بخاطئ واحد يتوب: الجذور التوراتية للإيمان المسيحي الأولي

تعتبر الجذور التوراتية للإيمان المسيحي موضوعًا غنيًا ومعقدًا، حيث تلعب النصوص التوراتية دورًا محوريًا في تشكيل الفهم اللاهوتي والعقائدي للكنيسة الأولى. من خلال استكشاف كيفية استخدام الكنيسة الأولى للعهد القديم، يمكننا فهم كيف تم تفسير النصوص التوراتية لتوضيح حياة وتعاليم المسيح.
12 أكتوبر - 17:35 بتوقيت القدس
بخاطئ واحد يتوب: الجذور التوراتية للإيمان المسيحي الأولي

مُقدّمة

الكنيسة في خطر ان يكون ايمانها منتزعا ومنفصلا عن الجذور " العهد القديم"، وفصل رسالة المسيح عن الجذور التوراتية نتيجة لسوء فهم التوراة على خلفيات غريبة وغير موضوعية لاهوتيا وعقائديا، يسيء لفهم الانجيل.

علينا ان ندرك ان التوراة كانت كتاب الكنيسة الأولى {حتى القرن الرابع أي استخدموا التوراة بشكل كامل، وبعد هذه الفترة ابتعدوا عن التوراة لأسباب سياسية عديدة والتركيز على التوراة اخذ بالابتعاد لكن ليس بشكل قاطع} والابتعاد عن التوراة يُسيء لفهم الانجيل، لان صلة التوراة الوثيقة بإنجيل المسيح متين جدا هو.

في القرون الأربع الأولى استخدم آباء الكنيسة ومعلمو الكنيسة التوراة ككتاب الايمان المسيحي.

من الطبيعي جدا والمنطقي ان يأخذ المسيحيون الأوائل الاسفار المقدّسة اليهودية، كيهودي يستخدم كتبه المقدسة، وهناك بعض الإشكاليات في الامر حول فهم النصوص والناموس امامهم. مثلا فهم اشعياء 53 ومعاناة المسيح، بينما قادة المجمع اليهودي فهموا ان الحديث عن معاناة الشعب اليهودي، وهل اشعياء 14 :7:" وَلكِنْ يُعْطِيكُمُ السَّيِّدُ نَفْسُهُ آيَةً: هَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْنًا وَتَدْعُو اسْمَهُ «عِمَّانُوئِيلَ» “هل آمنوا الحكماء اليهود ان الحديث عن عذراء حقا؟ ام امرأة شابة تلد كما ينادي الفريسي؟

يقول بولس 1 كو 23 :1:" وَلكِنَّنَا نَحْنُ نَكْرِزُ بِالْمَسِيحِ مَصْلُوبًا: لِلْيَهُودِ عَثْرَةً، وَلِلْيُونَانِيِّينَ جَهَالَةً!" و" لِلْيَهُودِ عَثْرَةً" لان اليهود او بالأدق الرئاسة الدينية اليهودية كانت تنتظر المسيح حقيقة، ولكن ليس يسوع الناصري وليس يسوع الناصري يحقّق توقّعاتهم لأنهم لا يعتقدون ان " المسيح يجب ان يُصلب في عار، لان الناموس يقول ان من يُصلب هو ملعون" {تث 23 :21 {وراجع الحوار مع تريفون 2 _1 :89}.

الكتاب المقدّس بعهديه القديم والجديد هو وحدة واحدة مُكمّلة لبعضها البعض وتُحقّق بعضها واستخدمها الآباء في القرون الأربع الأولى.

العهد القديم هو " المنظار _ الناظور" للمسيح، وحياة المسيح وتعاليمه، تعتمد على نصوص العهد القديم ولم تكن للمسيحيّة ان تقوم بدون العهد القديم.

