نقرأ في انجيل لوقا الاصحاح 24 عن حدث قيامة يسوع العظيم والمجيد، هذا الحدث الذي كان قبل اكثر من الفي عام، لكننا ما زلنا نذكر ونتأمل به.
لكن هل قيامة يسوع من الموت هي فقط ذكرة سنوية او عيد نحتفل به ؟
بعد موت يسوع على الصليب ودفنه، كانوا تلاميذ الرب مجتمعين خوفًا من اليهود، لكن مجموعة من النساء جئن الى القبر حاملات الحنوط، ووجدن الحجر مدحرجًا عن القبر، فدخلن ولم يجدن جسد الرب يسوع.
انها نعمة الله الغنية التي انهضت قلوب النساء في اول الاسبوع اول الفجر، لكي يُكرمن السيد حتى ولو كان ميتًا، وفوجئن بان الحجر كان مدحرجًا، وهي نفس النعمة التي تدعوا كل واحد منا ان نقدم الباكورية ليسوع المسيح، الذي احبنا واسلم نفسه لاجلنا وهو وحده سبب خلاصنا ورجائنا الابدي، فكيف لا نقدم له كل الوقت والماديات، بل قبل كل شئ نقدم له قلوبنا وافكارنا، كذلك اجسادنا ذبيحة حية مقدسة مرضية لله، وان نقدم له عبادة بالروح والحق.
نعم أخوتي الرب مستحق ليس فقط ان نقدم له اول الاسبوع اول الفجر، بل ان نقدم له كل ايام حياتنا، لاننا في المسيح نحن لا نقدس ولا نعبد يوم او تاريخ او شهر او حتى عيد وذكرى، بل نُقدِّس الرب الاله في قلوبنا، لكي نُملِّك يسوع المسيح مخلصًا وربًّا على حياتنا وعائلاتنا.
نظر الله القدوس الى قلوب تلك النساء، التي كانت مليئة حبًا وتقديرًا للرب يسوع، ولم يخفن احدا، لذلك اكرم الله ايمانهن وارسل لهن الملاك الذي دحرج الحجر عن القبر.
ما احوجنا في هذه الايام ان يدحرج "ملاك الرب" حجارة كثيرة عن قلوبنا، بل كما تنبأ ارميا وحزقيال ان الرب سوف ينزع القلب الحجري، ويعطينا قلب لحمي نابضًا بمحبة الله، بقوة كلمة الله المعلنة بالروح القدس عن طريق ملاك الكنيسة اي خادم الرب.
ليتنا نصلي الى الرب ان يزيل كل حجر يفصل بيننا وبينه، كل خطية او عادة سيئة، كل مظاهر التدين الفارغة من الايمان الحقيقي الذي يُحتِّمنا الى الخلاص الابدي، وقبل كل شئ ان يحطم "صنم الانا" الساكن فينا لكي نحيا وبصدق القلب لمن مات لاجلنا وقام.
أخوتي، هل اقتصر فصحنا المجيد على الاكل والشرب والسفر ؟ انها امور حسنة وجيدة، لكنها ليست المعنى الحقيقي للفصح، لان فصحنا نحن كما قال بولس لاهل كورنثوس هو " المسيح قد ذُبح لاجلنا ".
دحرج ملاك الرب الحجر عن قبر يسوع، واعلن اعظم اعلان في تاريخ البشرية :
"لماذا تطلبن الحي بين الاموات، ليس هو ههنا، لكنه قام"
اعلان عظيم ومبارك ان الله الآب القدوس اقام من الموت ابنه يسوع المسيح، الذي تألم من اجل خطايانا، مات على الصليب وفي اليوم الثالث قام من الاموات لتبريرنا امام الله.
انه وقت ان نطرح خطايانا عند اقدام الصليب، ونأتي بتوبة حقيقية امام الله الآب معترفين بخطايانا، لكي نقوم بقوة وعمل الروح القدس مع يسوع، ونجلس معه في السماويات منتظرين مجيئه الثاني لكي نكون معه الى ابد الآبدين في الملكوت.
انه وقت ان نطرح عنا كل تديُّن خارجي، وقت ان نعطي الاولوية ليسوع المسيح بحياتنا، وان لا نطلب الحي بين الاموات، لا نطلب الحي في ماضينا الكئيب وسقطات الامس، لا نطلب الحي في مجمع المستهزئين والخاطئين، بل نطلب الحي يسوع المسيح من كل القلب، بكل تواضع وخشوع، لان الرب قريب لمن يدعوه بصدق القلب، لانه قال :
" تطلبونني فتجدونني، ان طلبتمونني من كل قلوبكم "
" اطلبوا الرب ما دام يوجد، ادعوه وهو قريب "
صلاتي في هذه الايام ان نموت مع يسوع وندفن الانسان القديم، ونختبر قوة قيامته بحياتنا لكي نكون سبب بركة لمن حولنا، لكي يختبروا هم ايضا خلاص الرب والفرح الابدي...
لانه عن قريب سوف يعود الرب الحي الى ابد الآبدين من السماء، ليدين الاحياء والاموات، كل من آمن به سوف يقوم الى قيامة الحياة والملكوت الابدي مع الله الآب القدوس وابنه يسوع وجميع القديسين، ومن رفض الايمان بابن الله يسوع المسيح، سوف يقوم الى دينونة رهيبة وعذاب ابدي مع الشيطان واتباعه !!!
فأي قيامة واي مصير ابدي تختار ؟