دمشق ـ بدأ المسيحيون السوريون في العاصمة دمشق الاستعداد لاستقبال عيد الميلاد المجيد بالتراتيل الدينية والأسواق الخيرية والأنشطة المخصصة للأطفال.
في إحدى الكنائس بدمشق أقيمت سوق خيرية لهدايا عيد الميلاد توافد عليها مئات الزائرين للشراء والتبرع للمحتاجين قبل العيد.
كنيسة أخرى خصصت مساحة للأطفال بعنوان (ورشة الميلاد) لصنع زينات شجرة العيد.
وذكر حبيب سليمان المسؤول عن تنظيم الورشة أنه يتوقع إقبالا كبيرا هذا العام على عكس العامين السابقين.
وقال "حقيقة بالبداية كان فيه تأثر بس السنة الماضية وها السنة بأعتقد راح يكون الإقبال كثير كثيف لأن الولد ما عم يشوف مجالات كبيرة أنه يقدر يعبر فيها عن هواياته ومواهبه. فبأعتقد هذا المشغل بيكون فرصة له بالميلاد."
وستتبرع ورشة الميلاد بعائد بيع زينات شجرة العيد التي سيصنعها الأطفال للفقراء والنازحين. وشهدت الورشة إقبالا حماسيا من الأطفال من مختلف الأعمار.
وقالت طفلة تشارك في ورشة الميلاد تدعى تيما (ثماني سنوات) "أنا بأحس أنه هم هلأ عم يبذلوا كل جهدهم لحتى يقدروا يسووا كل ها الشي اللي شفتيه حواليكي وبأحس أنه هذا الشي أنه هم عم يبذلوا كل جهدهم لحتى يخلونا مبسوطين ويظلوا عم بيمارسوا هذا الشي."
كما أشادت عائلات الأطفال بورشة الميلاد وبمساهمتها في إحياء روح العيد في وقت الأزمة التي تعصف بسوريا منذ أربع سنوات.
وقالت أم سورية تدعى ديما فلوح "بيخليهم عايشين الأجواء بالرغم من اللي عم بيصير بسوريا منظل حاسين شوي بعيد الميلاد مشان ما ينسوا الأولاد وما يكبروا بس على الحرب ويعرفوا أنه فيه شي حلو عندنا بسوريا."
وتحول موسم عيد الميلاد في السنة الماضية من وقت فرح واحتفال إلى مناسبة لتذكر الأهل والأصدقاء الذين قتلوا خلال الصراع بين قوات الحكومة وقوات المعارضة.
وخصص المكان الذي كان يوضع فيه نموذج لمشهد ميلاد السيد المسيح داخل كنيسة الصليب المقدس في دمشق إلى محراب للصلاة على أرواح القتلى.
ويقول بعض المسيحيين في دمشق إن الاحتفال بعيد الميلاد المجيد مهم رغم الظروف.
ودعا البطريرك يوحنا العاشر يازجي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الارثوذكس إلى إيجاد حل سياسي للازمة في سورية عبر الحوار مشدداً على أن السوريين هم أبناء السلام والمحبة ويرفضون كما كل الأديان السماوية الفكر التكفيري الغريب عن الثقافة والحضارة السورية.
والمسيحيون نحو عشرة في المئة من السكان في سوريا وكانوا هدفا للعديد من أعمال العنف منذ سيطر متشددون إسلاميون على مساحات كبيرة من الأراضي في البلد.