المسيحيّون الأوائل هم من اليهود، ولهم الاسفار المقدّسة المكتوبة والشفهية {التوراة الشفهية قبل تدوينها} وحين اعتنقوا المسيحية استمرّوا في استخدام هذه النصوص المقدَّسة ولم يروا ان الايمان بالمسيح يتناقض وتعاليمهم ابدا بتاتا، لانّ يسوع هو المحقّق والمتمّم للتوراة ولآمال اليهود حسب نصوص التوراة.

لجأ المسيحيون الأوائل {من اليهود} بشكل خاص الى اشعياء 53 ومزمور 22 لدعم ما يؤكّد عليه يوستين، والقديس ايريناؤس يقتبس اشعياء 53 ويفسر علاقة النص وآلام المسيح، وهذا لانّ إرادة الله تتَحقّق بحدوث هذه الأمور للمسيح.

كلّ الإشارات في العهد الجديد لما يُسمّى " الكتب" هي إشارة "للعهد القديم" {ما عدا 2 بط 16 :3وفي 1 كو 4 _3 :15 وكذلك اع 3 _2 : 17  يعني ان بولس يحاججهم من كتب العهد القديم {التوراة او بالعبرية תנ"ך _ תורה נביאים כתובים أي التوراة والانبياء والكتب} وأيضا ينطبق نفس الشيء، اع 28 :18  وبولس حين يُذكّر تلميذه تيموثاوس، انه يعرف الكتب المقدسة منذ طفولته وهي قادرة ان تقوده الى الخلاص بالإيمان بيسوع لان ّكل الكتاب هو موحى به، 2 ثي 16 _15 :3

لفظة " مكتوب" تكون عادة قبل اقتباس من العهد القديم، وذلك ليبيّن الارتباط بين جوانب معيّنة من خدمة يسوع، وهذه الاحداث من ميلاد الرب في بيت لحم والموت والقيامة والصعود والآلام، وحياة المسيح وخدمته والقاب المسيح وصفاته.

عقيدة عبودية البشر للخطيّة، رو 2 _1 :3 ودور الايمان في الخلاص رو 17 :1 والتبرير من خلال الايمان، رو 4 وتعثّر اليهود وخلاص الأمم، رو 33 :9 و15 _12 :1 وعقيدة آدم الأول وآدم الثاني، 1 كو 45 :15

رأى بولس ان الاحداث التي وردت في العهد القديم سُجّلت لتعلّم المسيحيين وتشجّعهم، رو 16 _14 :4 و 1 كو 12 _ 10 :1

يسوع علّم تلاميذه ان العهد القديم يتحدّث عنه شخصيًّا، حيثُ يتّضح من نصوص الانجيل، ان المسيح قرأ العهد القديم قراءة " كريستولوجية Christology _ يونانية مركّبة من χριστός  مخلّص ولفظة λογία نظرية " أي رأى المسيح ان العهد القديم يتحدّث عنه من خلال النبوات المباشرة او بسيرة اشخاص كانوا مثالا لجزء من حياته وخدمته فيقول:" فَتِّشُوا الْكُتُبَ لأَنَّكُمْ تَظُنُّونَ أَنَّ لَكُمْ فِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً. وَهِيَ الَّتِي تَشْهَدُ لِي. لأَنَّكُمْ لَوْ كُنْتُمْ تُصَدِّقُونَ مُوسَى لَكُنْتُمْ تُصَدِّقُونَنِي، لأَنَّهُ هُوَ كَتَبَ عَنِّي." يو 46 ،39 :5. ويونان النبي مثالا للمسيح وقراءة يسوع الخلاصية هذه كانت في الكنيسة الأولى، وبذلك استطاعوا الربط بين الايمان بيسوع وجذورهم اليهودية.

العهد القديم في حياة الكنيسة الأولى {القرون الأربع الأولى} كان يُشكّل كتابا مُقدّسا للمسيحيين الأوائل وانهم قرأوا التوراة بالنظر الى المسيح.

آمن اليهود {المسيحيون الأوائل} ان المسيح هو إتمام لوعود الله في العهد القديم، لذلك كانت معتقداتهم عن المسيح متّفقة تماما وايمانهم اليهودي.

