدس قبل الإسلام بآلاف السنين وهم من يرشده الى الله و قداسته و تعاليمه وليس العكس.
اتهام المسيحيين بعبادة الصليب و تحريف الإنجيل شيء معيب وكذب مقصود لتشويه المسيحية دين السلام والمحبة وإبعاد الشبهات عن دين العنف والغزوات وقطع الرقاب، كما ان منع الشيوخ وتحريض المسلمين بعدم قراءة الإنجيل والتوراة هو لبقائهم يعيشون في ظلمات القرن السابع و صحراء البادية حيث الجهل المدقع، و تفشي ثقافة الغزوات وقطع طرق القوافل والثأر والإنتقام وسبي النساء. و إبعاد المسلمين المثقفين عن الكتاب المقدس يهدف الى عدم كشف فضائح التاريخ الإسلامي عند مقارنة ما جاء به مع ما تعلمه المسيحية من سلام ومحبة وفضائل التسامح وحب الآخر ومساعدة المحتاج ونصرة الضعيف .
لقد سيطر الشيطان على عقول اولئك الشيوخ الذين لا يعرفون قول المحبة في خطبهم بل يدعون على النصارى واليهود بالأمراض والزلازل والأوبئة من فوق منابرهم. وعندما يمرضون يركبون طائرات من يسموهم الكفار ويطلبون العلاج والدواء والاستشفاء على أيديهم وفي مستشفياتهم في دول (الكفر)! يا له من نفاق.