ضوء على "تهكّم اليهود" ممّا في تفسير ابن عاشور
لقد ظهر بين المفسِّرين المسلمين، في ضوء الجزئيّة الخامسة عينها، محمد الطاهر بن عاشور (تونس 1879- 1973) ليفسِّر على هواه وعلى هوى مَن سبقه. فبتصرّف: [والمسيح كان لَقبًا لعيسى (ع) لقَّبه به اليهود تهكّمًا عليه. لأنّ معنى المسيح في اللغة العبرية المَلِك، كما تقدّم في قوله (إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم)- آل عمران:45 وهو لقب قصدوا منه التهكّم فصار لقبًا له بينهم. وقلب الله قصدهم تحقيره فجعله تعظيمًا له. ونظيره ما أطلق بعض المشركين على محمّد اسم مذمَّم؛ قالت امرأة أبي لهب: (مذمَّمًا عصينا، وأمره أبينا، ودينه قلَينا) فقال محمد: (ألا تعجبون كيف يصرف الله عنّي شتم قريش ولعنهم، يشتمون مذمّمًا ويلعنون وأنا محمد)...] انتهى.
وتعليقي: أنّ معنى التهكّم: السخرية. وما رأيت تهكّمًا في قول محمد (إذ قالت الملائكة... إلخ ممّا في مقولة آل عمران:45) فحجّة ابن عاشور واهية ضعيفة، كأنّه ظنّ أنّ القرّاء سيمرّون على تفسيره مرور الكرام بدون رقابة ودون تحليل وكأننا نجهل معنى ما ورد فيها وما لحق بها من تفسير. ففي تفسير الطبري آل عمران:45 [إنّما سُمِّي "المسيح" لأنه مُسِح بالبركة] وفي تفسير ابن كثير بتصرّف: [وسُمِّي المسيح، قال بعض السلف: لكثرة سياحته. وقيل... (كلام سخيف)... وقيل: لأنه كان إذا مسح أحدًا من ذوي العاهات برئ بإذن الله تعالى] لكن سبق لابن كثير الزعم بتهكّم اليهود المذكور، ذلك في معرض تفسيره النساء:157 عينها وليس في تفسير آل عمران:45 فإليك ما قال: [وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله، أي هذا الذي يدّعي لنفسه هذا المنصب قتلناه. وهذا منهم من باب التهكم والاستهزاء، كقول المشركين: (يا أيها الذي نزل عليه الذكر إنك لمجنون)- الحجر:6 فكان من خبر اليهود- عليهم لعائن الله وسخطه وغضبه وعقابه- أنّه لمّا بعث الله عيسى ابن مريم بالبّينات والهدى، حسدوه على ما آتاه الله من النبوّة والمعجزات الباهرات...] انتهى. ولي وقفة على لعائن ابن كثير بعد قليل.
وتاليًا؛ ما قال لنا ابن عاشور أين وجه التهكّم في مقولة آل عمران:45 ولا وجدت بين مفسِّري القرآن، حتّى الآن، مَن زعم أنّ لقب "المسيح" كان تهكمّيًا على المسيح من جهة اليهود، حسب قراءتي تفسير آل عمران:45 لدى كل من الطبري والقرطبي وابن كثير. فمِن أين أتى ابن عاشور بهذه البدعة؟ فإسلاميًّا: (كلّ بدعة ضلالة. وكل ضلالة في النار) فإذ عَلِمَ ابن عاشور أنّ سورة النساء مدنيّة، كذا آل عمران، فالمرجّح لديّ أنه لم يعلم أن محمّدًا كان تحت تأثير القس ورقة بن نوفل وغيره من وجهاء النصارى، فلم يطلق محمد لقب المسيح على "عيسى" في أيّة سورة مكّيّة قبل الهجرة إلى المدينة! إنّما بدأ بإطلاقه بعد موت ورقة وبعدما قويت شوكته في المدينة. ورُبّ سائل يسأل: كيف عرف محمد أن المسيح من ألقاب "عيسى" المعرَّب على الأرجح من "إيسوس" اليونانية؟ فالجواب: من اختلاط محمد مع مسيحيّين من الآراميّين-السُّريان ومن الأقباط، خلال رحلاته التجارية ما بين سوق عكاظ وسوق مجنة وسوق ذي المجاز، ممّا في شبه جزيرة العرب، وبين أسواق شاميّة ومصريّة.