هذا ما نفهمه من قصّة فيلبس والخصي الحبشي وهو يقرأ اشعياء 35 قارن اع 35 :8 ورو 2 :1 وبالتالي انضمّت كتابات العهد القديم مع الرسالة المسيحية في ارتباط من غير التحام في ذهن المسيحيين الأوائل. لم يقدروا على تخيّل احتمالية وجود ايمان مسيحي بدون العهد القديم. كان العهد القديم ضروريا جدا لفهمهم هوية يسوع، وحياته وموته وقيامته وما اوصاهم به ليفعلوه كتلاميذ له.

في هذه العجالة القليل من النصوص التي تبيّن أهمية العهد القديم.

+ رو 2 _1 :1و  تك 10 :49 وعد 17 :24: تتحدّث عن المسيح  لننتبه ان اللفظة العبرية " שֵׁבֶט" ترجمة " قضيب " بينما في اشعياء 1 :11 " قضيب חֹטֶר _ וְיָצָא חֹטֶר, מִגֵּזַע יִשָׁי; וְנֵצֶר, מִשָּׁרָשָׁיו יִפְרֶה وَيَخْرُجُ قَضِيبٌ مِنْ جِذْعِ يَسَّى، وَيَنْبُتُ غُصْنٌ مِنْ أُصُولِهِ،". وقارن زك 12 :6 و لو 45 _44، 27 :24:" 45 واخنوخ الأول 9 _2 :48مقارنة ومز 17 :72.

ومزور 72 واحد من بين المزامير الخاصة " بالمسيح" كما في מדרש שמות א

أقدم نص مسيحي يربط بين المزمور والمسيح هو الحوار بين يوستين وتريفو اليهودي، يعود لمنتصف القرن الثاني واستخدم النص أيضا ايريناوس وترتليان لإثبات الوهية المسيح ووجوده منذ الازل {الحوار مع تريفو 7 _5 :64}.

القديس ايريناوس يحاول ان يثبت وجود المسيح الابن باستناده على نص التكوين 1: من الجدير ان ندرك ان القديس ايريناؤس لا يعْلَم اللغة العبرية بتاتا ومن هنا يبدو انه استند على مصدر ما بتفسيره، حيث يقول ان اللفظة العبرية :"  בָּרָא " هي تعني "בָּר الابن" ونفهم من هذا انه يقصد، ان اللفظة آرامية هي، حيث النهاية קמץ א " تفيد التعريف" مثل الالفاظ :" אב _אבא. סב _ סבא. אם _ אמא  וכד'". وتكون الآية:" الابن كان في البدء قبل خلق الله السموات والأرض".

نص يو 3 :1 “التأمل في النص الذي يرويه ايريناوس ويستند على مزمور 3 :110 و17: 72 ويقول في ذلك القديس ايريناوس:" أي قبل خلق العالم، طالما ان النجوم خُلقت في نفس الوقت من العالم".

والقديس ترتليان يؤكّد ان مزمور 72 أعلاه،" قُدَّامَ الشَّمْسِ "تعني ان كلمة الله الذي هو المسيح كان موجودا قبل الشمس {ضد ماركيون 11 _9: 5}.

يقول القديس ثيؤدوريت أسقف قورش {Theodoret of cyrus} عن مزمور 72:" ان كلمة " اسم "تشير الى المسيح والتي تجعل المسيح سابقا لوجود الشمس" ويقول هيلاري بواتييه:" ان هذه الآية تثبت ان المسيح يسبق كل الأزمنة التي تُقاس بواسطة الشمس والقمر"{عن الثالوث 34 :12}.

نص زكريا 13 _ 12 :6 يدمج القديس يوستين بين نص زكريا ومزمور 72 {الحوار مع تريفون 2 :121}.

