تعرضت الاقلية المسيحية في اليمن منذ عام ٢٠١١ لانتهاكات عديدة مثل القتل والسجن والإخفاء القسري والتعذيب ومصادره الممتلكات والتهجير من جميع الاطراف السياسية المتنازعة في اليمن. يشعر المسيحيين اليمنيين بقلق كبير على حياتهم ، منذ ان أفصحوا عن اعتناقهم المسيحية، وتخليهم عن الدين الإسلامي، البعض اضطر لمغادرة اليمن لدول اخرى لتعرضهم لمضايقات كبيرة على خلفية اعتناقهم المسيحية ، لكن في الآونة الاخيرة تحول اعداد كثيرة من اليمنين الى المسيحية والالحاد ، وظل المسيحيون في اليمن يكبر ويتوسع كل يوم رغم الاضطهاد والمضايقات التي يواجهونها، ويعلل اغلبهم دخولهم الى المسيحية لانهم وجدوا في المسيح المحبة والسلام ، الحرية والفكر المتسامح ، ويشارك معنا بعض اليمنيين قصص عبورهم الى المسيحية وسبب تركهم للإسلام .
مبشر مسيحي يمني
جون غانم 29 سنة من مدينه اب اليمنية ، يشارك قصة عبوره الى المسيحية و يقول: اعتنقت المسيحية في نهاية ٢٠١٧، عندما قرأت الإنجيل وتعاليم المسيح ، وبالأخص الموعظة على الجبل ، حينها شعرت بمحبة المسيح بكلام الموعظة على الجبل ، دخل لقلبي كأنه علاج شعرت بسلام ومحبة وفرح ابدي. اول مرة اشعر به بحياتي من ذلك اليوم قررت ان اتبع المسيح. كنت فرحا جدا عندنا اكتشفت ان الله محبة، ذهبت الى الكنيسة وكنت متحمسا كثيرا ، القسيس قال اخر الوعظة من يريد ان يسلم حياته للمسيح يسوع كرب وملك ومخلص؟ انا رفعت يدي وقادوني الى الصلاة، وكنت اردد بعدهم وكأني مخلوق جديد ، اشوف كل شيء جميل ، درست الكتاب المقدس كامل من العهد القديم التورات الى نهاية العهد الجديد الإنجيل ، وبعدها قررت ان اتعمد نهاية عام ٢٠١٨، حاليا ابشر بمحبة المسيح يسوع ، واشارك ايماني بمواقع التواصل الاجتماعي. اهلي واليمنيين عرفوا عن إيماني بالمسيح، كفروني ، اضطهدوني ، نكروني ، وطلقوني من زوجتي المسلمة. عندي بنتين ابعدوهم عني. امي مرضت، المجتمع اضطهد أهلي بالرغم من أنهم مسلمين الى الان٫ ومع هذا أؤكد لكم ان افضل واعظم قرار اتخذته بحياته ان اتبع يسوع المسيح. وأضاف: لا اندم على هذا القرار لأني اعرف وجودي وخلاص وابديتي بالمسيح يسوع ، واشار ان أمنيته ان يرجع المسيحيون الى اليمن ويمارسوا عبادتهم كمسيحيين بالظاهر ويبنوا الكنائس ويعيشوا بمحبة وسلام .
محاضر ديني بالإسلام سلم حياته للمسيح
الشاب (ع.ح ) 23 سنة ، لا يريد الإفصاح عن اسمه وهو من أسرة يمنيه متدينة ، يقول بعد ان انهيت دراستي في جامعة صنعاء كنت متدين وألقي محاضرات دينية في احد مساجد الحي الذي اعيش فيه، و كان لدي الكثير من التساؤلات في الدين الاسلامي والآيات القرآنية المتناقضة ، كنت اسأل شيوخ الدين هناك ، وبعض الاحيان اذهب الى الجامع الكبير في صنعاء ، لأنه يوجد هناك الكثير من مشايخ الدين الاسلامي ، أذهب واسالهم عدة أسئلة ولكن لا يجيبون على اسئلتي بإجابات مقنعة ، ولم يقنعوني وبعضهم يهربون من الإجابة ويحاولون الترقيع ، وعندما يلاحظ انني أسال واستفسر كثير ينظرون لي بنظرة انه لماذا أسال هل انا كافر ؟ وعندما ينظروا اليّ هكذا احاول ان أظهر لهم اني فهمت واقتنعت ، واخرج من المسجد وكنت أعمل محاضرات بالناس ، واقنع الشباب بالصلاة وفي نفسي من الداخل أعرف إنه ليس هذا الكلام من الله ومحمد ليس رسول الله ، وكانت الصلاة مجرد روتين فقط من اجل المجتمع واسرتي يقولون اني اصلي وكنت مشكك بالإسلام بالسر ..! وبعدما أمضيت عدة سنوات باليمن من التشكيك ، كنت دائما أؤمن انه يوجد اله ولكن ليس كما في الاسلام ؛ بعدها سافرت الى بلد اخر من أجل الدراسة ، التقيت بالصدفة بأحد اليمنيين المسيحين هناك ودعاني الى الكنيسة، لنلتقي ونتحدث، وافقت ان اذهب للكنيسة واستمع اليهم ، وبدا يقرآ لي من الكتاب المقدس عن حياة المسيح وتعاليم المسيح ، وكان عكس المكتوب بالقرآن عن الرب يسوع ، وبدأت ابحث واقرأ عن حياة المسيح والمعجزات التي عملها أمام الناس ، عكس محمد التي لم يرى احد معجزاتة وان يسوع يدعو الى المحبة والسلام ولم يؤذي احد كنت ابحث وانا استمتع وانا ابحث وراحه نفسيه وشعور جميل جدا وبحثت كثيرا ، التقيت ببعض القساوسة واقتنعت تماما ان المسيح هو الرب والمخلص ، سلمت حياتي للرب يسوع المسيح ، بعدها احسست اني خلقت من جديد، والرب غير حياتي واشكر الرب يسوع دائما وابدا.
