يسألنا الأخوة المسلمون الكثير من الأسئلة حول الكتاب المقدس و نجيب عليها بكل رحابة صدر وبلا تردد، و بما أننا ندرس الإسلام ومقارنة الأديان، فنحن ايضا لدينا تساؤلات حول القرآن والإسلام بحاجة إلى إجابات عليها من إخواننا المسلمين لنزداد علما ومعرفة، فهل من متطوع للرد؟
س 1– لماذا لم يتحدث النبي محمد عن شعوب وأقوام في بلاد بعيدة عن العرب، كالهند والصين وأمريكا اللاتينية وغيرها؟ لماذا ترك كل هذه الأقوام والشعوب التي تعد بالمليارات واكتفى بهداية العرب فقط؟ أليس هو رسول رب العالمين؟ أن كانت دعوته للعرب فقط، فلماذا غزا المسلمون البلدان الآمنة شرقا الى الهند والصين و غربا الى شمال افريقيا وعبروا البحر المتوسط إلى إسبانيا واحتلوها عدة قرون ووصلوا حدود فرنسا؟
س 2 – سورة الفاتحة: هي السورة التي في أول فاتحة سور القرآن، ويبدأ الصلاة بهذه السورة، وبما أنها سورة قرآنية والقرآن يعتبره المسلمون كلام الله، إذن سور القرآن هي من قول الله للناس وليس قول الناس إلى الله. نستنتج من هذا ان الله هو المتكلم بهذه السورة ويقول: الحمد لله رب العالمين… الرحمن الرحيم… إياك نعبد وإياك نستعين. اهدنا الصراط المستقيم… الخ.
نتسائل: هل الله المتكلم بهذا الكلام يحمد نفسه؟
لمن يقول الله المتكلم بهذه السورة إياك نعبد وإياك نستعين؟ ولمن يطلب الهداية للصراط المستقيم؟
سيحتج المسلم ويقول كلا، إنها دعاء اوصى به الله النبي لتبليغه للمسلمين ليقولوه في فاتحة صلواتهم.
ونحن نسأل هل ذكر الله قبل بداية السورة كلمة (قل) حتى يكون الكلام بعده موجها من الله للنبي ليقوله للناس ويصلون به ويدعون ربهم بهذا الكلام؟ ... لا نجد كلمة قل. وليس هناك ما يدل على انه كلام مطلوب قوله الى الله. وهذا يدل على ان هذه الآية تأليف بشري وليس من قول الله.
اما الخطأ البلاغي الموجود في اول سور القرآن فهو (إياك نعبد وإياك نستعين) والصحيح بلاغيا ولغويا هو
(اياك نعبد وبكَ نستعين).
س 3 - سؤالنا: هل ذكر القرآن ان نبيا سيقفّي آثار المسيح؟ والمسيح هو من قفى على آثار جميع الأنبياء والرسل، وكان آخر الأنبياء والمرسلين بشهادة القرآن؟
المسيح لم يقفِّ بعده اي رسول يأتي بعده :
جاء في سورة البقرة 87: " وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِن بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ" عيسى قفى بعد موسى والرسل. أي عيسى أتى بعد موسى وعدد من الأنبياء والرسل من بني إسرائيل ولم يقفي بعده أحدٌ.
في سورة المائدة 44 : "إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا والربانيون والاحبار بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء" ... نبيون أسلموا للذين هادوا.
سورة الحديد 27: "ثم قفينا على آثارهم برسلنا وقفينا بعيسى ابن مريم وآتيناه الإنجيل وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رافة ورحمة"
المسيح آخر من قفى على آثار جميع الرسل والأنبياء. وختمت كافة رسالات السماء به.
المائدة 46 "وقفينا على آثارهم بعيسى ابن مريم مصدقا لما بين يديه من التوراة واتيناه الانجيل فيه هدى ونور ومصدقا لما بين يديه من التوراة وهدى وموعظة للمتقين" المسيح قفى على آثار الأنبياء السابقين جميعا. ولم يقف القرآن نبي بعد المسيح الذي هو الألف والياء البداية والنهاية.
المسيح بن مريم لم يبشر بظهور أي نبي يأتي بعده، اما الآية اليتيمة والوحيدة التي لم تتكرر ولم يتم تأكيدها بآية أخرى فهي: "سيأتي من بعدي رسول إسمه أحمد" هذه حشرت في القرآن حشرا من غير تأكيد عليها رغم أهميتها إسلاميا، والعقيدة في كتاب منزل تؤخذ من الآيات المحكمات وليس من الآيات المتشابهة أو المنفردة. وهذه آية منفردة لا يعول عليها.
المسيح بشر في الإنجيل تلاميذه انه سيرسل بعد صعوده الى السماء المعزي روح الحق الذي ينبثق من الله الآب. وهو يذكر التلاميذ بكل ما قاله لهم يسوع المسيح، ويقويهم ويرشدهم ويمكث فيهم ومع المؤمنين إلى الأبد. وهذا ما تحقق بعد خمسين يوما من صعود المسيح للسماء. جاء المعزي وحل على التلاميذ بهيئة ألسنة من نار وسكن في قلوبهم.
المتصيدون للكلمات في الإنجيل يتمسكون بكلمة المعزي ويقولون انه هو الرسول محمد الذي بشر به المسيح.
نحن نتساءل :
1- هل المعزي وهو روح يمثل محمد الإنسان ذو الجسد المادي؟
2- هل محمد جاء في زمن تلاميذ المسيح؟
3- هل محمد يمكث مع المؤمنين إلى الأبد أم أنه مات وتوارى في التراب.
4 – إن كان محمد هو الروح القدس (المعزي) فيكون المسيح هو من ارسله. والله هو من يرسل الأنبياء والرسل، وبذلك يعترف المسلمون ان المسيح هو الله الذي أرسل الأنبياء والرسل بضمنهم محمد!!
5 - قال ربنا يسوع عن الروح المعزى "روح الحق الذي لا يستطيع العالم أن يقبله لأنه لا يراه ولا يعرفه. وأما أنتم فتعرفونه لأنه ماكث معكم ويكون فيكم" (يو 14: 17) وأي نبي لابد أن يراه الناس، وأي نبي لا يمكن أن يمكث داخل التلاميذ المعزي (روح القدس) لا ينطبق على محمد الإنسان.
قال المسيح: سيأتي بعدي أنبياء كذبة، يأتونكم بثياب الحملان وهم ذئاب خاطفة. من ثمارهم تعرفونهم.