مراجعة النصوص تبيّن ان يوستين استخدم " فوق " بدلا من " قبل " كما في الترجمة السبعينية. ولنص زكريا استخدم الفعل " يطلع" بدلا من " يمتد" وهدف ذلك تقريب الآية الى الاسم " الطالع".

النص العبري يركّز:" הִנֵּה-אִישׁ צֶמַח שְׁמוֹ, וּמִתַּחְתָּיו יִצְמָח, וּבָנָה, אֶת-הֵיכַל יְהוָה."

" צֶמַח " اسم رجل، التشبيه مستمد من الزراعة:" النبت الغصن وسينبت" الاسم والفعل {צֶמַח יִצְמָח,} يستخدمان أيضا عن نمو النباتات حسب المفهوم اليهودي لكن اليوناني يفهم ذلك" العالم الفلكي" مثل فيلون ويوستين.

المفهوم اليهودي وبالتالي المسيحي فيما بعد، استنادا على ارميا 5 :23.

دمج الحكماء نص ارميا 23 وزكريا 6 وفهموا ان النص إشارة للمسيح:" انظروا رجل اسمه الغصن وسينبت، هذا يشير الى المسيح الذي قيل عنه أيضا أقيم لداود غصن برّ، فيملك ملك وينجح ويجري حقا وعدلا في الأرض " {قارن مدراش ربا _ מדרש רבה}.

الاسم " צֶמַח " هو الملك المسيح كما في اشعياء 2 :4 وكذلك نص ارميا 5 :23 أعلاه وارميا 16 _15: 33

“من هنا نفهم زكريا عن  14:4 ويفسر ذلك، ד"ר יהושע רוזנברג: הנה איש צמח שמו, שיחות בספר זכריה:" ולא זרובבל האיש הוא, אלא היוצא ממנו הלא הוא צמח, הלא הוא המלך המשיח".  قارن نص اشعياء 1 :11.

يعتبر مزمور 110 أكثر نص من العهد القديم من حيث عدد اقتباسه في العهد الجديد، واستخدمه المسيح لإفحام الفريسيين قارن مت 46 _41 :22

الراب عكيفا،{רבי עקיבא} عن مزمور1: 110 {أعلاه}:" يشير الى المسيح مقارنا نص دانيال 9 :7 عن استخدام عروش بالجمع."

" كُنْتُ أَرَى أَنَّهُ وُضِعَتْ عُرُوشٌ " يقول:" هذا يشير الى عرش الله وآخر الى المسيح" {תלמוד, סנהדרין לח _ ב } ونص مزمور 3 :110  تشير الى المسيح كما يقول يوستين {الحوار مع تريفون 83}.

مزمور 1 :110 في الاناجيل الازائية استخدمه يسوع ليثبت انه " ربّ داود" وإله منذ الازل هو، وفي سفري الاعمال والعبرانيين استخدما مزمور 1 :110 كبرهان لقيامة الرب.

إنّ العهد الجديد مُحتجب في العهد القديم، والعهد القديم يفسّره العهد الجديد، ولا يمكن الاعتماد على التفسير الآبائي دون العودة للتوراة. هذا يعني ان الإطار اليهودي أساس فهم النصوص الانجيلية، ولهذا لا يمكننا فهم آباء الكنيسة دون معرفة التأثير اليهودي الذي أخذته الكنيسة واعتمدته في امكنة العبادة.

التقاليد اليهودية والنصوص الكتابية قُرِئت على ضوء قيامة المسيح، الجذور اليهودية للنصوص الانجيلية يجب فهمها وادراكها بوضوح لكي نصل لفهم كامل للنص الإنجيلي.

ما من جديد انّ اول من آمن بالمسيح وتبع المسيح هم اليهود، ولكي لا يرتدّوا عن ايمانهم بالمسيح حافظوا على عاداتهم اليهودية وحتى انها دخلت المسيحية وبقيت حتى يومنا هذا.