ـــ ـــ
خطورة لعائن محمد وابن كثير ونتائجها
وُصِف ابن كثير في سيرته على ويكيبيديا بأنّه: (عالِم مسلم وفقيه ومُفتٍ ومحدِّث وحافظ ومفسِّر ومؤرِّخ وعالم بالرّجال ومشارك في اللغة وله نظم....) فإذْ يقرأ المسلم المتديّن لعائن محمد وابن كثير فكيف يبيت ليلته بسلام وفي قلبه حقد على اليهود؟ كيف يستطيع التعايش سلميًّا مع أخيه اليهودي سواء في دولة إسرائيل وفي غيرها؟ لماذا يخجل أصحاب الضمير الحيّ من الاعتراف بأنّ قرآن محمد وحديثه وراء حدوث جميع الفتن بين المسلمين وبين غيرهم من الأمم وأنّهما وراء التعالي الفارغ على الآخرين ووراء كراهية غير المسلمين؟ فإذا نُسِبت لعائن محمّد إلى وحي منسوب إلى الله فإنّ لعائن ابن كثير قد شكّلت في رأيي وصمة أخرى على جبين الإسلام، لأنّ ابن كثير مِن علماء الإسلام! قلت: بئس العلم عِلمُه إذْ لعن اليهود، أسوة بمحمد، بدون تشكيك في مزاعمه قرآنيًّا وحديثيًّا سواء ضدّهم وضدّ غيرهم، لأنّ اللعنة دعاء قبيح وهابط، لكنّ الأهمّ أنّ لعن الإنسان أخاه الإنسان خالف وصية الله القائلة أن يحبّ الإنسان قريبه كنفسه! والمزيد في الإنجيل وفي برنامج [سؤال جريء 427 لماذا نكره اليهود؟] على يوتيوب والرابط مدوَّن تحت (1) وقد شاطر عدد من شيوخ المسلمين محمدًا وابن كثير هذه اللعائن، سواء على منابر إسلامية وفي الكتب وعبر قنوات فضائيّة وعلى الانترنت، مقتدين بأسوتهم "الحسنة" فلم أقرأ أنّ يهوديًّا، أو مسيحيًّا، لعن خصمًا ولم أسمع. ثمّ أنّ مَن لعنوا فرنسا- مثالًا- لم يحسبوا حساب المسلمين من مواطنيها ومن المقيمين فيها. ولم يحفظوا ماء وجوههم من العار بتجنّب التفكير في الوقوف في طوابير، بانتظار منح تأشيرة دخول إليها. ولم يحفظوا ماء وجوههم بتجنّب اللجوء إليها، مجازفين بحياتهم وحياة عوائلهم. ولم يحفظوا ماء وجوههم بالابتعاد عن استخدام منتجاتها. لكنّ الأهمّ أنّ السيد المسيح أوصى أتباعه بمباركة أهل اللعائن بقوله له المجد: {بارِكوا لاعِنيكُمْ}+ ممّا في القسم السابق. فشتّان ما بين المسيحية وبين غيرها وشتّان ما بين وحي الله وبين وحي منسوب إلى الله.
