صحيح أن عنوان هذه المقالة لافت وأنّ هناك من استغفر ربّه حينما قرأه، لكنّه في الواقع عنوان إجابة على سؤال تفضّل به عدد من الإخوة المسلمين، تعليقًا على قصيدتي " سَطَعَ النُّور بميلاد يسوع" المنشورة على فيسبوك هذا الموقع (لينغا) وعلى صفحته الرئيسية.
فليس عنوانًا للفت الأنظار، كما يفعل أصحاب عدد من المواقع الالكترونية وراء عناوين أخبارهم اللافتة. وإليك تعليقين ممّا تكرّر هناك:
قرأت في الأوّل نصّ سورة الإخلاص، وفيها أنّ الله (لم يلد ولم يولد) والمعلِّق كرَّر كتابة النّصّ ثلاث مرّات في ثلاثة حقول. وقد أجبت عليه بالتالي- بتصرّف:
ما معنى الصمد؟ وهل يوجد في الكتاب المقدَّس ما ينصّ على أنّ الله يولد ويلد، أم صدرت مقولة القرآن عن سوء فهم مؤلِّفه، فباتت من الافتراءات على الكتاب المقدَّس حتّى هذا اليوم، وذريعة للاعتداء على أهل الكتاب بدون وجه حقّ؟ فمن البديهيات أن الله روح، فمَن قال لمؤلِّف القرآن إن الله يولد ويلد؟ الله أعلم! عِلمًا أنّ مؤلِّف القرآن جهل معنى الروح (ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربّي وما أوتيتم من العلم إلّا قليلا)- الإسراء:85 والغريب قوله (وما أوتيتم من العلم إلا قليلا) إذ سأله أحد اليهود على أن العلم عند ربّ القرآن فأين جوابه على سؤال الروح؟ وأقول بلسان اليهودي: أعترف لك بقلّة علمي فجئت إليك، أيها المدّعي الوحي، لكي أسألك عن الروح، أو أمتحن نبوّتك المزعومة، فعلِّمني، ما جوابك، لماذا لم يجبك ربّك؟ واضح ممّا في القرآن أنّ جعبتك خالية من الجواب، إذًا من حقّي تكذيب نبوّتك كما أعطيت لنفسك الحقّ في تكذيب مسيلمة.
وأقول تاليًا؛ كيف يلد المرء قبل أن يولد أوّلا، هذا من أخطاء القرآن المنطقية إذ قدّم مؤلِّفه "يلد" أمام "يولد" مراعيًا الفاصلة (التي قابلت القافية في القصيدة العربية) على حساب المنطق السليم، والتقديم والتأخير من الشؤون الأدبية ما لا علاقة له بالله، علمًا أنّي أشرت في مناسبة سابقة إلى أنّ "يلد" منسجمة شِعريًّا مع كلّ من الفاصلتين "أحد" و"الصمد" لكنّ المؤلِّف المذكور كان ضعيفًا بأوزان الشعر وبقوافيه على أنّ ربّه لم يعلِّمه الشعر (يس:69) فأطلب إليك لطفًا- أيّها المعلِّق- أن تكفّ عن تكرار كتابة هذا النّصّ القرآني الشائك. وعِلمًا أنّي ذكرت في أزيد من مناسبة كلًّا ممّا يأتي؛
الأوّل أنّ التكرار ليس من البلاغة!
والثاني أن مفسِّري القرآن اختلفوا في معنى "الصمد" (انظر-ي مثالًا تفسير الرازي) لأنّ أصل الكلمة سرياني ومعناها: الثالوث الموحَّد، أو: وحدانيّة الثالوث. فلم يفطن لهذا المعنى إلّا أهل الكلمة- السُّريان- لكنّ مِن المؤسف أنّ غالبية المسلمين تقرأ وتحفظ، بدون فهم وبدون تقصّي الحقائق، على أن القرآن "كلام الله" فلا جدل فيه، لكنّ لي أزيد من مقالة فيها ما أثبتّ العكس بحجج دامغة. والخلاصة: حاشا الله أن يكون كتاب، مليء بأخطاء متنوّعة، من كلامه، إنما الحقيقة أنّ القرآن منسوب إلى الله زورا! لكن رُبّما ظنّ مؤلِّف القرآن أنّ الله أوحى إليه، مثلما أوحى إلى أنبياء الكتاب المقدَّس.
