يجد كيم تاي جين صعوبة في التحدث. الفرق بين حياته في كوريا الشمالية وحياته الآن في سيول كبيرة جدًا.
قال "كيم" لجمعية الأبواب المفتوحة بصوت هادئ: " أصعب شيء واجهني هو اتخاذ القرارات. لا يوجد حرية في اتخاذ القرارات في كوريا الشمالية، لأن الحزب الحاكم هو الذي يقول ما يجب القيام به، نحن نعمل كمجموعة وليس كأفراد ". وتابع " عند كبرت في السن تنامت شكوكي حول الدعايات التي تطعمنها اياها الحكومة ".
ومع أمله في ايجاد حياة افضل، فرّ الى الصين. هناك سمع لأول مرة عن يسوع المسيح عندما قدّم له المسيحيون الكتاب المقدس. بعد أقل من أربعة شهور أعتُقل "كيم" وأُعيد الى كوريا الشمالية حيث تم ارساله الى معسكر رقم 15... المعسكر المخيف "يودوك".
وقال كيم: " لقد كنت خائفًا جدًا. مع أني لم أكن قد قبلت يسوع بعد الا انني صلّيت. في الليل، كنا ننام في زنزانة باردة مليئة بالبراغيث والقمل ولم يعطونا سوى بطانية رقيقة وممزقة لنتغطى بها. أجبرنا على النهوض كل يوم الساعة الثالثة صباحًا لنقضي يومنا في الأعمال الشاقة".
وبسبب شح الطعام، كان كيم يمسك بالفئران والضفادع والثعابين في صراع للبقاء على قد الحياة.
وقال كيم: " لقد رأيت أناسا يموتون من الجوع والمرض". وتابع والدموع في عينيه: " لقد أعدموا كل من حاول الهرب، لقد عاملوا السجناء بشكل أسوء من معاملة الماشية ".
وفي أحد الأيام وبالـ "صدفة" التقى مع شخص مسيحي، وقال: " لم أتوقع أن التقي بمسيحيين في معسكر يودوك، وكان الرجل قائد لمجموعة تطلق على نفسها اسم جماعة المحبة". وقد دعى هذا الرجل المسيحي كيم الى الاعتراف بخطاياه لكنه رفض خوفا من أن يُكتشف ويتعرض للتعذيب.
ويضيف كيم بهدوء: " في أحد الأيام تم الابلاغ عن هذه المجموعة، ورأيت احد اصدقائي وقد أمسكوا بيده بإحكام حتى اضطروا بالنهاية الى بترها، وقد أرسل هو وآخرين من المسيحيين الى معسكر أكثر صرامة، ومعسكر كهذا لا يمكن ان تخرج من وأنت على قيد الحياة ".
كان آخر يوم لـ "كيم" في معسكر يودوك في العاشر من ابريل عام 1992. بعدها هرب للمرة الثانية من كوريا الشمالية الى الصين حيث التقى بشخص مسيحي، وهناك طلب المسيح وآمن به وتعمّد.
وقالت "الابواب المفتوجة" أن كيم يعيش الآن في كوريا الجنوبية ويستخدم كل الفرص للحديث عن كوريا الشمالية وخاصة عن معاناة المسيحيين هناك. وقال " رسالتي هي الاهتمام ببلدي، الصلاة من اجلها، ونحن بحاجة لدعمكم".
يرجى الصلاة لأجل:
حماية المسيحيين في كوريا الشمالية وان يكون لديهم الفرص للمشاركة بالخبر السار مع العائلة والجيران.
من اجل نمو الكنيسة المتواجدة تحت الارض في كوريا الشمالية.
من أجل المسيحيين الذين يديرون البيوت الآمنة في الصين ويساعدون اللاجئين.