يُعتبر الماء أحد أهم العناصر التي بدونها لا يمكن البقاء على قيد الحياة، فجسم الإنسان، على سبيل المثال، يحتوي على نسبة 60% من الماء، وعند الأطفال تصل النسبة حتى 70%. لذلك، لا يستطيع الإنسان العيش بدون الماء أكثر من بضع أيام. كذلك، يُعتبر الدم في جسم الإنسان عنصرًا حيويًا لاستمرار الحياة. إذا فقد الإنسان كمية معينة من الدم، لا يستطيع العيش والبقاء.
إن كان في العالم المادي البيولوجي هناك أهمية فائقة للماء والدم، فكم بالحري في العالم الروحي؟!
عندما طعن الجنود الرومان الرب يسوع في جنبه، يُدوِّن لنا يوحنا الرسول أنه خرج من جنب يسوع الماء والدم. تألم الرب يسوع آلامًا جسدية ونفسية رهيبة وهو فوق الصليب، لكن أصعب ألم كان الألم الروحي، لأنه تألم كخاطئ وملعون من الله بسبب الخطايا التي أخذها بجسده على عود الصليب!
كان الرب يسوع كانسان كامل على الأرض رجل صلاة، كذلك علَّم كلمة الله ونشر الملكوت بين الناس وفي المجامع، لأن يسوع عرف أهمية كلمة الله لتوبة الإنسان والرجوع إلى الله من كل القلب. وكما أن جسد الإنسان من دون الماء يموت، هكذا فإن حياة كل مؤمن وكل كنيسة لا تحفظ كلمة الله، الماء الحي، مهددة بالموت الروحي!
كتب لنا لوقا في الأصحاح الأول من أعمال الرسل أن الرب يسوع كان يعمل ويُعلِّم، حيث كان يقوم بأعمال حسنة كثيرة وينشر كلمة الله ويكرز بالملكوت. هل نتعلم نحن من رب المجد يسوع أن تُطابق حياتنا وأعمالنا كلامنا وتعليمنا؟ لأن الكلمة المُعلنة بقوة الروح القدس لها تأثير في قلوب السامعين إذا كانت مصحوبة بشهادة حياة المُؤمن عن محبة الله ونعمة يسوع في حياتنا. كما كتب لنا الرسول يوحنا أن روح النبوة هي شهادة يسوع.
سفك الرب يسوع دمه على عود الصليب لكل واحد منا لغفران الخطايا. وكما نقرأ في الكتاب أن نفس الإنسان هي في دمه، هكذا يسوع وهبنا الحياة بسفك دمه الكريم على عود الصليب.
نقرأ في رسالة يوحنا الأولى الأصحاح الخامس أن يسوع أتى بماء ودم، ليس بالماء فقط، لكن بالدم أيضًا. علم يسوع كلمة الله، وكانت حياته شهادة حية لملكوت الله على الأرض من خلال أعماله ومواقفه المباركة. كذلك يكتب لنا يوحنا أن الذين يشهدون في الأرض هم ثلاثة: الروح، والماء، والدم.
يعمل الروح القدس في قلوب المؤمنين كل أيام الحياة على الأرض، ويُعلن كلمة الله الحية القادرة على تخليص الخطاة. والدم يشهد عن عمل الصليب عندما صرخ يسوع فوق الصليب: "قد أُكمِل!"
إنها أيام جفاف التي بها علينا أن نشرب من الماء الحي، أي كلمة الله، كل يوم، ونعلن قوة دم يسوع لغفران الخطايا والتطهير كل يوم على حياتنا وعائلاتنا، ونسمح لروح الله القدوس أن يعمل بقلوبنا لكي نتقدس ونتجدد لصورة ومثال الرب يسوع المسيح له المجد والكرامة. عندها سوف نُعلن للآخرين كلمة الله الحية بأعمالنا وحياتنا قبل كلامنا وتعليمنا، بقوة وعمل وسلطان الروح القدس في حياتنا وحياة من هم حولنا.