مقدمة
"قَالَ الرَّبُّ لِرَبِّي: «اجْلِسْ عَنْ يَمِينِي حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئًا لِقَدَمَيْكَ» נְאֻם יְהוָה לַאדֹנִי – שֵׁב לִימִינִי; עַד אָשִׁית אֹיְבֶיךָ הֲדֹם לְרַגְלֶיךָ." {مز 1 :110}.
المسيح يجلس عن يمين الله الآب، وقد اخبرنا الكتاب المقدّس عن ذلك في مز 80 :" תְּהִי יָדְךָ עַל אִישׁ יְמִינֶךָ עַל בֶּן אָדָם אִמַּצְתָּ לָּךְ. لِتَكُنْ يَدُكَ عَلَى رَجُلِ يَمِينِكَ، وَعَلَى ابْنِ آدَمَ الَّذِي اخْتَرْتَهُ لِنَفْسِكَ،" كذلك كما اوردنا أعلاه نص مزمور 110
ابن الله تجسّد، وبالتالي حقّق مشيئة الله، مات وقبر وقام من بين الأموات وصعد الى السماء وجلس عن يمين الله الاب.
نزل من السماء كإله وصعد بطبيعتين " اللاهوت والناسوت"، وبالناسوت يجلس عن يمين الله الاب.
مقابلة بين التوراة والانجيل نرى ان تحقيق مزمور 110 في متى 22 ومر 12 ولو 20 {نص متى:" قَالَ لَهُمْ: «فَكَيْفَ يَدْعُوهُ دَاوُدُ بِالرُّوحِ رَبًّا؟ قَائِلًا: قَالَ الرَّبُّ لِرَبِّي: اجْلِسْ عَنْ يَمِيني حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئًا لِقَدَمَيْكَ. فَإِنْ كَانَ دَاوُدُ يَدْعُوهُ رَبًّا، فَكَيْفَ يَكُونُ ابْنَهُ؟»“. قول المسيح عن مزمور 110 من خلال حديثه مع الفريسيين. {راجع متى 46 _41: 22}.
عجز الفريسيون بالإجابة، والجواب في التعبير " الله _ ابن البشر"، من ناحية الناسوت هو ابن داوود ومن ناحية اللاهوت هو رب داوود. {قارن مت 64: 26 ولو 69: 22.}
لا من جديد بقولنا، ان الانجيل تحقيق للتوراة، والتفسير السليم للتوراة، والكتب والانبياء، هذه النصوص ادناه هي تحقيق لنبؤات التوراة عن جلوس المسيح عن يمين الله، مر 19: 16 واع 36 _33: 2 و31 :5 و56 _ 55: 7 ورو 34 :8 واف 22 _20: 1 كو 1 :3 وعب 13 ،3 :1 و1 :8 و13 _12: 10 و2 :12 و1بط 22 :3.
لربما يسأل البعض إذا المسيح يجلس عن يمين الاب، فما عمله هناك؟
المسيح يعمل بكل سلطان على السماء وعلى الأرض:" فَتَقَدَّمَ يَسُوعُ وَكَلَّمَهُمْ قَائِلًا: «دُفِعَ إِلَيَّ كُلُّ سُلْطَانٍ فِي السَّمَاءِ وَعَلَى الأَرْضِ" {مت 18 :28، وللمزيد اف 22 _20: 1 كو 17 _16 :1 عب 13 _3: 1 1 بط 22 :3}.
عمل المسيح، يعدّ المنازل:" «لاَ تَضْطَرِبْ قُلُوبُكُمْ. أَنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ فَآمِنُوا بِي. فِي بَيْتِ أَبِي مَنَازِلُ كَثِيرَةٌ، وَإِلاَّ فَإِنِّي كُنْتُ قَدْ قُلْتُ لَكُمْ. أَنَا أَمْضِي لأُعِدَّ لَكُمْ مَكَانًا، وَإِنْ مَضَيْتُ وَأَعْدَدْتُ لَكُمْ مَكَانًا آتِي أَيْضًا وَآخُذُكُمْ إِلَيَّ، حَتَّى حَيْثُ أَكُونُ أَنَا تَكُونُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا،" يعدّ المنازل للمؤمنين حين انضمامهم للرب.