ـــ ـــ
الجزئية السادسة: تناقض مقولة النساء:157 مع عادة اليهود
توجد مشكلة في النساء:157 لم يتنبّه إليها مفسِّرو القرآن لأنهم لم يدرسوا الكتاب المقدَّس. وهي أنّ اليهود جَلَدوا المُدان من بينهم ورَجَموا آخر لكنهم لم يصلبوا أحدًا في زمن مجيء المسيح! بل لم يصلبوا أحدًا في العهد القديم على الطريقة الرومانية! فكيف شُبِّه لليهود أنّهم صلبوا المسيح، كيف شُبِّه لهم أنّهم فعلوا شيئًا ليس من عادتهم؟ هذا غير منطقي إطلاقا! بل لا ذِكر لكلمة الصليب في العهد القديم كلّه، باستثناء ما اتّصل به معنويّا، كتعليق المجرم على خشبة بعد قتله، ممّا أشرت إليه في القسم السابق من سفر التثنية، أضف إليه التعليق الوارد في التكوين 40: 19 ونبوءة داود النبي العظيمة عن صلب المسيح: {ثقبوا يديّ ورجليّ}+ المزامير 22: 16
إنّما الذي حصل حسب تاريخ اليهود فالعكس تمامًا، إذ ابتُليَت أعداد كبيرة منهم بالصَّلب؛ فأوّلًا: هدّد داريوس الملك الفارسي الوثني اليهود بصلب مَن لا يبالي منهم بإعادة بناء بيت الله الّذي في أُورُشَلِيمَ (عزرا 6: 11) أي هيكل سليمان الذي تهدَّم بعد خراب أُورُشَلِيمَ سنة 70 م فربّما مُورِسَ الصلب على اليهود في عهد داريوس في ضوء تحليل ذلك التهديد.
وثانيًا: روى المؤرّخ يوسيفوس أن جنود تيطس الوالي الروماني (غير تيطس المكتوبة إليه رسالة بولس الرسول المسمّاة باٌسمه) أسروا اليهود وأعدموهم صلبًا خارج أسوار أورشليم، إبّان خرابها المذكور، والذي تنبّأ به السيد المسيح في لوقا 21: 20-24 وفي متّى 24: 2 فكثرت الإعدامات ضدّ اليهود إلى درجة أن الخشب اللازم لإعداد الصلبان استُنفِد كُلِّيّا.
فاقرأوا- إخوتي المسلمين- وعُوا أنّ الصلب كان من عادة الفرس قبل ميلاد المسيح ومن عادة الرومان بعد مجيء المسيح، إلى أن ألغى قسطنطين الإمبراطور الروماني (272– 337 م) هذه العقوبة لأسباب دينية. فما كان الصَّلب من عادات اليهود في زمن المسيح، بأقلّ تقدير! لهذا فإنّ قول محمد (ما قتلوه وما صلبوه لكن شُبِّهَ لهم) قد تسبّب في جدالات حادّة بين المسلمين وبين المسيحيّين عبر التاريخ حتّى هذا اليوم وفي إثارة المسلمين ما سُمِّيت فِتَنًا ضدّ المسيحيّين واضطرابات.
ـــ ـــ
الجزئية السابعة: تعارض مقولة النساء:157 مع الإنجيل ومع التاريخ
تبدو لي أهميّة هذه الجزئية في مستوى أهميّة الجزئية السابقة؛ وهي أنّ التهمة الموجَّهة إلى اليهود، حسب تقويل القرآن، متعارضة مع حقيقتين، إنجيليّة وتاريخيّة، قائلتين بأن الذي قرّر صلب المسيح هو بيلاطس البنطي- الوالي الروماني- لا اليهود! وأنّ الذين نفّذوا أوامر جَلده وصَلبه حتّى الموت هم الجنود الرومان لا اليهود! إذ لم يكن في وسع رؤساء اليهود اتّخاذ قرار بقتل المسيح، خشية ثورة الشعب عليهم؛ سواء من أتباع المسيح ومن الحاصلين على معجزاته ومن شهود العيان عليها، قطعًا من الجنسين. فشعبيّة المسيح كانت قويّة وواسعة: {ولمّا طلَعَ الصُّبحُ، تَشاورَ جميعُ رُؤساءِ الكَهنة وشُيوخُ الشَّعب على يَسوعَ ليَقتُلوه. ثُمَّ قَيَّدوهُ وأخَذوهُ وأسلَموهُ إلى الحاكِم بِيلاطُس}+ متّى\ بداية الأصحاح 27 فلو كان في وسع اليهود أن يقتلوه، لما أسلموه إلى الحاكِم بيلاطُس ليحكم عليه! بل كان دورهم تحريضيًّا ضدّ المسيح وضاغطًا على الوالي الروماني، لأنّ المسيح أكّد لرئيس الكهنة صحّة "التهمة" الموجّهة إليه بأنه {المَسِيحُ ابنُ الله}+ متّى 26: 63-64 و27: 43 خلال المحاكمة اليهودية.
وقد رأينا تاليًا أنّ عسكر الوالي نفّذ جَلْد المسيح وصلبه حتّى الموت، كما تقدَّم، ثمّ سمح الوالي نفسه ليوسف الرامي بأنْ يُعطى جَسَدَ يسوع: {فأخَذَ يوسُفُ جَسدَ يَسوعَ ولفَّهُ في كفَنٍ نظيف، ووضَعَهُ في قبر جديد كانَ حَفَرَهُ لِنفسِهِ في الصَّخر، ثُمَّ دَحرجَ حجرًا كبيرًا على باب القبر ومضى}+ متّى 27: 59-60
فالأمر والنهي كان بأيدي الرومان لا اليهود، كما تقدَّم أيضا، لكن الجدير ذكره هو استبعاد دور الرومان من القرآن ومن الحديث؛ إمّا عَمدًا، أي للتدليس على فداء المسيح الذي تمّ على الصليب، ممّا في حلّ لغز مقولة القرآن في القسم السابق، أو جَهلا وفق ما كان يُملى على محمد سواء من كتاب "رؤيا بطرس" المنحول ومن غيره. عِلمًا أن الكتب المنحولة ظهرت ابتداء بالقرن الثاني الميلادي، بينما تمّ تدوين الإنجيل بثمانية أقلام ذهبية خلال القرن الأوّل الميلادي وتحديدًا بعد ارتفاع المسيح إلى السّماء أمام شهود عيان من تلاميذه ومن الرسل الذين اختارهم. فشكرًا لله على توجيه آباء الكنيسة لفرز المخطوطات المدوّنة بإرشاد الروح القدس عن غيرها.
أمّا لو أجاز الوالي الروماني لليهود اتّخاذ قرار بالقتل- افتراضًا- لقتلوه رجْمًا لا صَلْبا! كما تقدَّم في الجزئيّة السابقة. والبرهان واضح في الإنجيل إذ حاولوا قتله رجمًا، لكنّه اجتاز من وسطهم سالِما: {قال لهم يسوع: الحقّ الحقّ أقول لكم: قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن. فرفعوا حجارة ليرجموه. أمّا يسوع فاختفى وخرج من الهيكل مجتازًا في وسطهم ومضى هكذا}+ يوحنّا 8: 58-59 كذا حصل حين قال لهم: {أنا والآب واحد. فتناوَلَ الْيَهُودُ أَيضًا حِجَارَةً لِيَرْجُمُوه. أجابهم يسوع: أعمالًا كثيرة حسنة أرَيتُكم من عند أبي. بسبب أيّ عمل منها ترجمونني؟ أجابَهُ اليهود قائلين: لسنا نرجمك لأجل عمل حسن، بل لأجل تجديف، فإنّك وأنت إنسان تجعل نفسك إلها}+ يوحنّا 10: 30-33
فأدوار الرومان في جَلد المسيح وفي صلبه [تحقيق نبوءة: {جماعة من الأشرار اكتنفتني. ثَقَبُوا يَدَيَّ وَرِجْلَيّ}+ ممّا في المزمور المذكور أعلى] بين لصَّين [تحقيق نبوءة: {سَكَبَ لِلموت نَفسَهُ وأُحصِيَ مَعَ أَثَمَة، وهُوَ حَمَلَ خَطِيَّةَ كَثِيرِينَ وشَفَعَ في المُذنِبِين}+ أشعياء 53: 12] وفي اقتسام ثيابه [تحقيق نبوءة: {يَقْسِمُونَ ثِيَابِي بَيْنَهُمْ، وعلى لِبَاسِي يَقترِعُون}+ المزامير 22: 18] وفي قيام أحد العسكر بطعن جنبه بحربة [تحقيق نبوءة: {وأُفِيضُ عَلَى بَيْتِ دَاوُدَ وعَلَى سُكَّانِ أُورُشَلِيمَ رُوحَ النِّعمَة والتَّضَرُّعَات، فيَنْظُرُونَ إِلَيَّ، الَّذِي طَعَنُوهُ، ويَنُوحُونَ عَلَيْهِ كَنائِحٍ عَلَى وَحِيد لَهُ...}+ زكريّا 12: 10] وفي التأكّد من موته وفي إنزاله من الصليب وفي تسليم جسده إلى يوسف الرّامي، من بين حقائق غابت عن مؤلِّف القرآن أو تجاهلها، وغابت تاليًا عن مفسِّري القرآن أو غضّ المستنير منهم بالطرف عنها.