ضابط بالقوات المسلحة اليمنية الى محبة المسيح
جون الصنعاني: يقول، كنت ضابط ملازم اول بالقوات المسلحة ، تعرفت عن الرب يسوع المسيح عام 2019 ، كان السبب الرئيسي بإيماني بالمسيح بسبب الحرب والصراع المسلح ، وزج ابناء اليمن بالجبهات للقتال والعنف ، ويلقون مصرعهم باسم الدين ، وتوظيف آيات القران لمصالحهم الشخصية ، بعدما عرفت الرب يسوع تركت جبهه القتال لأعيش كمواطن عادي ، وأضاف تعمقت بكلمه الرب وتعاليم المسيح ، وبدأت ابشر بالمسيح. بعض الاصدقاء قبلوا المسيح رب ومخلص ، ومن ثم جاء الوقت لكي اجعلهم يلقون اختبارهم على احد الأخوة المومنين ، الذي كنت اتواصل معه من خلال برنامج الزوم في بيتي ، ولكن كانت المفاجأة اني لم اغلق باب الغرفة ، وزوجتي كانت مسلمة شيعية سمعت كل الحوار الذي دار بيننا وبين القسيس ولم تبين لي ، ولكنها ذهبت في اليوم التالي الي اخوانها واخذت معها ابني واللابتوب المحمول ، وبلغت اخوانها بكل ما سمعت ثم تم حبسي وتعذيبي ، وتم حبس الذين معي وتعذيبهم ومن ثم تدخلوا ناس لإخراجي من السجن ، مقابل التنازل عن كل ممتلكاتي ، مثل البيت والسوبر ماركت والسيارة، وتم خلع زوجتي واخذ ابني و نفيي من اليمن ، وسلب هويتي وكل شيء مني وتم تهريبي الى عدن ، وتم الامساك بي مره اخرى من قبل الحزام الامني في عدن ، وتم اخراجي من قبل ناس مؤمنين ، ومن ثم سافرت الى مصر. حاليا ابشر بمحبة المسيح لكن اتلقى اضطهادات يومية من المسلمين .
تعامل امرأة وزجها بالمحبة والرحمة سبب أيمانه بالمسيح
احمد 30 سنة عابر للمسيحية يقول ولدت وتربيت تربيه اسلامية ، اهلي واقاربي كلهم مسلمين ، عندما كنت صغير كان ابي يأخذني الى المسجد ، ويضربني امام الناس كي احفظ القران، كنت اتلقى ضرب على راسي ، واماكن اخرى من جسدي والناس تنظر اليّ ، ونظرات الناس حولي كأني عملت جريمة او شيء ما عمله الشيطان ، اجبرني ابي ان ادرس تحفيظ القران، كنت مع مجموعة من مشايخ الدين الذين يدّعون الحب والمحبة والأخوة وعمل الخير، ولكن قلوبهم مختلفة تماما عن الواقع ، بعد ذلك اختلفت معهم في الراي وبدأت اشكك بالإسلام وأتساءل، عندها تحولوا الى شياطين من حقد وكراهية وتهديد واتهامي كعميل ومنافق وكذاب وكافر ومرتد حتى وصل بعضهم الى تكفيري ، فاضطررت ان اغادر اليمن الى السعودية وعشت هناك عشر سنوات ثم غادرت الى بلد الكفار حيث وجدت كل شيء عكس الاشياء التي تعلمتها عند المسلمين. وجدت المحبة والاخاء .
وأضاف قائلا: بدايتي مع المسيح بدات هكذا… كنت احصل على مساعدات من امرأة وزوجها بدون مقابل لمدة سنتين ولا اعرفهم ولم اعرف لماذا يساعدوني ….معاملتهم كانت مختلفة جدا فسالتهم: لماذا تعملوا كل هذا من اجلي؟ قالت المرأة: انت مسلم وانا مسيحية ، لكن الرب يسوع يأمرني أن اعمل بذلك فسألتها: من هذا الرب يسوع لم اسمع به من قبل؟ وهنا بدأ مشواري الروحي مع الرب يسوع وبدأت اتعرف وابحث عليه. كنت اطلب منها في كل مرة أن تعلمني شيء بسيط . كانت تحاول السكوت فسالتها لماذا؟ قالت لا احب أن اجرح مشاعرك فقط نحن نحبك ، بعد ذلك بحثت وقرات كثيرا في المسيحية حتى امنت بالرب يسوع المسيح .
أثّرت الحرب في اليمن على المسيحيين في اليمن بصورة حادة وفق منظمات حقوقية، وتعرض الكثير منهم إلى مضايقات أجبرتهم على الصمت وعدم الإفصاح عن معتقدهم خوفا على حياتهم ، أجمعت أغلب التقارير الحقوقية أن أكثر الانتهاكات التي تعرض لها المسيحيون في اليمن تسببت بها جماعه الحوثي وحزب الإصلاح "الإخوان المسلمين في اليمن". ، ووفق ناشطين مسيحيين فإن المسيحيون في اليمن تعرضوا خلال السنوات الماضية إلى كافة أنواع الاضطهاد منذ استيلاء الحوثيين على السلطة ، حيث تدهورت أوضاع المسيحيون كغيرهم من الاقليات الدينية الأخرى .