المسيح هو الله والوسيط بين الله والانسان:" لأَنَّهُ يُوجَدُ إِلهٌ وَاحِدٌ وَوَسِيطٌ وَاحِدٌ بَيْنَ اللهِ وَالنَّاسِ: الإِنْسَانُ يَسُوعُ الْمَسِيحُ،" وعلى الوسيط ان يكون " ابن البشر"، ولبني إسرائيل كان " الكاهن الأكبر" من سبط اللاويين ووسيط واليوم للمؤمنين الوسيط هو المسيح من سبط يهوذا.
الوسيط بين الله والانسان
يقول بولس {1 ثيمو 5 :2}: “لأَنَّهُ يُوجَدُ إِلهٌ وَاحِدٌ وَوَسِيطٌ وَاحِدٌ بَيْنَ اللهِ وَالنَّاسِ: الإِنْسَانُ يَسُوعُ الْمَسِيحُ،" على الوسيط ان ابن البشر، "انسان"، والمسيح "ابن البشر" المنزّه عن الخطيئة لبني إسرائيل كان الكاهن الأكبر، من سبط لاوي وكان الوسيط، وللمؤمنين اليوم "المسيح هو الوسيط من سبط يهوذا".
مهمة المعزّي
المسيح هو المعزّي في السماء، والكلمة اليونانية المستخدمة لهذا المعنى هي:" parakleitos " والتي تعني حرفيًّا:" المعزّي"، والقصد مناداة لشخص ما ليساعد، من يسمع الاخر ويعمل من اجل الاخر ويسدي بنصائح حكيمة للخلاص، وهذا هو المسيح الرب امام العرش الإلهي، وخصوصا امام الشيطان الذي يعمل لإسقاط الناس وعندها الرب يسوع يمنحنا الحكمة للخلاص والمسيح هو " المعزّي والمدافع المحامي عنا "parakeets; “
نقرأ بوضوح في، يو 16 :14 يُسمى الروح القدس " المعزّي parakleitos “في هذا النص الحديث عن المعزّي الروح القدس وليس المسيح، لكن علينا ان ننتبه للكلمة " آخر" أي الروح القدس هو المعزي الآخر، " وَأَنَا أَطْلُبُ مِنَ الآبِ فَيُعْطِيكُمْ مُعَزِّيًا آخَرَ لِيَمْكُثَ مَعَكُمْ إِلَى الأَبَدِ،" واستخدام للكلمة أي " آخر من نفس المستوى"، أي الروح القدس هو المعزي من نفس المستوى أي من "المسيح" مثلما يسوع هو المعزي كذلك الروح القدس هو كذلك.
النص الثاني، عب 24: 9:" ...بَلْ إِلَى السَّمَاءِ عَيْنِهَا، لِيَظْهَرَ الآنَ أَمَامَ وَجْهِ اللهِ لأَجْلِنَا." يعلمنا النص ان من اهداف يسوع في خدمته ككاهن ان يكون " المعزي".
ونص 1يو 1 :2:" يَا أَوْلاَدِي، أَكْتُبُ إِلَيْكُمْ هذَا لِكَيْ لاَ تُخْطِئُوا. وَإِنْ أَخْطَأَ أَحَدٌ فَلَنَا شَفِيعٌ عِنْدَ الآبِ، يَسُوعُ الْمَسِيحُ الْبَارُّ." المسيح هو الشفيع عند الرب "المعزّي" ويحدّد النص لماذا نحن بحاجة للشفيع المعزي.
حسب الرؤيا 10 :12:" وَسَمِعْتُ صَوْتًا عَظِيمًا قَائِلًا فِي السَّمَاءِ: «الآنَ صَارَ خَلاَصُ إِلهِنَا وَقُدْرَتُهُ وَمُلْكُهُ وَسُلْطَانُ مَسِيحِهِ، لأَنَّهُ قَدْ طُرِحَ الْمُشْتَكِي عَلَى إِخْوَتِنَا، الَّذِي كَانَ يَشْتَكِي عَلَيْهِمْ أَمَامَ إِلهِنَا نَهَارًا وَلَيْلًا." المؤمن بحاجة للمعزي الشفيع لان الشيطان يقف امام العرش الإلهي ليسقط الانسان الخاطئ غير التائب، وحين يتوب المؤمن بيسوع يقف الشفيع المعزي المسيح امام العرش الإلهي ليخلّص التائب المؤمن من غيظ الشيطان.
