معنى الاسم:
اسم أفنيكي يعني ”إلحاق الهزيمة الثقيلة بـ …“ وقد كان اسمًا يعبّر عن انتصار ساحق، ولا بد أن في الأصل يخلد ذكرى انتصار معيّن. وكلمة ”نيكي“ كانت النهاية المفضلة لأسماء النساء في العصر المقدوني، وقد كانت أفنيكي اسمًا على مسمى لانها انتصرت في جهودها لتنشئة ابنها في مخافة الرب وإنذاره.
سلسلة النسب:
كانت أفنيكي بنت لرئيس الذي يرجع اسمها للأصل اليوناني، ولا يذكر الكتاب المقدس شيئًا بخصوص هوية والدها. إن أفنيكي كيهودية تزوجت أمميّا، وحيث أننا لا نعرف عنه شيئًا، يمكننا أن نفترض أنه كان قد مات قبل أن يتعرف بولس على العائلة.
إن السمة البارزة للسجل الكتابي لأفنيكي وأمها تأثيرهما الديني على تيموثاوس، الذي منذ الطفولة كان يعرف الكتب المقدسة (٢ تي ٣: ١٤ و ١٥). إن هاتين السيدتين التقنيتين قد دربتاه على السير في الطريق الذي كان يجب أن يسلك فيه (أم ٢٢: ٦). ولا بد أنهما قد شعرا بالزهو عندما خرج تيموثاوس ليقوم بعمل الكارز! (٢ تي ٤: ٥). إن اسمه تيموثاوس يعني ”الشخص الذي يخشى الله“ ولا بد انه اختير من قبل أمه اليهودية، وليس من قبل والده الأممي والذي من المرجح أنه لم يكن على صلة قوية بالله. والدليل على ذلك يستند الى الرأي القائل ان لوئيس وأفنيكي وتيموثاوس قد تم ربحهم للمسيح على يد بولس في زيارة سابقة الى لستر حيث كانت الاسرة تعيش (أع ١٤: ٦ و ٧). ومع أن لوئيس وابنتها كانتا يهوديتين وملمّتَين جيدا بأسفار العهد القديم، وقد علمتا الطفل تيموثاوس ذلك، إلا أن بولس هو الذي علمها ووجه افكارهما لمعرفة ان الشخص الذي مات على الصليب ليخلص الخطاة هو المسيا الموعود به منذ القدم. وكون الرسول بولس هو الذي اقتاد تيموثاوس الى المسيح ثابت من الطريقة التي يتحدث بها بولس عنه كابنه الحبيب و ”ابنه في الايمان“. وكم كانت أفنيكي شاكرة لله عندما اختار بولس ابنها المحبوب ليكون رفيقه في عمله التبشيري! ولا شك أنها تقدر قول سليمان: ”تبتهج التي ولدتك“ (أم ٢٣: ٢٥).
إن التقوى بالوراثة والايمان الشخصي نجده متضمنا في اشارة بولس للايمان عديم الرياء الذي سكن أولا في جدة تيموثاوس لوئيس ثم في أمه أفنيكي ثم فيه أيضا. وفي حين أن ايمان الوالد يمكن أن يقدس الطفل (١ كو ٧: ١٤) إلا أن الايمان الشخصي بالمسيح هو الذي يخلص النفس. ولاحظ أنه مأخوذ من ايمان أم تيموثاوس وليس من أبيه. وبعد اشارة بولس للوئيس وأفنيكي في رسالته الثانية الى تيموثاوس، فإننا لا نجد لهما ذكر مرة أخرى. ومع ذلك قد تكون هناك إشارة غير ظاهرة لهما فيما قاله بولس عن الأرامل وأطفال الأرامل (١ تي ٥: ٤ و ٥).
والعنصر الهام الذي نستنتجه من سجل تيموثاوس هو قيمة التدريب المسيحي الايجابي في البيت، فكما لو أن بولس يقول تيموثاوس: ”حيث أنك قد نشأت متعلما الكتب المقدسة فهذه نعمة لا تقدّر، يجب ان نشكر الله عليها دائما“، ولا بد أن تيموثاوس كان يشكر الله دائما من أجل بيت يمجد الله، فلقد كان أوغسطينوس يقر دائما بالدّين الذي كان في عنقه نحو امه القديسة مونيكا. ليس كل الأطفال ينشأون في كنف والدين تقيين وفي رعاية بيت مسيحي، ولكن أولئك الذين ولدوا في بيت يكون المسيح في رأسه وربه، فهم محظوظون وينشأون ليباركوا الله لأجل هذا التراث الروحي، ولكن يا لحسرة الآباء الأتقياء الذين عندما يصل أحد أبنائهم أو ابناؤهم لسن المسؤولية القانونية يحتقرون التأثيرات المسيحية للبيت الذي وُجد لأجلهم!