حدث خلاف بين اصابع اليد الخمسة، كل واحد يريد ان يكون الاعظم.
وقف الابهام ليعلن :ان الامر لا يحتاج الى بحث ، فإنى اكاد ان اكون منفصلا عنكم ، وكأنكم جميعاً تمثلون كفة ، و أنا بمفردى أمثل كفة أخرى إنكم عبيد لا تقدرون أن تقتربوا الى .
أنا سيدكم ، إنى أضخم الاصابع و أعظمها !
فى سخرية إنبرى السبابة يقول : لو أن الرئاسة بالحجم لتسلط الفيل على بنى أدم ، و حسب أعظم منهم. إنى انا السبابة ، الأصبع الذى ينهى و يأمر؛ عندما يشير الرئس إلى شئ أو يعلن أمراً يستخدمنى .فأنا أولى بالرئاسة.
ضحك الأصبع الوسطى و هو يقول : كيف تتشاحنان على الرئاسة فى حضرتى ، و أنا أطول الكل . تقفون بجوارى كلأقزام .
فإنه لا حاجة لى أن اطلب منكم الخضوع لزعامتى ، فإن هذا لا يحتاج الى جدال .
تحمس البنصر قائلا : أين مكانى يا إخوة ؟ إنظروا فإن بريق الخاتم يلمع فىّ هل يوضع خاتم الإكليل فى إصبع آخر غيري ؟!
إنى ملك الأصابع وسيدهم بلا منازع !
أخيراً إذ بدأ الخنصر يتكلم صمت الكل و فى دهشة ، ماذا يقول هذا الإصبع الصغير لقد قال : إسمعونى يا إخوتى إنى لست ضخماً مثل الإبهام بل أرفعكم!
لست أعطى أمراً أو نهياً مثل السبابة!
ولست طويلا مثل الأصبع الوسطى بل أقصركم !
ولم أنل شرف خاتم الزواج مثل البنصر .
أنا أصغركم حميعا، متى أجتمعتم فى خدمة نافعة تستندون على ، فأحملكم جميعا ، أنا خادمكم !
إنحنى الكل له ، وهم يقولون : صدقت فقد قال كلمة الله إن الاصغر فيكم حميعاً يكون عظيماً .
+ هب لى أن أكون أصغر الكل وخادمهم ، لا أعتد بضخامة جسمى أو شكلى ، و لا بارتفاع قامتى بين اخوتي، و لا بما أحمله من ذهب
+ بل أنحنى ، لأحمل بالحب كل اخوتى !
+ هب لى يارب ان أكون خادما للجميع !