وأما ثمر الروح فهو محبة فرح سلام طول أناة لطف صلاح ايمان وداعة تعفف (رسالة غلاطية 22:5-23).
ما أحلاهُ عنقوداً يقطر شهداً من حياة كل مؤمن أختبر المسيح مخلّصاً ويسير معه متمتّعاً برفقته الممتعة سامعاً طائعاً لكلمته بإرشاد روحه القدّوس. كلمة ثمر باليونانية هي مفردة لذلك فهذه البركات التسعة تأتي كحزمة واحدة لننمو بها في حياتنا مع الله. في هذه الباقة الحلوة عيّنة لثلاثة أنواع من الزهور العطرة أولها ثلاثية خفيّة تمثّل الجانب الإلهي للحياة المسيحية وتستعرض محبة الله وفرحه وسلامه التي يتمتع بها المؤمن في علاقته بالله.
1. محبة... أيها الاحباء لنحب بعضنا بعضاً لأن المحبة هي من الله وكل من يحب فقد ولد من الله ويعرف الله (رسالة يوحنا الاولى 7:4). انها محبة من الله ولله ولكلمته، للمؤمنين وللخطاة، للأصدقاء وللأعداء، محبة من نوع فريد ليس له مثيل.
2. فرح... افرحوا في الرب في كل حين وأقول أيضاً افرحوا... كلمتكم بهذا لكي يثبت فرحي فيكم ويكمل فرحكم. (رسالة فيلبي 4:4، انجيل يوحنا 11:15). أمامنا فرح بالله، بخلاصه وبسكناه فينا ووجوده الدائم معنا ، وببركاته وإحساناته التي لا تنتهي، بل هو فرح ينطلق ليُنعش حتى أجسادنا فالقلب الفرحان يطيّب الجسم... يجعل الوجه طلقًا (سفر الأمثال 15: 13 ، 17: 22).
3. سلام... سلاماً اترك لكم، سلامي أعطيكم. ليس كما يعطي العالم أعطيكم أنا، لا تضطرب قلوبكم ولا ترهب (انجيل يوحنا 27:14). انه سلام داخلي كامل ودائم للقلب والنفس والضمير، يفيض ليقدّم دعوة الله للسلام لكل انسان.
القسم الثاني يحوي ثلاثية تمثّل الجانب الإنساني للحياة المسيحية وتظهر بأكثر وضوح في علاقتنا بكل بني البشر. مهما كانت معاملة الآخرين لنا، فدعوتنا هي أن نجزل لهم الأناة واللطف والخير.
4. طول أناة... فأطلب اليكم... أن تسلكوا كما يحق للدعوة التي دعيتم بها. بكل تواضع ووداعة وطول أناة، محتملين بعضكم بعضاً في المحبة (رسالة افسس 2،1:4). الرب طويل الأناة وثبات المؤمن فيه بكل خضوع وتسليم وانتظار، ينعكس بحياة هدوءٍ متينة ومتأنية على الجميع صابرة في كل الظروف.
5. لطف... وكونوا لطفاء بعضكم نحو بعض شفوقين متسامحين كما سامحكم الله أيضاً في المسيح (رسالة افسس 32:4). مقابل قساوة العالم تجد أولادًا أحبّاء يتمثلون بالله في لطفه الذي ظهر في المسيح.
6. صلاح... صالح هو الرب، حصن في يوم الضيق وهو يعرف المتوكلين عليه (سفر ناحوم 1: 7). يتعلم التلميذ في مدرسة الله كيف يعكس الصلاح، الخير والعطاء الذي أخذه من الرب ليُكرِم به الآخرين.
أما الثلاثية الأخيرة فشخصية ذاتية، يراها الله فيفرح بعمل يديه وبكل من يضع تقته ونفسه وجسده بين يديه الحانية.
7. إيمــان... وأما الإيمان فهو الثقة بما يرجى والايقان بأمور لا ترى (الرسالة الى العبرانيين 1:11). نرى هنا الإيمان في ثقتنا بالله من جهة وفي أمانة حمل ما ائتمننا عليه من جهة أخرى.
8. وداعة... تعالوا إليّ يا جميع المتعبين وثقيلي الأحمال وانا اريحكم... لأني وديع ومتواضع القلب فتجدوا راحة لنفوسكم (انجيل متى 28:11، 29). انه الخضوع لمعاملات الله دون تمرّد أو شعور بالمرارة، وكلما خضعنا لله تعلّمنا كيف نحتمل معاملة الناس وظلمهم في تواضع مستمر.
9. تعفف... قدّموا في ايمانكم فضيلة وفي الفضيلة معرفة وفي المعرفة تعففاً وفي التعفف صبراً وفي الصبر تقوى وفي التقوى مودّة أخويّة وفي المودة الأخوية محبة (رسالة بطرس الثانية 5:1-7). اننا في مدرسة نتدرّب فيها على ضبط النفس في كل شئ وفي كل ظرف.
هل لاحظت أيها العزيز أن المحبة من الله والفرح مِن وفي الرب والسلام مع وفي الله، أما طول الأناة واللطف والصلاح فصفات ننمو فيها في حياة الايمان التي هي تصديق وانتظار لله، ساعين أن نعيش وداعة المسيح نتعفّف فيها عن كل ما لا يليق بهذه الحياة الرائعة.
بكلمات أخرى تعلّق بالمسيح وعش فيه وبه وله وكما يحق لدعوته، فهل هذا كثير؟