في رو 34 :8:" مَنْ هُوَ الَّذِي يَدِينُ؟ اَلْمَسِيحُ هُوَ الَّذِي مَاتَ، بَلْ بِالْحَرِيِّ قَامَ أَيْضًا، الَّذِي هُوَ أَيْضًا عَنْ يَمِينِ اللهِ، الَّذِي أَيْضًا يَشْفَعُ فِينَا." وقارن " عب 25 :7 " من النصوص الهامة جدا لأنها تتحدث عن المسيح الشفيع لنا، لأننا خائري القوى وضعفنا البشري إضافة لنص عب 24 :9:" لأَنَّ الْمَسِيحَ لَمْ يَدْخُلْ إِلَى أَقْدَاسٍ مَصْنُوعَةٍ بِيَدٍ أَشْبَاهِ الْحَقِيقِيَّةِ، بَلْ إِلَى السَّمَاءِ عَيْنِهَا، لِيَظْهَرَ الآنَ أَمَامَ وَجْهِ اللهِ لأَجْلِنَا."
بما ان المسيح الجالس عن يمين الله الآب، فهو يستطيع المثول امام الله الآب على الدوام {راجع رو 34 :8 أعلاه}.
ميزة الشفاعة الإلهية ان المسيح بشفاعته ككاهن، وهذه الشفاعة للمؤمنين:" مِنْ أَجْلِ هؤُلاءِ أُصَلِّي إِلَيْكَ. لَسْتُ أُصَلِّي الآنَ مِنْ أَجْلِ الْعَالَمِ، بَلْ مِنْ أَجْلِ الَّذِينَ وَهَبْتَهُمْ لِي، لأَنَّهُمْ لَكَ. وَلَسْتُ أُصَلِّي مِنْ أَجْلِ هؤُلاءِ فَقَطْ، بَلْ أَيْضاً مِنْ أَجْلِ الَّذِينَ سَوْفَ يُؤْمِنُونَ بِي بِسَبَبِ كَلِمَةِ هؤُلاءِ،” {يو 20 ،9 :17}.
يشفع المسيح لنا بأمرين:
أولا: كمؤمنين نواجه التحديات والاغراءات، عب 16 _14 :4:" فَإِذْ لَنَا رَئِيسُ كَهَنَةٍ عَظِيمٌ قَدِ اجْتَازَ السَّمَاوَاتِ، يَسُوعُ ابْنُ اللهِ، فَلْنَتَمَسَّكْ بِالإِقْرَارِ. لأَنْ لَيْسَ لَنَا رَئِيسُ كَهَنَةٍ غَيْرُ قَادِرٍ أَنْ يَرْثِيَ لِضَعَفَاتِنَا، بَلْ مُجَرَّبٌ فِي كُلِّ شَيْءٍ مِثْلُنَا، بِلاَ خَطِيَّةٍ. فَلْنَتَقَدَّمْ بِثِقَةٍ إِلَى عَرْشِ النِّعْمَةِ لِكَيْ نَنَالَ رَحْمَةً وَنَجِدَ نِعْمَةً عَوْنًا فِي حِينِهِ."
ثانيا: يشفع لطهارة المؤمن لئلا يقعوا بالخطيئة، عب 22 _21 :10:" وَكَاهِنٌ عَظِيمٌ عَلَى بَيْتِ اللهِ، لِنَتَقَدَّمْ بِقَلْبٍ صَادِق فِي يَقِينِ الإِيمَانِ، مَرْشُوشَةً قُلُوبُنَا مِنْ ضَمِيرٍ شِرِّيرٍ، وَمُغْتَسِلَةً أَجْسَادُنَا بِمَاءٍ نَقِيٍّ."