فتأمّلا- أخي المسلم وأختي المسلمة- جيّدًا في هاتين الجزئيّتين، إذ لم تخطر إحداهما في ذهن أيّ مفسِّر قرآني! فإن خطرت فلم يجرؤ على تدوينها، لأنّ في تدوينها مخالفة عامّة الفقهاء من المفسِّرين ومن سائر أهل العِلم. فلو دوّنها لتعرَّض لتهمة الزندقة وما شابه وعقاب الزندقة معروف. ولديكما مأساة الحسين بن منصور الحلّاج (244- 309 هـ) من أشهر الأمثلة على اضطهاد المفكّرين من المتنوِّرين ومن المنوِّرين.
ـــ ـــ
أهميّة المعجزة لإثبات صدق الرسالة
في رأيي؛ كان المفترض بصاحب أيّة دعوة "جديدة" أن يثبت للناس مصداقيّته بطريقة سلمية، عوض اختلاق ذرائع، كالكفر والشرك، لتصفية خصومه. وعوض الافتراء على عقائد أهل الكتاب وما لحق بافترائه من تهجير وقتل ونهب وسبي واحتلال، مهما كذّبوه، لأنّهم لم يعادوا أحدًا قبله من ذوي الشائعات لكي يصدَّق قول من قال بأنهم اعتدوا عليه، إنما هو الذي عاداهم لسبب تكذيبهم دعوته وهو الذي تهجّم على عقائدهم. والمفترض أيضًا أن يؤكّد صاحب الدعوة صدقها لمكذِّبيه بأن يصنع آيتين (معجزتين) أو ثلاث، أمامهم وفي وضح النهار، وفقًا لما هو معروف عن أنبياء الله مِن أهل المعجزات. لكنّه فشل في صنع واحدة منها، متذرّعًا بأنّ اليهود قتلوا أنبياءهم. فماذا عن النصارى؛ هل قتلوا نبيًّا أو رسولا، لماذا لم يأتِ بآية أمام النصارى لكي يشهدوا له أمام اليهود وأمام "الكفّار" من قريش وغيرها؟ فما صنع آية (ولا هم يحزنون) فاعتُبِر شأنه شأن مسيلمة بن حبيب وسجاح التميمية والأسود العنسي وطليحة بن خويلد. عِلمًا أنّ مسيلمة (والأرجح: مسلمة؛ أطلق عليه المسلمون اسم مسيلمة تصغيرًا له وتحقيرا) اعتبر نفسه رسولًا من عند الله أيضًا فكتب قرآنًا مثلما كتب محمد، لكن أتلفه المسلمون، ثمّ ألّف نفر منهم سجعًا هابط المستوى ونسبوه إليه استهزاء به وتقليلًا من شأنه. وعِلمًا أنّ أتباع مسيلمة فاقوا أتباع محمد عدديًّا، حسب مراجع إسلامية، فرُبّما تفوّق قرآنه على قرآن محمد. فلم يستطع المسلمون القضاء على مسيلمة إلّا في زمن الخليفة الأوّل، بعد محاولتين فاشلتين. والمزيد في "معركة اليمامة" سواء في ويكيبيديا وفي غيرها.