قال هاني نقشبندي، الكاتب والروائي السعودي، "إن مؤسساتنا الدينية لم تترك لنا مساحة لحرية التفكير"، وأضاف: "قالوا إن المسيحي كافر، ومن أهل نار، وعدو لله والإسلام، فقلنا لعنة الله عليهم".
وأضاف، خلال مقالة، أمس، بموقع "إيلاف"، "إن مؤسساتنا الدينية لم تترك لنا أيضا الحق في الإجتهاد. بل جعلت من قولها هو الفصل، وكأنه كلام الله المنزل".
وقال: "المسيحيون يحتاجون إلى حماية"، لافتا أن "ما جرى بالمسيحيين في العراق، وسوريا، وحتى مناطق أبعد في الجزائر، لا يحظى بالتغطية الإعلامية العربية، بما يليق بالإنسان، أيا كانت ديانته".
وأشار: "نشأ المسلمون، وقد لا يكون هناك استثناء، على الاستسلام المطلق لتفسير النص الديني، كما رسمه رجال دين لا يعرفون عن المسيحية، ولا الأديان الأخرى، أكثر مما يعرفون عن علم الذرة. الكتب المدرسية تقول ذلك. أئمة المساجد يصرخون بذلك. البرامج التلفزيونية كلها تقول الشيء نفسه. لقد سُلِبت مِنا إرادة تحليل النص بما تتطلبه ضرورة التعايش الإنساني؛ حتى بات الترحُّم على المسيحي الميت يُعَد كُفرا بَيِّنا لدى البعض".
وقال الكاتب السعودي إن "بعض الدول الإسلامية سعت الى تخفيف الجرعات الدينية في كتبها المدرسية. وبعضها الآخر فرض رقابة على خطباء المساجد. وقوانين أخرى صدرت لحماية أصحاب المذاهب والأديان. لكن كل ذلك فشل أيضا؛ لأننا نعالج النتيجة لا السبب".
وتساءل: "ما قيمة أن تُنقَى كتب المدرسة، أو تُراقَب أئمة المساجد، في الوقت الذي لا تزال فيه المؤسسة الدينية تحكم سيطرتها على الشارع، وعلى عقول الناس بتفسيرات شديدة الضيق، لا اجتهاد فيها. لقد سُلبت منا إرادة التفكير. وإرادة التحليل المنطقي. وإرادة العقل الحر؛ فأدمى السوط الديني الإسلامي ظهور المسيحيين.. وظهورنا نحن أيضا".