لعل هذه القصة من أجمل القصص المبنية على الحق الإلهي والتي تتناول موضوع الحب دون مقابل.
تُعد هذه الرواية، من أجمل الروايات التي تعبر عن قيمة الحب في معناه الحقيقي، وهو ان تحب الشخص بالرغم من «عيوبه وضعفاته»، وليس فقط لأجل «صفاته ومميزاته الجميلة».
الحب المحرر هي رواية رومانسية تاريخية للكاتبة الأمريكية فرنسين رفيرز، وهي مستوحاة من «سفر هوشع النبي» في العهد القديم. هذا السفر يُصوّر بالأساس شعب الله كعروس خائنة لعريسها السماوي، ومع هذا فالعريس يقدم كل إمكانياته الإلهية ليستردها إليه.
تبدأ احداث هذه الرواية في جبال كاليفورنيا التي أُكتشف فيها الذهب عام 1850، وتسرد قصة فتاة ولدت خارج نطاق الزواج لوالد لم يكن يريدها ان تأتي للحياة وأم تسقط فيما بعد في الدعارة لتتبعها الإبنة الى نفس الأمر فيما بعد.
تمر انجل بتجارب قاسية وتقنع نفسها أنها ينبغي ألا تتوقع من الرجال سوى الخيانة والغدر، فلقد بيعت في طفولتها ومن اشتراها كان يعمل في دعارة الأطفال، فاغتصبها وهي في سن الثامنة. وتستمر حياتها في الدعارة فاقدة الثقة بالله الذي آمنت به أمها وخذلها، حتى تلتقي مايكل هوشع - رجل يتقدم للزواج بها ويبدي حبه لها وهي لا تبادله الحب إطلاقًا.
مايكل بطل الرواية، قديس، يتكلم مع الله الذي يقول له في المرة الأولى التي يرى بها انجل "هذه هي امرأتك"، ورغم صعوبة الأمر يطيع مايكل الله ويذهب لزيارتها مرات عديدة ويدفع المبلغ المطلوب للدخول إليها دون أن يلمسها.. لقد أراد أن يثبت لها أن ما يريده منها أبعد من الجنس بكثير. ينتهي بها الأمر بالزواج منه فقط لتهرب من العنف الممارس عليها في المكان التي تعيش فيه.
بعد زواجها منه تصطدم بمشاعر عدم الإستحقاق والخوف وتهرب منه مرات عديدة، مرة خوفًا منه ومرة خوفًا من نفسها ومن العاطفة الصادقة التي بدأت تنشأ فيها، ومرة خوفًا عليه.. وترتكب الكثير من الأفعال التي تعتبر مجحفة في حق مايكل.. بسبب معاناتها السابقة وخلفيتها المشوهة التي أتت منها.
يومًا بعد الآخر يبدأ قلبها الجليدي المتحجر يذوب شيئًا فشيئًا بعد ان تحدى مايكل كل توقعاتها عن الرجال. لكنها بعد هروبها المتكرر مبتعدة عن حب زوجها الذي ظل يطلبها ويسعى ورائها. باتت تعلم الآن ان شفائها النهائي يجب ان يأتيها من محبة تفوق محبة مايكل هوشع. محبة لن تدعها تفلت مجددًا.
تعاملات مايكل هوشع معها وردة فعلها معه، تمثل صورة حية لعلاقتنا مع الله الذي لا نستوعب محبته وقبوله الفائق لنا مهما كانت حالتنا ومهما كان سقوطنا. الرواية نموذج للحب الحقيقي وكيف يجب ان يكون، فكل عبارة في القصة يرى فيها القارئ نفسه مكان انجل ويتلامس مع محبة الله في شخص مايكل.
"وأخطبك لنفسي إلى الأبد. وأخطبك لنفسي بالعدل والحق والإحسان والمراحم" (سفر هوشع ٢ : ١٩).