إنّ نهوض الصين مشابه لقصة الصحوة الأمريكية الكبرى في القرن التاسع عشر، وهي تعد محاولة لملء الفراغ في حياة الصينيين وهي ما يدعوه الأشخاص بالفراغ الروحي. إن الخمس ديناميكيات الأساسية لبحث الصين عن المعنى هي كما يلي:
1. الرئيس ماو: المُرسَل العَرضي
ساعد صعود ماو الذي يمثّل الشيوعية إلى الحكم وما قام به النظام من هدم المعابد وتحطيم المواد الدينية، في موجة عنف دمرت كل أشكال الحياة الدينية والإيمان في الصين، حيث تُرِك الأشخاص من أجل البحث عن إيمانهم.
2. ماذا بعد يوان العظيم؟
لقد تحسّن وضع الصينيين الاقتصادي على مر الزمن ولكن السعي نحو الثروة قد فشل في تعريف الهدف الأقصى للأمة وللأفراد. وزادت معدّلات الابتزاز والظلم والرأسمالية في القرن الواحد والعشرين ولم يعد الناس يثقون في الحكومة والمؤسسات وبدأ الناس يضعون إيمانهم في أمور أخرى.
3. المسيحية: أكبر منظمة غير حكومية في الصين
إن الدستور الصيني يضمن حرية الأديان مع حظر التبشير والنشاطات المشتبهه، ويوجد أكثر من 20 مليون كاثوليكي
وبروتستانتي في الكنائس الصينية، وأكثر من ضعف هذا العدد يصلّون في كنائس بيتية غير مسجلة ويصل عدد المسيحين اليوم في الصين من 60 إلى 80 مليون نسمة.
4. الصين الأخرى:منطقتا شينج يانج والتبت تغليان
إنّ السياسة الدينية والإثنية في الصين متّجهة نحو أزمة حرجة. إذ قام مسلّحون إسلاميون بالاعتداء على مدنيين صينيين في محطة للقطار مؤخرا وقام 10 أشخاص من التبت بحرق أنفسهم والتظاهر في الخمس سنوات الماضية مطالبين بسيادة دينية وثقافية أكبر. إنّ الانقسام بين القادة الصينيين وهؤلاء الأقليات مترسّخ في العمق وبعيد عن أي تسوية سلمية قريبة.
5. ميزة الوطن المألوف
إنّ الصينيين لا يتطلعون إلى الدين فحسب بل إلى الفلسفة وعلم والنفس والآداب أيضاً كوسائل من أجل توجيههم في عالم غير متناسق مليء بالمنافسة الصارمة. إن الصينيين يجدون إجابات من خلال تاريخهم ونرى أنه يتم إعادة فتح المعابد وتزدهر الديانات البوذية والشعبية حاليا. إنّ التاريخ يُظهر بأن الصين أكثر ميلاً لاستيعاب الأجزاء الأكثر نفعاً من الديانات والفلسفات الغربية وأن تنبذ الباقي بالنسبة للماركسية والرأسمالية وغيرها من الواردات ولكن هنالك أمر واحد واضح، فإنّ الأمر الذي سبب أكبر ثورة في المئة سنة الماضية من تاريخ الصين هو المعركة التي تدور حول ماهية الإيمان.