تفضّل-ي بقراءة التالي والرّدّ عليه بما أوتيت من علم: النبوّة والنّبي – ج1 من 4
والتعليق الثاني من أخت معلِّقة: (وهل إله خلق السموات والأرض والكون يولد؟) فأجبت بالتالي: [نعم يولد القادر على كل شيء. حتى الفقه الإسلامي لا يتعارض مع قضية تجسد الله] فردّت عليّ بالتالي: (ههههههه الله لا يتجسد الله لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفء أحد) فرددت على قهقهتها بالتالي- بتصرّف:
نحن نثق بالإنجيل لا غيره ولا كلام من خارج الإنجيل حجّة على الإنجيل- حاشا: {وبالإجماع عظيم هو سِرّ التّقْوى: الله ظهر في الجسد، تبرّر في الروح، تراءى لملائكة، كُرِزَ به بين الأمم، أومن به في العالم، رُفِع في المجد}+ 1تيموثاوس 3: 16 وانظر-ي أيضًا بداية إنجيل يوحنّا: {وكان الكلمةُ الله} إلى أن قال: {والكلمة صار جسدًا وحلّ بيننا ورأينا مجده...}+ يوحنّا 1: 14 وهذا دليل آخر على تجسدّ الله، حرفيّ قاطع، يُضاف إلى قول الوحي بلسان بولس الرسول: {الله ظهر في الجسد...} السابق ذكره.
أمّا خواطر القرآن فصدرت بحسب مزاج صاحبها وحسب ما وصله من علوم وأخبار خلال حوالي 40 سنة فصاغها بلسان بعض العرب على طريقة مزامير داود مطوِّلًا الخاطرة تارّة ومقصِّرًا تارة أخرى؛ فمَرّة قال (لم يلد ولم يولد) كما أسلفت، ومرّة قال (يوم يُكشَف عن ساق ويُدعَون إلى السجود فلا يستطيعون)- القلم:42 هذا يعني أنّ المدعوّ محمدًا حاول أنسنة الله، أي جعله إنسانًا، بدليل كشفه عن ساق، فلم يقصد بالساق معنى آخر، ممّا حاول بعض المفسِّرين العثور عليه، بل أيّد معنى الساق الإنسانية كلّ من شيخ الإسلام- ابن تيمية- وابن قيّم الجوزيّة. فالقرآن لا يستحق الوثوق به من جهة الاختلاف الذي فيه إلى درجة التناقض، ولا يستحقّ الوثوق به من جهة أخرى لأنه مؤلَّف بقلم واحد، لم يشهد له إلّا صاحبه، على خلاف الإنجيل المدوَّن بثمانية أقلام، أي ثمانية شهود، لا اختلاف بينهم! والمزيد عن "ساق الله" في مفاجأة سورة القلم: الرحمن يكشف عن ساقه.
تجسّد الله ممّا في القرآن
قلت أن الفقه الإسلامي لا يتعارض مع تجسّد الله. وإليك اثنين من الأدلّة ممّا اقتبس مؤلِّف القرآن من التوراة ومن غيرها، بالإضافة إلى مسألة (كشف الله عن ساق) فالأوَّل؛ قول المؤلِّف: (وَلَمَّا جاء موسى لميقاتنا وكلّمه ربّه قال ربّ أرِني أنظر إليك قال لن تراني ولكن انظر إلى الجبل فإنِ استقرّ مكانه فسوف تراني فلمّا تجلّى ربّه للجبل جعله دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أفاقَ قال سُبحَانَكَ تُبتُ إليكَ وأنا أوّلُ المُؤمِنِين)- الأعراف:143
وفي تفسير القرطبي- بتصرّف:
[ضرب الله لموسى مثالا ممّا هو أقوى مِن بُنيته وأثبت. أي فإن ثبت الجبل وسكن فسوف تراني، وإن لم يسكن فإنك لا تطيق رؤيتي، كما أن الجبل لا يطيق رؤيتي. وذكر القاضي عياض عن القاضي أبي بكر بن الطيب ما معناه: أن موسى عليه السلام رأى الله فلذلك خرَّ صَعِقًا (مغشيًّا عليه) وأن الجبل رأى ربّه فصار دكّا (متفتّتا) بإدراك خلقِ الله له. ومعنى تجلّى: ظهر] انتهى.
