من هي الكنيسة الأم؟

جاء يسوع المسيح إلى عالمنا ليخلص الإنسان من خطيته والموت الأبدي، معلنًا الحق الإلهي وداعيًا الجميع، من كل الأمم والشعوب، إلى الخلاص. علمنا يسوع أن الكنيسة هي جسد واحد، مبني على كلمته. بالرغم من الخلافات والانقسامات التي ظهرت مع مرور الزمن، يبقى الاتحاد في الإيمان هو الرسالة الأساسية
08 يناير - 22:09 بتوقيت القدس
من هي الكنيسة الأم؟

جاء يسوع ارضنا تاركًا امجاد السماء، لكي يخلص الانسان من شر الخطية والموت الرهيب.
عَمِل وعَلَّم الحق الإلهي، ودعا لخلاص الله الابدي من كل قبيلة ولسان وشعب وأُمَّة، من اليهود والامم، الرجال والنساء، الغني والفقير ومن القريب والبعيد...

نقرأ في الاناجيل عن لقاء الرب يسوع ودعوته للتلاميذ الاثني عشر، وكيف تبعه الكثير من الناس ليصبحوا تلاميذه امثال متى العشار وزكى رئيس العشارين والامرأة السامرية ومن أُمسكت بالزنى وغيرهم...

اعطى يسوع المسيح الوصية العظمى لتلاميذه، بان يعلموا ويكرزوا ويعمدوا جميع الامم، وانه هو معنا كل الايام.
يسوع هو رأس الزاوية وصخر الدهور التي تأسست عليه الكنيسة، كما فهم ذلك وعلم رسل الرب امثال بطرس وبولس وابولوس، إن كان الواحد يغرس والآخر يسقي، لكن الذي يُنمّي هو الرب وحده، والمجد هو كله لله القدوس وحده.

جمع الرب بروحه القدوس رسله في اورشليم، واتفقوا ان اساس الكنيسة هي كلمة الله الحية ووصايا الرب لا غير، وان الكنيسة هي العروس والرب يسوع هو العريس بعهد الدم الابدي، حتى لو كان بعض الجدال والخلاف بين بطرس وبولس ويعقوب وباقي الرسل، لكن الكلمة الاخيرة كانت للرب ومشورة الروح القدس...

للأسف الشديد، ومع مرور الوقت، انقسمت الكنيسة لعدة طوائف وتعاليم بشرية واحيانًا تعاليم شيطانية، التي لا تمجد الرب يسوع المسيح وحده، ولا تؤول لخلاص الامم، بل الى تشقق جسد الرب الواحد والخلاف على امور كان قد حذر منها الرب يسوع ورسوله المبارك بولس!

ولما الخلاف؟ ولماذا الانشقاق؟
يأتي الخلاف والانشقاق عندما يصبح لنا بدل السيد سيدين او حتى أكثر، وعندما تدخل "الانا" اللعبة بالمصالح الشخصية وكسب الاموال والجاه و "الاحترام" المُفرط به لدرجة العبادة!
على خلاف ما علمنا يسوع المسيح الوديع والمتواضع القلب، انه يجب علينا ان نحب ونُكرم أحدنا الآخر، حتى لو كان بيننا بعض الخلاف والاختلاف، لكن ليس بالأمور الروحية الاساسية مثل الخلاص الابدي الذي هو فقط بسفك دم يسوع على الصليب، موته وقيامته من الاموات، عبادة الله الواحد، الآب القدوس وابنه يسوع والروح القدس لا غير!
لان كل عبادة غير الله هي شر كبير، ان كانت عبادة قديس او رسول او بولس او بطرس او مريم وغيرهم...
لأنه مكتوب للرب إلهك تسجد، واياه وحده تعبد.

كذلك لا تقبل كنيسة الرب اي شفاعة او اي وسيط بينها وبين الله الآب القدوس غير يسوع المسيح وحده، كما اوصى بولس تيموثاوس وكما يوصي الانجيل المُقدس الكنيسة عبر العصور...

دعا الرب يسوع المسيح كنيسته الى الوحدة كما ان يسوع والآب واحد، وكل من يضرب هذه الوحدة سوف ينال دينونة رهيبة من الله، ومن يُفسد جسد المسيح سوف يُفسده الله، كان هذا تحذير بولس لكنيسة كورنثوس وما زال الى يومنا هذا.

نسمع في ايامنا هذه وللأسف الشديد من يقول انه هو فقط الكنيسة الأُم، وخارج نطاقه ومن يختلف عن تعاليمه فهو مُهرطق ولا يُعلم تعاليم الله.
مع ان بولس حذر من هذا التوجه قائلًا اننا الان نعرف بعض المعرفة، ولا توجد اي كنيسة او طائفة كاملة بحد ذاتها او تعرف جميع المعرفة، وكما نقرأ في رؤيا يوحنا توبيخ الرب يسوع للكنائس على تقصيرها في بعض الامور الروحية اولها المحبة، وحتى في ايامنا هذه، لو ركز كل خادم على نفسه واخطائه وخطاياه وخطايا واحتياجات رعيته، لما نظر الى زلات الخدام الآخرين ورعيتهم، وبتوجيه انتقادات لاذعة التي لا تعود بالفائدة لاحد، بل من شأنها فقط ان تشقق جسد المسيح الواحد، ومن يفعل ذلك فهو مسؤول امام الله وكنيسته عن هذا الشر الكبير !!!

نقرأ في رسالة بولس الرسول الى اهل غلاطية ان اورشليم السماوية هي امنا جميعًا، الكنيسة الواحدة الجامعة المقدسة الرسولية، التي اقتناها يسوع بدمه الكريم، وكل فرد بها غالي جدًا على قلب الرب، وهي التي تجمع من كل الامم والشعوب، المقدسة بدم الحمل وعمل الروح القدس، ومرسلة للكرازة بدعوة الرب يسوع المسيح.

فاين الفخر ولمن العبادة؟
مكتوب من افتخر فليفتخر بالرب وحده،
الذي هو وحده تليق به العبادة والكرامة والسلطان الى الابد، الله الآب القدوس وابنه يسوع المسيح.

صلاتي في هذه الايام ان نركز انظارنا وقلوبنا نحو السماء، الى اورشليم السماوية، والى رب السماء والارض يسوع المسيح، الذي سوف يدين الجميع على كل كلمة بطالة خرجت من افواهنا.

صلاتي بالفعل ان تكون الكنيسة الواحدة هي بيت الله كما علم بولس اهل تسالونيكي، وبان الكنيسة اي مجموعة المؤمنين هي قاعدة الحق وعاموده، وليست المباني او الكاتدرائيات والصور والتماثيل والذهب والفضة، وبان الحق هو وحده يسوع المسيح، وكلامه وتعاليمه في الانجيل المقدس، لان ان كان احد يزيد على وصايا الكتاب، سوف يزيد الله الضربات المكتوبة بالكتاب، وان كان احد يحذف من تعاليم الكتاب، فسوف يحذف الله اسمه من سفر الحياة ومن المدينة المقدسة!!!

علينا جميعًا ان نرجع الى المحبة الاولى، التي تحب الاعداء، فكم بالحري الاخوة في جسد المسيح الواحد، لان الكتاب المقدس يعلمنا انه يوجد إله واحد، آب سماوي واحد، مخلص وسيد ورب واحد - يسوع المسيح، ايمان واحد ومعمودية واحدة...

وطوبى لمن يحفظ اقوال الكتاب، ويعمل بها كما اوصى الرب يسوع.

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا