كشفت مريم يحيى إبراهيم، السودانية التي حُكم عليها بالإعدام، بعد إدانتها بالردة عن الإسلام، أن "إدارة السجون بالسودان تقدم إغراءات مالية، وتعرض سداد الديون عن المسيحيين المعتقلين؛ مقابل اعتناقهم الإسلام".
وتحدثت "مريم" لأول مرة منذ إطلاق سراحها، ومغادرتها إلى الولايات المتحدة، في تصريحات لوكالة "الأنباء الفرنسية" عن "محنتها في السجن، وإجبارها على إنجاب ابنتها مكبلة".
وقالت مريم (27 عاما)، في أول مقابلة تُجرى معها منذ الإفراج عنها، في آب/ أغسطس الماضي، إن "السلطات السودانية أمهلتها ثلاثة أيام؛ لنبذ ديانتها المسيحية، واعتناق الإسلام، وحين استمرت في رفضها بعد انتهاء المهلة، حُكم عليها بالإعدام شنقا".
وكشفت مريم أن "أئمة وعلماء دين كان يزورونها في السجن؛ محاولين الضغط عليها لاعتناق الإسلام بتلاوة نصوص دينية".
وكانت مريم حاملا عندما صدر عليها الحكم بالإعدام، وأُفرج عنها في أواخر حزيران/ يونيو الماضي، بعد قضاء 18 شهرا في السجن؛ إثر ضغوط دولية واسعة على حكومة الخرطوم.
وقالت مريم إن "بعض الأشخاص من رابطة علماء المسلمين جاءوا لزيارتها في السجن، وتدخلوا بتلاوة أجزاء من القرآن عليها"، وأضافت أنها "تعرضتُ لكم هائل من الضغط"، وأكدت أنها "كانت مسيحية طيلة حياتها، وأنها أُجبرت على إنجاب طفلتها (مايا) في السجن".
وأضافت: "كان من المفترض أن تكون ولادتي في مستشفى خارج السجن، ولكنهم رفضوا هذا الطلب أيضا، وعندما بدأ المخاض، رفضوا إزالة القيود من كاحليَّ؛ لذا تعين علي أن ألد مكبلة الساقين".
وكانت السلطات السودانية قد رفضت السماح لمريم بمغادرة البلاد، حتى بعد أن نقضت المحكمة العليا حكم الإعدام الصادر بحقها، ولجأت مع طفليها إلى السفارة الأميركية في الخرطوم، وعادت العائلة إلى الولايات المتحدة في 1 آب/ أغسطس الماضي.
وقالت مريم التي تعيش الآن في ولاية "نيو هامبشر" مع زوجها "دانيل" وطفليها، إن "مسيحيين معتقلين آخرين قيل لهم إن ما عليهم من ديون ستُلغى إذا اعتنقوا الإسلام".
وأشارت مريم إلى أن "نساء السودان والمسيحيين يعيشون في ظروف صعبة؛ بسبب الاضطهاد وسوء المعاملة"، وأضافت أن "هناك الكثير من أمثال مريم في السودان، وفي أنحاء العالم".
وعن وضعها في الولايات المتحدة، قالت مريم إن حياتها "ما زالت غير مستقرة، ولكنها أفضل من السجن".