وتعليقي أوّلًا: لا أدري من أين أتى مؤلِّف القرآن بهذه الرواية الغريبة، لذا فمن أراد-ت معرفة الحقّ فليقرأ تجلّي الله لموسى في التوراة:
{وكان موسى يرعى غنَمَ يَثرونَ حَميِّهِ كاهنِ مِديان، فساقَ الغنَمَ إلى ما وراءَ البرِّيَّة حتى وصَلَ إلى جبَلِ اللهِ حوريب. فتَراءى له مَلاكُ الرّبّ في لَهيب نار مِنْ وسَطِ العُلَّيقة. ورأى موسى العُلَّيقَةَ تتوقَّدُ بالنَّار وهي لا تحترِق. فقال في نفْسِه: أميلُ وأنظرُ هذا المَشهدَ العظيم. ما بالُ العُلَّيقَةِ لا تحتَرِق؟ ورأى الرّبُّ أنَّهُ مالَ ليَنظُر، فناداهُ مِنْ وسَطِ العُلَّيقَة: مُوسى، مُوسى. فقال: نعم. قال: لا تقتَرِبْ إلى هُنا. إخلَعْ حِذاءكَ مِنْ رِجلَيك، لأنَّ المَوضِعَ الَّذي أنت واقِفٌ علَيهِ أرضٌ مُقَدَّسَة. وقال: أنا إلهُ آبائِك. إلهُ إبراهيمَ وإسحَقَ ويعقوب. فستَرَ موسى وجهَهُ خوفًا مِنْ أنْ يَنظُرَ إلى الله...}+ الخروج 3: 1-6
ويتضح اقتباس محمد من التوراة أكثر في قوله (فلَمّا أتاها نُودِي يا مُوسَى: إِنّي أنا رَبُّكَ فاخْلَعْ نَعلَيكَ إِنّكَ بالْوَادِ المُقَدَّسِ طُوًى)- طه:11-12
ثانيًا انّ الغريب أيضًا في تفسير القرطبي أن الجبل (لا يطيق رؤية الله) كأنّ للجبل عينًا، وأنّ الجبل (أدرك خلق الله له) كأنّ للجبل عقلا.
والدليل الثاني من قصة موسى القرآنية أيضا: (إِذْ قال موسى لأهله إني آنست نارًا سآتيكم منها بخبر أو آتيكم بشهاب قبس لعلّكم تصطلون فلمّا جاءها نُودي أن بُورك مَن في النار ومَن حولها وسبحان اللَّهِ رَبِّ العالَمِين)- النمل:7-8 وفي تفسير الطبري:
[واختلف أهل التأويل في المعنِيّ بقوله (مَنْ في النّار) فقال بعضهم: عنى جلّ جلاله بذلك نفسه، وهو الذي كان في النار، وكانت النار نوره- تعالى ذِكره- في قول جماعة من أهل التأويل. عن ابن عباس، في قوله: (فلَمّا جاءَها نُودِيَ أَنْ بُورِكَ مَنْ في النّار) يعني نفسه؛ قال: كان نور ربّ العالمين في الشجرة... وقال آخرون: بل معنى ذلك: بوركت النار (قول مجاهد)... إلخ] انتهى.