من بين هذه العادات التي بقيت في المجتمع المسيحي الشرقي مقارنة والغرب المسيحي، قضيّة الحداد وكل ما يتعلّق من "لقمة المجابرة" وعدم “قصّ الشعر" و " زفّة العريس _ حمّام العريس" ومن المأكولات والخلفية اليهودية في عيد الصعود " الهيطلية باللهجة المحلية، من منتوج الحليب" و" لقمة القاضي" الخ.

الأمور الرمزية بين التوراة والانجيل

ليس الهدف سرد كل النصوص لان الامر يحتاج لمجلّدين كبيرين، نضرب بعض الأمثلة لندرك مدى احتجاب الانجيل في التوراة ومدى خبايا الانجيل في التوراة التي كشفها المسيح وحقّقها بالكامل.

يوحنا 5 :15 هذا المثل عند يوحنا له الجذور التوراتية كنصوص كثيرة جدا، مقارنة واش 7 _1 : 5 وار 20 :7 ومز 15 _ 9 : 79

تشديد يوحنا والتركيز على الكرمة، ليبرهن على حقيقة الرموز التوراتية التي اتضحت واكتملت وتحقّقت كلها في يسوع، وإذا أردنا ان نفهم معناها علينا معرفة يسوع الذي هو الرمز الأول والأخير.

{مجد يسوع {Doxa باليونانية  δόξα من الفعل δοκεῖν } من قبل الله الآب، يو 14 :1 و 41 :12 وفي خطبة الوداع 31، 17 : 13 فحياة يسوع الله المتجسد تُختصر:" مجدتك في الأرض فمجدني أيها الاب"، يو 54 _ 50 :8:" و5: 17 وصدى هذا المجد هو العهد القديم، العدد 22 :14 معجزة البحر الأحمر والمنّ والسلوى، الخروج.

هذه آيات خلاصية تبين مجد الله، من البحر الأحمر لسيناء وفي تابوت العهد، خر 44_ 43 :29 قبل السكن في هيكل سليمان،1 مل 10 :8 تراءى مجد الله لاشعياء.

هذا المجد ترك الهيكل في زمن الجلاء بسبب خطيئة الشعب، حز 11 _9، وسيحلّ على الجماعة التي تتجدّد بالروح، حز 23 :36 “قارن المولود بالروح، يو 6 :3 واش 1 :60 يخبرنا ان الله سيملك على اورشليم الجديدة ومن اورشليم ينطلق لكل الأمم، اش 3 :60

يوحنا يجدّد مجد الله من خلال عُنصرين: الوهية المسيح والثاني ايمان التلاميذ، يو 11 :2 وتعاليم المسيح يو 69 _ 68 :6 والمجد الذي ينطلق من المسيح لا ينفصل عن مجد الآب، يو 10 _9 :17:" وحمل التلاميذ الثمار فبذلك يمجّدون الاب، يو 8 :15

استشهادات يوحنا من التوراة وخاصة به، يو 39 :5 تبحثون في الكتب

مقارنة سريعة لفتات من المقابلة والمقارنة بين يوحنا والتوراة:

+ اش 5 _ 3: 40 يو 23 :1

+ مز 26 :118 ويو 13 :12 ومر 9 :11

+ مز 10: 69 ويو 17 :2

+يو  19:14 و 15:20 "بستاني " ترتبط بجنة عدن والتكوين 3 _2 والبستان هو " الجلجلة" حيث قبر يسوع _ آدم الجديد

+  مز 43 _42 ويو 27 :12

ويو 21 :13ويو 35 _33 :11ويو 28 :19 مقارنة ومز 3 :42.

الانسان الذي يتوب {أي يرجع للرب أي يقترب للرب} يسمى  " التائب בעל תשובה " وحسب الحكماء الشيوخ { חז"ל } :" מקום שבעלי תשובה עומדין צדיקים גמורים אינם עומדין" { راجع בבלי, ברכות דף לד עמוד ב } بمعنى نص لوقا أعلاه. نص التلمود، في المكان الذي يقف فيه التائب لا يستطيع ان يقف التائب البار.

يفسّر الرمبام {من كبار المفسرين הרמב"ם } قول الحكماء الشيوخ بفرح الرب بتائب كبح جماح شهوته وابدى قدرته على جسده وكبح الشهوات، ومكانة هذا التائب اكثر قيمة بعيني الرب بتوبته. {משנה תורה, ספר המדע, הלכות תשובה, ז', הלכה ד'}.

هناك نصوص تبيّن عدم القدرة على التوبة، وبذلك نفهم قول المسيح وفرح السماء أعلاه وكذلك من قبل قول الحكماء الشيوخ والتوبة تحيي الميّت بالحياة، ولان التوبة تشمل المحبة للعودة لرب المحبة:" וּבְשׁוּב רָשָׁע מֵרִשְׁעָתוֹ אֲשֶׁר עָשָׂה, וַיַּעַשׂ מִשְׁפָּט וּצְדָקָה, הוּא אֶת נַפְשׁוֹ יְחַיֶּה. וַיִּרְאֶה וַיָּשָׁוב [וַיָּשָׁב] מִכָּל פְּשָׁעָיו אֲשֶׁר עָשָׂה, חָיוֹ יִחְיֶה לֹא יָמוּת. וְאָמְרוּ בֵּית יִשְׂרָאֵל, לֹא יִתָּכֵן דֶּרֶךְ אֲדֹנָי, הַדְּרָכַי לֹא יִתָּכְנוּ בֵּית יִשְׂרָאֵל, הֲלֹא דַרְכֵיכֶם לֹא יִתָּכֵן. وَإِذَا رَجَعَ الشِّرِّيرُ عَنْ شَرِّهِ الَّذِي فَعَلَ، وَعَمِلَ حَقًّا وَعَدْلًا، فَهُوَ يُحْيِي نَفْسَهُ. رَأَى فَرَجَعَ عَنْ كُلِّ مَعَاصِيهِ الَّتِي عَمِلَهَا فَحَيَاةً يَحْيَا. لاَ يَمُوتُ. وَبَيْتُ إِسْرَائِيلَ يَقُولُ: لَيْسَتْ طَرِيقُ الرَّبِّ مُسْتَوِيَةً. أَطُرُقِي غَيْرُ مُسْتَقِيمَةٍ يَا بَيْتَ إِسْرَائِيلَ؟ أَلَيْسَتْ طُرُقُكُمْ غَيْرَ مُسْتَقِيمَةٍ؟{ حز 29 _27 :18 }. واشعياء:" יַעֲזֹב רָשָׁע דַּרְכּוֹ וְאִישׁ אָוֶן מַחְשְׁבֹתָיו, וְיָשֹׁב אֶל ה' וִירַחֲמֵהוּ וְאֶל אֱלֹהֵינוּ כִּי יַרְבֶּה לִסְלוֹחַ: כִּי לֹא מַחְשְׁבוֹתַי מַחְשְׁבוֹתֵיכֶם, וְלֹא דַרְכֵיכֶם דְּרָכָי, נְאֻם ה' لِيَتْرُكِ الشِّرِّيرُ طَرِيقَهُ، وَرَجُلُ الإِثْمِ أَفْكَارَهُ، وَلْيَتُبْ إِلَى الرَّبِّ فَيَرْحَمَهُ، وَإِلَى إِلهِنَا لأَنَّهُ يُكْثِرُ الْغُفْرَانَ.. "{7 :55 }.واشعياء يقول :"לִמְדוּ הֵיטֵב, דִּרְשׁוּ מִשְׁפָּט, אַשְּׁרוּ חָמוֹץ, שִׁפְטוּ יָתוֹם, רִיבוּ אַלְמָנָה. לְכוּ נָא וְנִוָּכְחָה יֹאמַר ה', אִם יִהְיוּ חֲטָאֵיכֶם כַּשָּׁנִים - כַּשֶּׁלֶג יַלְבִּינוּ, אִם יַאְדִּימוּ כַתּוֹלָע - כַּצֶּמֶר יִהְיוּ.  تَعَلَّمُوا فَعْلَ الْخَيْرِ. اطْلُبُوا الْحَقَّ. انْصِفُوا الْمَظْلُومَ. اقْضُوا لِلْيَتِيمِ. حَامُوا عَنِ الأَرْمَلَةِ. هَلُمَّ نَتَحَاجَجْ، يَقُولُ الرَّبُّ. إِنْ كَانَتْ خَطَايَاكُمْ كَالْقِرْمِزِ تَبْيَضُّ كَالثَّلْجِ. إِنْ كَانَتْ حَمْرَاءَ كَالدُّودِيِّ تَصِيرُ كَالصُّوفِ."{ 18 _17 :1}.

