لا يرغب أحد منا مواجهة ظروف الحياة الصعبة واوقات الالم والفراق، لكن ان رغبنا ام لا فعلينا مواجهة ظروف الحياة الصعبة والقاسية.
أعظم مثال لنا في مواجهة الحياة الصعبة والقاسية هو رب المجد يسوع المسيح، الذي ترك عرش السماء وتجسد بصورة انسان، طفل وديع، وُلد في بيت لحم اليهودية، وعاش في ناصرة الجليل حياة بسيطة جدا لعائلة فقيرة، عَمل كنجار، وكان خاضعًا بالكامل للآب السماوي ولعائلته.
رغم هذه التضحيات الكبيرة، لم ينل الرب يسوع الاحترام والتقدير وسط شعبه حتى عائلته واخوته، كما كتب لنا يوحنا ان يسوع جاء الى خاصته التي لم تقبله.
لم يطلب يسوع مجد الناس، بل مشيئة الله الآب لحياته وللذين حوله، فهو الذي جال يصنع خيرًا ويحرر من تسلط عليهم ابليس، رفض دائما تمجيد الناس له، رفض ان ينصبوه ملكًا عندما اختبروا مجده في صنع الآيات والعجائب، الشفاء، تكثير الخبز والسمك حتى اقامة الموتى!
هو من علمنا بحياته انه مغبوط هو العطاء أكثر من الاخذ، لدرجة انه قدم نفسه ذبيحة لله الآب عنا جميعا، عن خطايانا وشر اعمالنا، وكان هو سبب خلاصنا من الشر والخطية والدينونة الابدية، واهبًا الحياة الابدية لكل من يُؤمن به.
تألم يسوع كثيرًا في حياته، ليس فقط الرفض والمقاومة من اهله وشعبه والرومان، تحمل الآلام الجسدية والنفسية والروحية من اجلنا جميعا، فردًا فردًا...
ملك الملوك ورب الارباب، جاء من عرش السماء بدافع محبته لنا، سكن ارضنا المليئة بالأشواك والالم، نحن الذين مت نزعنا بأيدينا التاج الملوكي من على رأسه، وظفرنا له اكليل من شوك، ولماذا؟ لأنه احبنا وأسلم نفسه لأجلنا من اجل خطايانا!
تألم يسوع كثيرا فوق الصليب، الم جسدي رهيب، الم نفسي لرفض شعبه له، الم روحي لأنه أصبح لعنة من اجلنا اذ حمل خطايانا في جسده على الصليب، عندها صرخ إلهي إلهي لماذا تركتني؟؟!!
أكمل يسوع عمل الفداء العظيم، بموته وقيامته من الاموات، وهو الآن جالس على يمين العظمة بمجد وقوة، وسوف يأتي ليدين الاحياء والاموات، عندها لن نرى اكليل الشوك على رأسه، بل اكليل المجد كما يليق برب الارباب وملك الملوك يسوع المسيح ابن الله، وفي ذلك اليوم يكون رب الجنود أكليل جمالٍ وتاج بهاءٍ لبقية شعبه (اشعياء 5:28).
نقرأ في سفر رؤيا يوحنا الاصحاح الرابع عن رؤيا يوحنا العظيمة للعرش الذي في السماء، وحول العرش اربعة وعشرون عرشًا، وعلى العروش اربعة وعشرون شيخًا جالسين متسربلين بثياب بيض، وعلى رؤوسهم أكاليل من ذهب...
اليوم تختبر الكنيسة وشعب الرب اكليل شوك التجارب وصعوبات الحياة، الرفض والاضطهاد من اجل اسم المسيح...
لكن قريبا جدا جدا سوف تختبر عروس المسيح المحبوبة، كنيسة الرب التي اقتناها بدمه الكريم، المجد والكرامة، جمالًا عوضًا عن الرماد، ودهن فرح عوضًا عن النوح، ورداء تسبيح عوضًا عن الروح اليائسة. (اشعياء 3:61).
لنسمع وعد الرب لشعبه:
" طوبى للرجل الذي يحتمل التجربة، لأنه اذا تزكى ينال اكليل الحياة الذي وعد به الرب للذين يحبونه ". (رسالة يعقوب 12:1).
كذلك اعلان يوحنا اللاهوتي المبارك من رب المجد يسوع المسيح لكنيسته المتألمة:
" كُن أمينًا الى الموت، فسأُعطيك اكليل الحياة ". (رؤيا يوحنا 10:2).
قريبا جدا سوف نلاقي الرب، عندها سوف نطرح اكاليلنا امامه قائلين:
"للجالس على العرش وللخروف البركة والكرامة والمجد والسلطان الى ابد الآبدين"، آمين. (رؤيا يوحنا 13:5).