وتعليقي أوّلًا أنّ الذي نادى موسى هو الله، حسب التفسير الإسلامي. وتاليًا؛ لم يقل الطبري رأيه في مسألة "مَن في النار" فقد جرت العادة أنْ قال (وأولى الأقوال عندنا بالصواب قول الذي قال كذا) لكنّ التأويل الأوّل هو الصحيح في رأيي، لأنّ الفرق واضح ما بين (بُوركَ مَن في النار) وبين "بوركتِ النار" ولو غضّ الطبري بنظره عن الصواب هنا، كما يبدو لي. إذًا تجلّى الله في النار وكلّم موسى النبي. فتجلّي الله ممكن! قال السيد المسيح: {غَيْرُ المُستطاع عِندَ النّاس مُسْتَطَاعٌ عِندَ الله}+ لوقا 18: 27 ومتّى 19: 26 ومرقس 10: 27
والسؤال المهمّ في رأي كثيرين: أيّ التّالي أفضل ليتجلّى الله فيه أو من خلاله؛ الإنسان أم الجبل أم النار؟ والجواب من الكتاب المقدَّس: الإنسان أفضل. وإليك الدليل؛ إذا رجعت إلى سفر التكوين- الأصحاح الأوّل- لمطالعة قصّة الخلق تجد أنّ ما فعل الله قد {حَسُنَ} في نظره، لكنّه لمّا خلق الإنسان رأى أنّ ما فعل {حَسَنٌ جدًّا}+ التكوين 1: 31 فسلّط الله الإنسان على سائر خلقه، حتّى تجلّى في الإنسان القدّوس- يسوع المسيح- وهكذا كان الله معنا منذ ذلك الحين وإلى الأبد. ولهذا أيضًا يرنّم المسيحيّون الترنيمة التي مطلعها {إنّ الله معنا} فلأنّ {الله معنا} فلا يعوز المؤمن المسيحي شيء ولا يخيفه شيء، والأهمّ أنّ المؤمن بالمسيح، عاملًا بتعاليمه ووصاياه، ينتقل بعد الموت إلى الملكوت السَّماوي مباشرة، لن يأتي إلى الدينونة، أي سيُعفى من الوقوف أمام الديّان العادل يوم الحساب العسير. وإليك نصّ كلام السيد المسيح: {اَلحَقَّ الحَقَّ أقُولُ لَكُمْ: إنّ مَن يسمع كلامي ويؤمن بالذي أرسلني فلهُ حياة أبدية، ولا يأتي إلى دينونة، بل قد انتقل من الموت إلى الحياة}+ يوحنّا 5: 24
آيات الكتاب المقدَّس عن التجسّد: الواقع والنُّبوءات
سأنطلق من العهد الجديد، بالإضافة إلى المذكور أعلى، ممّا في إنجيل يوحنّا وفي رسالة بولس الرسول الأولى إلى تيموثاوس، إذ تحقَّقت في العهد الجديد نبوءات العهد القديم، لأنّ الرَّبَّ إلهنا ساهر على كلمته وصادق في وعوده:
{وهذا كُلُّهُ كانَ لِكَيْ يَتِمَّ ما قِيلَ مِنَ الرَّبِّ بالنّبيّ القائِل: هوذا العذراء تحبل وتلد ابنا، ويدعون اسمه عمّانوئيل الذي تفسيره: الله معنا}+ متّى 1: 22-23
والنبيّ القائل هو إشعياء: {يُعطِيكُمُ السَّيِّدُ نَفْسُهُ آيَة: هَا العَذراءُ تَحبَلُ وتَلِدُ ابنًا وتَدعُو اسمَهُ عِمَّانُوئِيل}+ إشعياء 7: 14
ثمّ قال الوحي بلسان إشعياء في مناسبة أخرى: {يُولَدُ لنا وَلَدٌ ونُعطَى ابنًا، وتَكُونُ الرِّيَاسَةُ عَلَى كَتِفِه، ويُدعَى اسْمُهُ عَجِيبا، مُشِيرا، إِلهًا قَدِيرا، أَبًا أَبَدِيّا، رَئِيسَ السّلام}+ إشعياء 9: 6