مع كل هذا، هناك ما يعيق التوبة، ويحدّد الرمبام { הרמב"ם}  24 امرا { משנה תורה לרמב"ם, ספר המדע, הלכות תשובה, פרק ד'} من بين هذه الأمور التي تشكل عثرة امام التائب بتوبته،ان يكون عثرة للآخرين {תלמוד בבלי, מסכת סוטה, דף מ"ז, עמוד א'} ومن يحث قريبه للخطيئة مثل التحريض للخطيئة ويوم الكفارة اتوب، والكلام البذيء بحق الاخرين {תלמוד בבלי, מסכת יומא, דף פ"ה, עמוד ב' }  ومثل هذه الخطايا لا تغتفر الا عند الممات ”אִם יְכֻפַּר הֶעָו‍ֹן הַזֶּה לָכֶם עַד תְּמֻתוּן” فَأَعْلَنَ فِي أُذُنَيَّ رَبُّ الْجُنُودِ: «لاَ يُغْفَرَنَّ لَكُمْ هذَا الإِثْمُ حَتَّى تَمُوتُوا، يَقُولُ السَّيِّدُ رَبُّ الْجُنُودِ». {اش 14 : 22 }.

تميّز الشريعة اليهودية  { תלמוד בבלי, מסכת יומא, דף פ"ו, עמוד ב'}  بين امرين للتوبة، توبة عن خوف وتوبة عن محبّة. وتستند الشريعة هذه على النصوص التوراتية، كزلة لسان:" هوشع 2 :14:" خُذُوا مَعَكُمْ كَلاَمًا وَارْجِعُوا إِلَى الرَّبِّ. قُولُوا لَهُ: «ارْفَعْ كُلَّ إِثْمٍ وَاقْبَلْ حَسَنًا، فَنُقَدِّمَ عُجُولَ شِفَاهِنَا." وحزقيال 19: 33:" وَعِنْدَ رُجُوعِ الشِّرِّيرِ عَنْ شَرِّهِ وَعِنْدَ عَمَلِهِ بِالْعَدْلِ وَالْحَقِّ، فَإِنَّهُ يَحْيَا بِهِمَا." هنا التوبة عن مخافة وخوف.

هل من وقت محدد للتوبة؟

يجيب الرمبام:" שהתשובה והצעקה יפה לעולם " أي على الدوام نافعة هي، وفترة خاصة مميزة وهي الفترة الواقعة بين راس السنة ليوم الغفران وما تعرف " عشرة أيام التوبة" لأنه في هذه الفترة تُقبل التوبة على الحال، كما يخبرنا اشعياء 6: 55:" דִּרְשׁוּ ה' בְּהִמָּצְאוֹ, קְרָאֻהוּ בִּהְיוֹתוֹ קָרוֹב” اُطْلُبُوا الرَّبَّ مَا دَامَ يُوجَدُ. ادْعُوهُ وَهُوَ قَرِيبٌ."