هل جلوس المسيح عن يمين الله الاب يعني تركه لنا؟
الجواب من بولس:" وَأَخْضَعَ كُلَّ شَيْءٍ تَحْتَ قَدَمَيْهِ، وَإِيَّاهُ جَعَلَ رَأْسًا فَوْقَ كُلِّ شَيْءٍ لِلْكَنِيسَةِ، الَّتِي هِيَ جَسَدُهُ، مِلْءُ الَّذِي يَمْلأُ الْكُلَّ فِي الْكُلِّ. وَهُوَ رَأْسُ الْجَسَدِ: الْكَنِيسَةِ. الَّذِي هُوَ الْبَدَاءَةُ، بِكْرٌ مِنَ الأَمْوَاتِ، لِكَيْ يَكُونَ هُوَ مُتَقَدِّمًا فِي كُلِّ شَيْءٍ.” {اف 23 _22 :1 وكولوسي 18 :1}. الجماعة المؤمنة هي أبناء المسيح {مت 18 :16} وما دامت الجماعة تؤمن بالرب فهو حاضنها حتى ان تستودع روحها.
الرب لم ولن يترك ابناءه فهو معنا كل الدهور {مت 20: 28 ويو 26 ،23: 17} الله بينننا في طبيعته اللاهوتية والناسوتية، بناسوته هو في السماء الان ولاهوته في كل مكان أمس واليوم وكل وقت. المسيح هو واهب الحياة الأبدية لكل مؤمن بتعاليمه {يو 4 :1 و10 :10 و25 :11 و6 :14 وكولوسي 4 :3 و1يو 12 :5}. يحيا المسيح في المؤمن والمؤمن يحيا بالمسيح {يو 23 ،20: 14 و 5 _4: 15 وغل 20 :2 وكولوسي 27 _26 :1 و1يو 24 :3} والمسيح نبع ومصدر القوّة لكل مؤمن { في 13 :4 ومت 20 _18 : 28 }.
صلاة المؤمن الصادقة مستجابة والاستجابة للصلاة ما هي الا البرهان لعمل الرب {يو 14 :14 وعب 18 :2 و16 :4}.
الحياة الأرضية الفانية للإنسان المؤمن هي رهينة وقت لرجاء المجد الإلهي {كولسي 27 :1 ورو 23 :8}.
جلوس الرب على يمين الاب، وارساله للروح القدس للعالم. فالمسيح الجالس على اليمين وهو الراعي لعمل الروح القدس {لو 49: 24 ويو 26 ،17 _16: 14 و26 :15 و15 _7 :16}.
عمل الرب نفهمه من خلال النصوص الكتابية والرموز الدالة على ذلك. من بين ذلك، آدم الأول والأخير الا وهو يسوع الموجود في السماء والخليقة الجديدة هي جسد المسيح _ الجماعة المؤمنة. {1 كورن 45 :15 و2كورنث 17 :5 {المعنى الأساسي لهذه العلاقة، منح الحياة الجديدة، في آدم الاوّل مات الكلّ وفي المسيح آدم الجديد الكل يحيا.
الرمز الثاني، "الراس والجسد". المسيح هو الراس والجماعة المؤمنة هي الجسد. {كولسي 24 ،18 :1 و1 كورنث 12}.
الرمز الثالث "الراعي والخراف" {يو 30 _1 :10} ويشمل المفاهيم التالية: القيادة والرعاية للجماعة الاهتمام للجماعة والعناية بها على غرار الراعي والقطيع الذي يرعاه والاهتمام بالطعام والشراب والحاجيات الخ.
الرمز الرابع "الكرمة والاغصان" {يو 7 _1 :15} والدلالة للأخصاب والكثرة والتكاثر.
الرمز الخامس" حجر الزاوية " والتي تدل على العلاقة بين الحياة والثبات {1 كورنثوس 11 _10: 3 و1 بط 8 _4 :2}
الرمز السادس " الكاهن الأكبر ومملكة الكهنة " {عب 1 :7 الى 18 :10 و1 بط 5 :2 و9 :6}.
الرمز السابع، " العريس والعروس"{اف 32 _25 :5.}