{وأنتِ يا بيت لحم، أرض يهوذا لست الصُّغرى بين رؤساء يهوذا، لأنّ منكِ يخرج مدبّر يرعى شعبي إسرائيل}+ متّى 2: 6 وفي الآية إشارة إلى النبوءة القائلة: {أمّا أنت يا بيت لحم أفراتة، وأنت صغيرة أن تكوني بين ألوف يهوذا، فمنك يخرج لي الذي يكون متسلِّطًا على إسرائيل، ومخارجه منذ القديم، منذ أيام الأزل}+ ميخا 5: 2
{بَدْءُ إِنْجِيلِ يَسُوعَ المَسِيحِ ابنِ الله، كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي الأَنْبِيَاء: هَا أنا أُرسِلُ أمَامَ وَجهِكَ مَلاكِي، الَّذِي يُهَيِّئُ طَرِيقَكَ قُدَّامَك}+ مرقس 1: 1-2
وفي هذا النّصّ إشارة إلى قول الوحي بألسنة أنبياء؛ منهم إشعياء: {صَوْتُ صَارِخٍ فِي الْبَرِّيَّةِ: أَعِدُّوا طَرِيقَ الرَّبّ. قَوِّمُوا فِي الْقَفْرِ سَبِيلاً لإلَهِنا}+ إشعياء 40: 3
وملاخي: {هاءنذا أُرسِلُ مَلاَكِي فيُهَيِّئُ الطَّرِيقَ أمامِي. ويأْتِي بَغتَةً إلى هَيكَلِهِ السَّيِّدُ الَّذِي تَطْلُبُونَه، ومَلاَكُ الْعَهدِ الَّذِي تُسَرُّونَ به. هُوَذا يأتي، قالَ رَبُّ الْجُنُود}+ ملاخي 3: 1
{لا تخافي يا مريم، لأنك قد وجدت نعمة عند الله. وها أنت ستحبلين وتلدين ابنًا وتسمّينه يسوع. هذا يكون عظيما، وابن العَليّ يدعى، ويعطيه الرّبّ الإله كرسيّ داود أبيه، ويملك على بيت يعقوب إلى الأبد، ولا يكون لملكه نهاية}+ لوقا 1: 32-33
فمَن الذي يملك إلى الأبد ولا يكون لملكه نهاية إلّا الله!
{ولكن لمّا جاء مِلءُ الزَّمَان، أرسل الله ابنه مولودًا من امرأة، مولودًا تحت الناموس، ليفتدي الذين تحت الناموس، لننال التبنّي}+ رسالة بولس الرَّسول إلى غلاطية 4: 4-5
وفي التفسير المسيحي:
[يوضح القدّيس بولس كيف صار ابن الله ابنًا للإنسان، إذ وُلد من امرأة، حتى نصير نحن-أبناء البشر- أبناء اللَّه.
(يقول القديس بولس "أرسل الله ابنه" لا مولودًا من رجل وامرأة بل "مولودًا من امرأة " وحدها، أي من عذراء... فإنّ ذاك الذي يجعل النفوس عذارى وُلد من عذراء)- القدّيس كيرلّس الأورشليمي.
"ملء الزمان" يقابل الزمن الذي حدَّده الآب، معبِّرًا به عن تحقيق غاية إرسال الله ابنه لإتمام الوعد الذي أعطاه لإبراهيم. نجد هنا أقوى تعبير عن التجسّد ورد في رسائل القدّيس بولس إذ يورد العبارتين "مولودًا من امرأة" و"مولودًا تحت الناموس" مؤكدًا غايتين لمجيء السيد المسيح: الأولى أنه يخلص أناسًا من العبودية؛ والثانية إنه يُمكِّنهم من التمتع بالتبنّي كأبناء لله]- بقلم القمّص تادرس يعقوب ملطي.