التوبة هي “ترك الخطيئة" كما يستند الرمبام على نص اشعياء 7 :55:" لِيَتْرُكِ الشِّرِّيرُ طَرِيقَهُ، وَرَجُلُ الإِثْمِ أَفْكَارَهُ، وَلْيَتُبْ إِلَى الرَّبِّ فَيَرْحَمَهُ، وَإِلَى إِلهِنَا لأَنَّهُ يُكْثِرُ الْغُفْرَانَ." ويتعزى بما مضى:" «سَمْعًا سَمِعْتُ أَفْرَايِمَ يَنْتَحِبُ: أَدَّبْتَنِي فَتَأَدَّبْتُ كَعِجْل غَيْرِ مَرُوضٍ. تَوِّبْنِي فَأَتُوبَ، لأَنَّكَ أَنْتَ الرَّبُّ إِلهِي. لأَنِّي بَعْدَ رُجُوعِي نَدِمْتُ، وَبَعْدَ تَعَلُّمِي صَفَقْتُ عَلَى فَخْذِي. خَزِيتُ وَخَجِلْتُ لأَنِّي قَدْ حَمَلْتُ عَارَ صِبَايَ."{ار 19 _18 :31} وان يتعهد بعدم الرجوع على مثل هذه الأفعال، {هوشع 4 :14}:" «أَنَا أَشْفِي ارْتِدَادَهُمْ. أُحِبُّهُمْ فَضْلًا، لأَنَّ غَضَبِي قَدِ ارْتَدَّ عَنْهُ."

عن التوبة: قض16_ 15: 10 وتوبة منسي الملك: {2مل13_ 12: 23}

نوجز

التوبة إذا هي ترك الخطيئة من الناحية العملية والفكرية والقول والا يعتبر غارق وماسك الاثم " טובל ושרץ בידו “.والندم عنصر أساسي بالتوبة والندم يعني الأسف عما فعل الانسان والاعتراف أي يعترف الشخص بصوته عن زلّته وعدم طاعته لتعاليم الرب، وليس عمّا مضى، بل للمستقبل ايضًا.

التائب الصادق وبحق، يكون قد مرّ بتغيّر روحاني عميق وبالتالي نراه يكثر بالصلاة وعمل الاحسان والابتعاد عن الخطيئة.

يعتقد الحكماء الشيوخ {חז"ל} ان التوبة قبل الخليقة استنادا على نص المزمور:" مِنْ قَبْلِ أَنْ تُولَدَ الْجِبَالُ، أَوْ أَبْدَأْتَ الأَرْضَ وَالْمَسْكُونَةَ، مُنْذُ الأَزَلِ إِلَى الأَبَدِ أَنْتَ اللهُ. تُرْجعُ الإِنْسَانَ إِلَى الْغُبَارِ وَتَقُولُ: «ارْجِعُوا يَا بَنِي آدَمَ»." " תשב אנוש أي توبة الانسان". {תלמוד בבלי, מסכת עבודה זרה, דף יז, עמוד א.}.

أَكْثَرَ مِنْ تِسْعَةٍ وَتِسْعِينَ بَارًّا

المزمور التاسع والتسعين هو المزمور الذي يحوي النشيد الذي يصف " ملكوت الله".

ما يميّز هذا المزمور عن غيره بالوصف ل "ملكوت الله" لأنه يتمحور فقط بين الله وإسرائيل، مقارنة بباقي المزامير مثلا 96 و98.

يمكن تقسيم المزمور التاسع والتسعين، حسب المواضيع

1 _ من 3 _1 الله سيملك على كل العالم.

2 _ 5 _4 الله هو الملك الذي سينشر الحكم والعدل.

3 _ 8 _ 6 الله يصغي لمن يصلي

4 _ 9 يجب الترنيم والتهليل لله.

المزمور من الناحية الليترجية {Liturgy من اليونانية λειτουργία منحوتة من Λαός تعني شعب وἔργο عمل}.

يستخدم هذا المزمور في الطقس العبري ليلة السبت أي في استقبال السبت.

والآيات 5و9 تستخدم في آيات الفرح والترتيل وإخراج سفر التوراة في يوم عادي.

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا