كثيرة هي متناقضات القرآن، تارة يقول عن المسيح أنه كلمة الله وروح منه، وهذا أعتراف من القرآن أن المسيح هو الله لأنه ينطق بكلمة الله وهو روح الله ايضا، و هذا يعني ان المسيح من جوهر الله وليس مخلوق من خليقة الله او عبد من عباده . لأن الكلمة تخرج من عقل قائلها وهو الله الذي خلق الكون و الأحياء بكلمته .
وتارة يقول عن المسيح أنه عبد ورسول من الله، وتارة أخرى يجعل من المسيح خالقا كما هو الله تماما. واليكم الدليل…
جاء في القرآن: " إذ قالت الملائكة: يا مريم أن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين. إني قد جئتكم بآية من ربكم أني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير"
نلاحظ في هذه الآية، السمات التالية :
- الملائكة هي من بشرت مريم بالحبل المقدس حيث أرسل الله من السماء كلمته وروحه ليتجسد جنين في أحشاء مريم. انها ارادة الله وليس إرادة بشر.
- الجنين المولود من العذراء مريم هو حسب وصف القرآن وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين إلى الله! وهذا يفسر معنى كلمة الله وروح منه لأنه من المقربين الى الله في السماء. حيث كلمة الله لا تخرج إلا من عقل الله الناطق بها. فالكلمة هي تمثل الله. أي أنها تعبر عن شخصية وذات الله.
- كلمة الله ليست مخلوقة بزمن، لأن الله أزلي الوجود مع كلمته وروحه، فالمسيح الكلمة أزلي الوجود.
- المسيح يقول للناس: "أني قد جئتكم بآية من ربكم” ولم يقل من ربي. لأن الله والمسيح من جوهر واحد، والله ليس رب المسيح بل رب الناس، لأن المسيح والله واحد في الجوهر.
- المسيح يقول : ”أني أخلق لكم" والخلق هو من أختصاص وقدرة الله وحده، والله لا يعطي مجده وقدرته لإنسان، او لعبد من عباده، ليقوم بعمل من أعماله في الخلق وعلم الغيب وإحياء أجساد الموتى وإعادة الروح لهم بعد فراق الجسد. المسيح قام بكل أعمال الله في الخلق وعلم الغيب وغفران الذنوب والخطايا والتحكم بالحياة وإعادة الروح للموتى وشفاء المرضى وإعادة البصر للأعمى وشفاء الكسيح والمشلول والأحدب، بكلمة منه فقط دون أن يطلب الإذن من الله، لأنه هو كلمة الله الناطق بالمعجزات. فهل يطلب الله الإذن من نفسه؟ كان المسيح يقول للميت لك اقول قم، فتعود الروح للميت فورا وينهض متحركا. لم يقل يا رب أحيي هذا الميت. بل ينطق بكلمة واحدة فتحدث المعجزة الفريدة.
- المسيح خلق الطير حسب القرآن بنفخة من فمه فتحول الطين الى كائن حي. وهذا نفس ما عمله الله حين خلق آدم الذي صنعه من طين وتراب الأرض، ونفخ في أنفه نسمة الروح والحياة، فصار الطين كائنا حيا عاقلا مفكرا. فهل يختلف خلق المسيح للطير عن خلق الله لآدم؟ فمن يكون المسيح غير صورة الله على الأرض!
- الإنجيل يظهر يسوع المسيح بأبهى صورة أنه هو الله في الكثير من الآيات. حيث قال كلاما لا يمكن لبشر أن ينطق به إن لم يكن كلام صادر عن الله ذاته. قال : ( أنا هو الطريق والحق والحياة ، من رآني رأى الآب . أنا والآب واحد ) . هذا كلام يعبر عن الله ذاته وليس نطق بشر.
- الحق هو الله والمسيح قال أنا هو الحق. والقرآن ذكر ان المسيح ( قول الحق ) اي قول ونطق الله.
- الله هو الحياة وخالقها ووهبها للبشر، والمسيح قال أنا الحياة. أي هو نبع الحياة ومصدرها.
- لا يوجد اي بشر في العالم كله يعلم بموعد موته. المسيح اخبر تلاميذه عن موعد موته و طريقته بالصلب واعلن عن قيامته بعد الموت بثلاثة أيام. وتحقق كل ما قاله حرفيا.
- فمن يعلم بالغيب غير الله؟ والمسيح يعلم ذلك، فمن يكون المسيح غير الله المنظور؟
- القرآن أخبرنا ان المسيح آية للعالمين، والآية هي المعجزة الفريدة، والمسيح هو بذاته آية ومعجزة فريدة. كل ما قاله آية و أعماله كلها آيات ومعجزات. أنه الإنسان الوحيد الفريد في كل شئ، ولا يوجد من يماثله في العالم أجمع في أقواله وأعماله لأنه (إنسان وإله) واحد، والوحدانية هي صفة الله.
فمن يكون المسيح غير الله الظاهر بالجسد الإنساني؟