عذر_ עזר

التوراة مُلتقى العربية والعبرية من الناحية اللغوية واللاهوتية العقائدية برؤية مسيحية، قراءة التوراة بعين مسيحية، تضفي على المعنى القويم والشامل للإنجيل.
قبل 8 ساعات
عذر_ עזר

سنقف هنا عند نصّين، سفر التكوين واشعياء، تكوين 18 :2:" وَقَالَ الرَّبُّ الإِلهُ: «لَيْسَ جَيِّدًا أَنْ يَكُونَ آدَمُ وَحْدَهُ، فَأَصْنَعَ لَهُ مُعِينًا نَظِيرَهُ». וַיֹּאמֶר יְהוָה אֱלֹהִים, לֹא-טוֹב הֱיוֹת הָאָדָם לְבַדּוֹ; אֶעֱשֶׂה-לּוֹ עֵזֶר, כְּנֶגְדּוֹ"

حكمة الرب بالخلاص للبشرية بدأت بخلق الكون، بداية في سفر التكوين أول أسفار الشريعة، ففي الإصحاح الثاني يتحقق مخطط الرب بخلق حواء القديمة رمزا ودلالة للعذراء حواء الجديدة، ولغويا كما سنرى ان اللفظة العبرية:" עזר " تعطينا ولو بتلميح للعذراء.

اللفظة" عذر_ עזר تاثيليا _ Etymology" من معاني الكلمة بالعربية:" الحجّة والغلبة" وبالعبرية حسب التكوين أعلاه تعني "الإعانة _ العزر" وعزره بالعربية عظّمه وقوّاه ونصره.

الأعذار بالعربية قبول العذر هو نفسه إعانة وصفح وترك للمؤاخذة وهو فرع من عزر في اللغتين العربية والعبرية. أي العذر تفيد أيضا المساعدة.

في حزقيال 14 :43 أخفقت الترجمة العربية بالكامل عن النص الأصلي كليّا:"وَهذِهِ أَقْيِسَةُ الْمَذْبَحِ بِالأَذْرُعِ، وَالذِّرَاعُ هِيَ ذِرَاعٌ وَفِتْرٌ: الْحِضْنُ ذِرَاعٌ، وَالْعَرْضُ ذِرَاعٌ، وَحَاشِيَتُهُ إِلَى شَفَتِهِ حَوَالَيْهِ شِبْرٌ وَاحِدٌ. هذَا ظَهْرُ الْمَذْبَحِ.וּמֵחֵיק הָאָרֶץ עַד-הָעֲזָרָה הַתַּחְתּוֹנָה, שְׁתַּיִם אַמּוֹת, וְרֹחַב, אַמָּה אֶחָת; וּמֵהָעֲזָרָה הַקְּטַנָּה עַד-הָעֲזָרָה הַגְּדוֹלָה, אַרְבַּע אַמּוֹת, וְרֹחַב, הָאַמָּה " الحديث هنا على مذبح الرب" التضحية " كم يكون عذاره،فالترجمة تجاهلت اللفظة العبرية " הָעֲזָרָה " بمعنى العذِرة فناء الدار ومجلس القوم راجع 2 أخبار 13 :6 :" لأَنَّ سُلَيْمَانَ صَنَعَ مِنْبَرًا مِنْ نُحَاسٍ وَجَعَلَهُ فِي وَسَطِ الدَّارِ، طُولُهُ خَمْسُ أَذْرُعٍ وَعَرْضُهُ خَمْسُ أَذْرُعٍ وَارْتِفَاعُهُ ثَلاَثُ أَذْرُعٍ، وَوَقَفَ عَلَيْهِ، ثُمَّ جَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ تُجَاهَ كُلِّ جَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ وَبَسَطَ يَدَيْهِ نَحْوَ السَّمَاءِ، כִּי-עָשָׂה שְׁלֹמֹה כִּיּוֹר נְחֹשֶׁת, וַיִּתְּנֵהוּ בְּתוֹךְ הָעֲזָרָה--חָמֵשׁ אַמּוֹת אָרְכּוֹ וְחָמֵשׁ אַמּוֹת רָחְבּוֹ, וְאַמּוֹת שָׁלוֹשׁ קוֹמָתוֹ; וַיַּעֲמֹד עָלָיו, וַיִּבְרַךְ עַל-בִּרְכָּיו נֶגֶד כָּל-קְהַל יִשְׂרָאֵל, וַיִּפְרֹשׂ כַּפָּיו, הַשָּׁמָיְמָה" هنا الترجمة دقيقة.

ترد اللفظة " עֵזֶר " وَهذِهِ عَنْ يَهُوذَا قَالَ: «اسْمَعْ يَا رَبُّ صَوْتَ يَهُوذَا، وَأْتِ بِهِ إِلَى قَوْمِهِ. بِيَدَيْهِ يُقَاتِلُ لِنَفْسِهِ، فَكُنْ عَوْنًا عَلَى أَضْدَادِهِ». וְזֹאת לִיהוּדָה, וַיֹּאמַר, שְׁמַע יְהוָה קוֹל יְהוּדָה, וְאֶל-עַמּוֹ תְּבִיאֶנּוּ; יָדָיו רָב לוֹ, וְעֵזֶר מִצָּרָיו תִּהְיֶה. " والعذراء " أم المعونة" أليس كذلك.

ومزمور 6 :70  و1 أخبار 18 :12 :" וַאֲנִי, עָנִי וְאֶבְיוֹן  אֱלֹהִים חוּשָׁה-לִּי:
עֶזְרִי וּמְפַלְטִי אַתָּה; יְהוָה, אַל-תְּאַחַר. וַיֵּצֵא דָוִיד, לִפְנֵיהֶם, וַיַּעַן וַיֹּאמֶר לָהֶם, אִם-לְשָׁלוֹם בָּאתֶם אֵלַי לְעָזְרֵנִי יִהְיֶה-לִּי עֲלֵיכֶם לֵבָב לְיָחַד; וְאִם-לְרַמּוֹתַנִי לְצָרַי, בְּלֹא חָמָס בְּכַפַּי, יֵרֶא אֱלֹהֵי אֲבוֹתֵינוּ, וְיוֹכַח. } ونصّ الجامعة 10 _9 :4:" يُوجَدُ وَاحِدٌ وَلاَ ثَانِيَ لَهُ، وَلَيْسَ لَهُ ابْنٌ وَلاَ أَخٌ، وَلاَ نِهَايَةَ لِكُلِّ تَعَبِهِ، وَلاَ تَشْبَعُ عَيْنُهُ مِنَ الْغِنَى. فَلِمَنْ أَتْعَبُ أَنَا وَأُحَرِّمُ نَفْسِي الْخَيْرَ؟ هذَا أَيْضًا بَاطِلٌ وَأَمْرٌ رَدِيءٌ هُوَ. اِثْنَانِ خَيْرٌ مِنْ وَاحِدٍ، لأَنَّ لَهُمَا أُجْرَةً لِتَعَبِهِمَا صَالِحَةً."

سفر الجامعة يفسّر خلق حواء القديمة، عذراء الجديدة والدة الإله أم المعونة والعزر المساعدة.

نوجز المعنى التأثيلي للفظة " عذر _ _עזר " المعونة والمساعدة.

لا بدّ من الإشارة لنص التكوين اعلاه، 18 :2:" وَقَالَ الرَّبُّ الإِلهُ: «لَيْسَ جَيِّدًا أَنْ يَكُونَ آدَمُ وَحْدَهُ، فَأَصْنَعَ لَهُ مُعِينًا نَظِيرَهُ». עזר כנגדו" ذكرنا هنا النص العبري المختصر والترجمة العربية ترجمة تقلا، اللافت للنظر عدم المقارنة التاثيلية اللغوية للنص، حيث العهد القديم ما هو إلا خلفية أو ظل للعهد الجديد في قراءة مسيحية للتوراة،فلفظة " עזר " العبرية ترجمتها العربية" معينة" لكن تاثيليا هي " عذراء" فليس بجديد تعاور الأحرف ז_ ذ، فمثلا " ذا_ זה " الخ من مئات الأمثلة،وقراءة متأنية فاحصة لتفسير الآباء أدناه، نفهم غزارة المقارنة التاثيلية بين اللفظتين وتفضيل "عذراء" عن معين.ونضيف ان اللفظة " כנגדו" لم ترد في التوراة كلها معنى "ضد او محارب او عدو" لا بل له،وبتفسير مسيحي لتكون عذراء للرب في كل المراحل قبل وأثناء وبعد الولادة.

{من كتاب تادروس التفسير الابائي للكتاب المقدس} القديس أغسطينوس في هذا الشأن:متى خلقت حواء؟ عندما نام آدم! متى فاضت أسرار الكنيسة من جنب المسيح؟ عندما نام على الصليب.

{إن كان المسيح يلتصق بكنيسته ليكون الاثنان جسدًا واحدًا، فبأي طريقة يترك أباه وأمه؟ لقد ترك أباه بمعني أنه "إذ كان في صورة الله لم يحسب خلسة أن يكون معادلًا لله، لكنه أخلي نفسه آخذًا صورة عبد" {في 2: 6} بهذا المعني ترك أباه لا بأن نسيه أو انفصل عنه وإنما بظهوره في شكل البشر... ولكن كيف ترك أمه؟ بتركه مجمع اليهود الذي وُلد منه حسب الجسد، ليلتصق بالكنيسة التي جمعها من كل الأمم}.

{في حديثه عن سر الوحدة بين السيد المسيح وكنيسته كعريس وعروسه} يقول الرسول عنه: "هذا السر عظيم ولكنني أقول من نحو المسيح والكنيسة" {أف 6: 32} ... نحن معه في السماء بالرجاء، وهو معنا على الأرض بالحب}

{يتحدّث ربنا يسوع بشخصه بكونه رأسنا، كما يتحدث بشخص جسده الذي هو نحن كنيسته هكذا تصدر الكلمات كما من فم واحد، فنفهم الرأس والجسد متحدين معًا في تكامل غير منفصلين عن بعضهما البعض، وذلك كما في الزواج، إذ قيل: "ويكونا جسدًا واحدًا"}

نختم حديثنا هنا بكلمات القديس أمبروسيوس الذي يري في "الجسد الواحد" وحدة الإرادة خلال الحب بين الرجل وامرأته، إذ يقول: {وضع الله مشاعر الإرادة الصالحة في الرجل والمرأة، قائلًا: "يكونا جسدًا واحدًا" ويمكن أن يُضاف "وروحًا واحدًا"}

أخيرًا بعد أن تحدّث عن خلق حواء والتصاقها بالحب مع آدم، قال: "وكان كلاهما عريانين آدم وحواء وهما لا يخجلان". كان عريانين جسديًا، ومستورين روحيًا لهذا لم يجدا ما يخجلهما، لأن ما يخجل الإنسان ليس جسده بل الفساد الذي دب فيه بسبب الخطية. لهذا يري بعض الآباء في الدخول إلي جرن المعمودية عراة عودة إلي الفردوس حيث كان الإنسان في نقاوة قلبه عريانًا حسب الجسد ولا يخجل.

هُوَذَا الْعَذْرَاءُ

راجعنا تفاسير الآباء لتادروس يعقوب مالطي،وللأسف لم نقرا أي إشارة مفصلة للفظة العبرية حسب النص العبري للتوراة وما معناها لكن أشاروا فقط أنها تعني " عذراء".

"هُوَذَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْنًا، وَيَدْعُونَ اسْمَهُ عِمَّانُوئِيلَ» الَّذِي تَفْسِيرُهُ: اَللهُ مَعَنَا". قارن النص واشعياء 14 :7 :" לָכֵן יִתֵּן אֲדֹנָי הוּא, לָכֶם--אוֹת:  הִנֵּה הָעַלְמָה, הָרָה וְיֹלֶדֶת בֵּן, וְקָרָאת שְׁמוֹ, עִמָּנוּ אֵל. "

سنتوقف عند لفظة " עלמה" بعبرية التوراة، في كل المواضع، تدل اللفظة على "عذراء" ولو  راجعنا معجم اللغة العبرية للعربية نرى :" فتاة غير متزوّجة معجم ساجيف،كذلك معجم عبرية التوراة"، والفرق بين لفظتي " עלמה_ נערה,נער _עלם" ان لفظة "עלמה" في صباها مثل البالغة حسب المشناة او بلغة المشناة " בוגרת" وهذا الفرق بين اللفظتين في لغة التوراة " עלמה _נערה"  وورد في التلمود في صفحة 36 الباب الأول والثاني:" בוגרת البالغة فقدت عذريتها، وحين بلغت، رحمها ليس بضيّق كما في البداية" ويفسر רש"י البالغة "בוגרת"  فقدت عذريتها، ومن هنا يمكن ان نفهم نص سفر الأمثال 19 :30 :" וְדֶרֶךְ גֶּבֶר בְּעַלְמָה وَطَرِيقَ رَجُل بِفَتَاةٍ." هذه الترجمة لموقع تقلا ركيكة وغير صحيحة،لان الهراطقة فسّروا لفظة "עלמה"  وكأنها غير عذراء،مستندين على لفظة " طريق" وكأن "طريق الرجل" والأنثى ان يجامعها وبالتالي تفقد عذريتها،لكن لغويا اللفظة في عبرية التوراة تدل على "عذراء " .

بعض الهراطقة يفسرون نص نشيد الانشاد 8 :6 :" هُنَّ سِتُّونَ مَلِكَةً وَثَمَانُونَ سُرِّيَّةً وَعَذَارَى بِلاَ عَدَدٍ. שִׁשִּׁים הֵמָּה מְלָכוֹת, וּשְׁמֹנִים פִּילַגְשִׁים; וַעֲלָמוֹת, אֵין מִסְפָּר" والقصد هنا ان العذارى يجتمعن في بيت الملك وينتظرن الملك وإذا حضر غير الملك يسمّى " פלגשם_  حالة الحظيّة _العشيقة" القصد هنا ان الملك ينتظر العذارى فقط.

"ويدعون اسمه عمانوئيل" على أساس التكوين 19 :17 :" וַיֹּאמֶר אֱלֹהִים אֲבָל שָׂרָה אִשְׁתְּךָ יֹלֶדֶת לְךָ בֵּן וְקָרָאתָ אֶת שְׁמוֹ יִצְחָק וַהֲקִמֹתִי אֶת בְּרִיתִי אִתּוֹ לִבְרִית עוֹלָם לְזַרְעוֹ אַחֲרָיו. فَقَالَ اللهُ: «بَلْ سَارَةُ امْرَأَتُكَ تَلِدُ لَكَ ابْنًا وَتَدْعُو اسْمَهُ إِسْحَاقَ. وَأُقِيمُ عَهْدِي مَعَهُ عَهْدًا أَبَدِيًّا لِنَسْلِهِ مِنْ بَعْدِهِ. "

هناك من المفسرين المهرطقين الذين يدّعون ان قصد اشعياء النبي، لاحاز الملك الذي رفض آية_معجزة، عن سقوط مملكة آرام، إلا ان هذه النبؤة كانت في السنة الرابعة لآحاز حسبما فسّر الراب شموئيل يسحاق "רש"י"وتفسير إبراهيم ابن عزرا" רבא"ע " تفسيرا لنص التثنية 39 :1 :" וְטַפְּכֶם אֲשֶׁר אֲמַרְתֶּם לָבַז יִהְיֶה, וּבְנֵיכֶם אֲשֶׁר לֹא-יָדְעוּ הַיּוֹם טוֹב וָרָע--הֵמָּה, יָבֹאוּ שָׁמָּה; וְלָהֶם אֶתְּנֶנָּה, וְהֵם יִירָשׁוּהָ وَأَمَّا أَطْفَالُكُمُ الَّذِينَ قُلْتُمْ يَكُونُونَ غَنِيمَةً، وَبَنُوكُمُ الَّذِينَ لَمْ يَعْرِفُوا الْيَوْمَ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ فَهُمْ يَدْخُلُونَ إِلَى هُنَاكَ، وَلَهُمْ أُعْطِيهَا وَهُمْ يَمْلِكُونَهَا".

والقصد من النص، عبارة :"  لَمْ يَعْرِفُوا الْيَوْمَ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ" وحسب قوانين التوراة يعلم ويعرف الشاب التمييز بين الخير والشر في سن العشرين والسن المؤهلة للحرب والإحصاء وغيره راجع سفر العدد 3 :1  :" مِنِ ابْنِ عِشْرِينَ سَنَةً فَصَاعِدًا، كُلَّ خَارِجٍ لِلْحَرْبِ فِي إِسْرَائِيلَ. تَحْسُبُهُمْ أَنْتَ وَهَارُونُ حَسَبَ أَجْنَادِهِمْ".

إذا تفسير بعض الكنائس التي لا تعترف بعذرية العذراء قبل وأثناء وبعد الولادة ما هي إلا تشويه للنص المقدس ولغويا لفظة "עלמה" تدل في التفاسير المعجمية على العذرية بالرغم من تفاسير مشوّهة للنص كما ذكرنا.

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا