موهبة الوعظ هي إحدى المواهب التي وضعها الرب في الكنيسة لخدمة وبناء شعب الرب.
ولكن الوعظ بدون توبة، بدون قداسة، بدون طهارة وبدون امتلاء بالروح القدس، لا يعتبر خدمة أو موهبة، ولا يعتبر بناءً أو تشجيعاً. بل هو أشبه بالنحاس الذي يطن أو الصنج الذي يرن.
وَإِنْ كَانَتْ لِي نُبُوَّةٌ، وَأَعْلَمُ جَمِيعَ الأَسْرَارِ وَكُلَّ عِلْمٍ، وَإِنْ كَانَ لِي كُلُّ الإِيمَانِ حَتَّى أَنْقُلَ الْجِبَالَ، وَلكِنْ لَيْسَ لِي مَحَبَّةٌ، فَلَسْتُ شَيْئًا. (كورنثوس الاولى ١٣: ٢)
الوعظ ليس نوعاً من أنواع فنون الخطابة والإلقاء الشعري وإلقاء المحاضرات.
علينا أن نحذر من السقوط في هذا الفخ الشيطاني الخطير الذي ينصبه عدو الخير لأجل زعزعة أساسيات إيمان الأفراد وأساسيات الكنيسة. فلا نقرأ ولا نستمع لتأملات أو مشاركات أو عظات روحية من أشخاص متمردين يعيشون حياة الخطية والنجاسة والتمرد، يختلقون المباحثات والجدالات الهدامة في كل مكان وزمان، ولا يخضعون للرعاة في الرب ولا يطيعون المرشدين في الرب.
لا يجوز أن نكون في سلام أو في شركة مع هؤلاء ولا يجوز أن نلقي على مسامعهم عبارات التأييد أو الشكر أو التقدير أو البركة أو التهنئة تعليقاً على عظاتهم أو تأملاتهم أو مداخلاتهم. فإننا هكذا نكون قد اشتركنا في خطاياهم، في سلوكياتهم الردية وفي طرقهم الملتوية. والرب سيحاسبنا على هذا الإشتراك الرديء. وبالأخص إذا كان ذلك اشتراكاً مع أصحاب البدع والهرطقات والتعاليم المضلة. فقد قال يوحنا الرسول في رسالته:
"كُلُّ مَنْ تَعَدَّى وَلَمْ يَثْبُتْ فِي تَعْلِيمِ الْمَسِيحِ فَلَيْسَ لَهُ اللهُ. وَمَنْ يَثْبُتْ فِي تَعْلِيمِ الْمَسِيحِ فَهذَا لَهُ الآبُ وَالابْنُ جَمِيعًا. إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَأْتِيكُمْ، وَلاَ يَجِيءُ بِهذَا التَّعْلِيمِ، فَلاَ تَقْبَلُوهُ فِي الْبَيْتِ، وَلاَ تَقُولُوا لَهُ سَلاَمٌ. لأَنَّ مَنْ يُسَلِّمُ عَلَيْهِ يَشْتَرِكُ فِي أَعْمَالِهِ الشِّرِّيرَةِ." (يوحنا الثانية ٩-١١)
لقد قال الرب يسوع: مَنْ أرادَ أنْ يكونَ عَظيمًا فيكُم، فلْيكُنْ لكُم خادِمًا. ومَنْ أرادَ أنْ يكونَ الأوّلَ فيكُم، فلَيكُنْ لكُم عَبدًا. هكذا اَبنُ الإنسانِ جاءَ لا ليَخدِمَهُ النّاسُ، بلْ ليخدِمَهُم ويَفدي بحياتِهِ كثيرًا منهُم». متى ٢٠: ٢٦-٢٨
الخدمة الحقيقية والمقبولة عند الله هي الخدمة التي تبدأ بالتواضع والخضوع والانكسار عند أرجل السيد الرب في الخلوة الفردية، وليس على المنابر أو منصات الإلقاء.