ليس من شأني معارضة واحدة من قصائد هذا الجيل (أي مقابلتها بقصيدة) لأنّ ما وصلني منها كان دون المستوى المطلوب مِن نواحٍ عدّة، مع احترامي مواهب الشعراء. إنّما اعتدت على معارضة قصيدة لأحد شعراء الطبقة الأولى؛ كاٌمرئ القيس والنابغة الذبياني والأعشى قيس والخنساء والمتنبي... إلخ، ممّا نُشِرَ لي على صفحات موقع لينغا وعلى غيرها. لكن لفتتني هذه المرّة قصيدة قصيرة، ذات اثني عشر بيتا، على وزن بحر الكامل؛ هو الخامس في سلسلة ميزان الشعر الذي في عِلم العَروض، وهو من أبسط الأوزان الشعرية الثمانية عشر- حسب سلسلة مقالاتي [تعلَّم-ي بحور الشعر] المنشورة على صفحة موقع لينغا الرئيسية- وفي تقديري؛ يحتاج كاتب الـ12 بيتًا إلى وقت قصير نسبيًّا لاستكمال أدوات الشعر لديه وإلى جهد اطّلاع بسيط وإلى تركيز أشدّ على فنّ صناعة الشِّعر، ما قبل الاعتراف به شاعرًا في الساحة الأدبية.
دَوَّن القصيدة اللافتة مُعلِّق من المغرب في الـ29 من يناير الماضي في هامش التعليق على مقالتي [هكذا تجسَّد الله ـــ ج3] المنشورة على فيسبوك لينغا قبل يومين من التاريخ المذكور. فقرَّرت أن أعارضها بقصيدة، لمجد الرَّب يسوع المسيح له وحده المجد، وأن ألقي ضوء على جُزئيّاتها بمقالة. وهذا هو الجزء الأوّل منها.
لكنّي أذكر للقارئ-ة في البداية؛ أنّي وضعتُ أحد أبيات القصيدة المذكورة على "غوغل" في محاولة لمعرفة هويّة صاحبها، فاتّضح لي أنها عائدة للأخ عائض القرني- الداعية الإسلامي السعودي- لذا بحثت عن سيرة ما عنه، لأنّي بصراحة لم أسمع باٌسمه من قبل ولم أقرأ، فوجدت على ويكيبيديا: عائض القرني.
فلمّا بحثت عن نصّ القصيدة من أوّلها الى الآخِر، وجدتها في عدد من الصفحات الالكترونية، محتوية على بضعة أخطاء بسيطة، إلى أن عثرت على مقال قصير في موقع "العربية.نت" تحت عنوان [فيديو: عائض القرني يطلق "آمنت بالمسيح" مع أعياد الميلاد] بتاريخ الـ24 من ديسمبر 2016 فاّتضح لي أنّ القصيدة مُنشَدة بصوت موسى العميرة، بدم بارد ووجه متبسِّم، مع ترجمة إلى الانكليزية، فأعجبني الأداء، وسَهّل عليّ مهمّة تصحيح الأخطاء التي رافقت نقل القصيدة. وقد شارك القرني قليلا بصوته، في بداية الفيديو المذكور وفي نهايته. واتّضح أيضًا أنّ لمقطع الفيديو رابطًا على يوتيوب:
youtube.com/watch?v=0yM8reUWdfo
أمّا بعد؛ فإليك نصّ المقال المذكور، بقلم محمد جراح، من الرياض- بتصرّف:
[أطلق الداعية الشيخ عائض القرني نصّه الإنشادي الجديد الذي حمل عنوان "آمنت بالمسيح" وهو من أداء المنشد موسى العميرة ومن ألحانه، وشارك القرني في "الكليب" الذي تمّ تصويره في تركيا.
ويتزامن طرح الكليب مع أعياد الميلاد الذي تشهدها عدد من دول العالم، وتمّ إطلاق الكليب بالترجمة النصية عبر هاشتاق...
واشتُهر الشيخ عائض القرني، الحاصل على شهادة الدكتوراه في أبريل- نيسان 2002 بأنه أحد الدعاة الذين يكرّسون الخطاب الوسطي ويدعون إلى التسامح، واشتهر بانفتاحه على الوسط الفنّي... إلخ] انتهى.
وتعليقي أوّلًا: قرأت في سيرة القرني التي على ويكيبيديا أنه حصل على شهادة الدكتوراه في مادّة إسلاميّة من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، كما حصل من الجامعة نفسها على شهادة الماجستير في الحديث النبوي! فخطر في ذهني ما رُوِيَ عن رسول الإسلام يوم رأى زينب بنت جحش، زوجة ابنه زيد بالتبنّي، فوقعت في نفسه وأعجبه حسنها (سبحان الله مقلّب القلوب) ممّا في تفسير كلّ من الطبري والقرطبي الأحزاب:37 وفي طبقات ابن سعد... إلخ. فسارع أهل الحديث إلى تضعيف الرواية. والمهمّ الآن القصد: أين تقع الجامعة المذكورة؟ والجواب: في الرياض. فالسؤال: كيف سمحت السعودية لنفسها باستيراد عدد من ألفاظ المشركين والكفّار ومنها (الماجستير والدكتوراه) بالإضافة إلى استيراد صناعات مختلفة، أفما تنجّست بنجاستهم حسب التوبة:28 لماذا بالمناسبة لم يُغنِها ربّها عنهما بمفردتين من لسان العرب، كالفقيه والعلّامة؟ سبحان مقلّب القلوب أو مُصَرِّفها. هذا لأني أرى أن الأخلاق السليمة تُلزِم الذي يطرد شخصًا من مملكته، إمّا كانت حقًّا مملكة الطارد، ألّا يعود إلى التعامل مع المطرود قبل الاعتذار إليه أوّلًا: (لَأُخْرِجَنَّ الْيَهُودَ والنَّصَارى مِنْ جَزيرةِ العَرَب، حَتَّى لا أَدَعَ فيها إلّا مُسْلِما) رواه مسلم (1767) عن عمر بن الخطّاب (والصواب بالحاء، أي الحَطّاب) كأنّ جزيرة العرب كانت مُلكًا لبني هاشم. هذا عوض محاولة إقناعهم بدعوته بحجّة سليمة دامغة. فأغلب الظّنّ أنّه أخرجهم لهشاشة دينه وخشية انكشاف باطله لأتباعه بواسطتهم، فهو يعلم جيّدًا أنّ الحقّ مع أهل الكتاب.
وبالنظر من زاوية أخرى فأنّ "العلوم الإسلامية" اختلفت تمامًا عن علوم العالم المتمدّن، بل شوّه الإسلاميّون معنى "عِلْم" ومعنى "عُلماء" فلا يمكنني أن أعترف بشهادة حصل عليها شيخ إسلامي لقاء تخصّصه في فقه إسلامي ما أو حديث أو شريعة، لكنّي أستطيع تسميته شيخًا أو فقيهًا أو داعية، فليس عالِما في نظري! وإليك ما تفضّل به الأخ رشيد في برنامجه الرائع سؤال جريء 329 علماؤنا وعلماؤهم
youtube.com/watch?v=ZoddNn34R_0
لذا لن أضع الحرف "د" أمام اسم القرني، وأمام اسم أيّ شيخ حذا حذوه، لأنّ عنوانَي الدرجتين (أي الدكتوراه والماجستير) عائدان للغرب! ومن البديهي أنّ الغرب لا يمنح درجة ما، بتخصّص ما، ليس من التخصّصات المتوفّرة في جامعاته. فإن توفّر- افتراضًا- وتقدّم حامل الشهادة الإسلامية بطلب إلى جامعة غربية ما لمعادلة شهادته، أو المصادقة عليها للحصول على إحدى الدرجتين المذكورتين، تخضع شهادته للفحص والتدقيق، فإن ثبتت سلامتها من التزوير يخضع صاحب الطلب لاختبار في حقل تخصّصه من جهة مسؤولة.
كتبت ما تقدَّم في ضوء تجربة مررت بها، بصفتي حامل شهادة في حقل علمي من حقول علم المجتمع المتقدِّم. بينما لا يستطيع أحد إنكار دكتوراه الراحل د. طه حسين، لأنها مُنِحت إليه من جامعة السوربون الفرنسية، وحصل من فرنسا أيضًا على دبلوم الدراسات العليا في القانون الروماني، وكلاهما بمساعدة زوجته الفرنسية-السويسرية الكافرة الراحلة سوزان بريسو، وضعها الله في طريقه فصارت سبب بركة له، فقَبِلَ نعمة الخلاص وتعمّد، أي تنصّر طه حسين بواسطتها- وفق أخبار موثَّقة قرأتها مِن طريق الانترنت.
وتعليقي تاليًا: يسرّني التسامح والاعتدال المُشاعان عن القرني، على خلاف الشيوخ الذين أطلقوا العنان لحناجرهم لتزعق بلعن غير المسلمين وبالدّعاء الشيطاني عليهم، ما دفعني إلى مشاهدة خطبة للقرني عبر يوتيوب، علّقت على مقتطفات منها في أحد أجزاء هذه المقالة، فأذكر هنا إعجابي بطريقة إلقائه أبيات شعر في سياق الخطبة، سواء أكانت على وزن الطويل أم البسيط أم الوافر أم الكامل.
ولي في الجزء الثاني من هذه المقالة تعليق على مقال آخر عن موضوع فيديو القرني.
وفي الصورة أدنى؛ الداعية القرني إلى يسار المنشد العميرة؛ تدلّت من رقبة كلّ منهما ربطة عنق مكتوب على أحد طرفيها "المسيح" فوق عبارة بالإنكليزية معناها "أحبّ يسوع" أمّا على الطرف الآخر فمكتوب اسم رسول الإسلام بالطريقة نفسها. والمعلوم للقرّاء أنّ {مَنْ لاَ يُحِبُّ لَمْ يَعرِفِ الله، لأنّ اللهَ مَحَبَّة... وَنَحنُ قَد عَرَفْنا وَصَدَّقْنا الْمَحَبَّةَ الَّتِي ِللهِ فِينَا. اَللهُ مَحَبَّة، وَمَنْ يَثْبُتْ فِي الْمَحَبَّة، يَثْبُتْ فِي اللهِ وَاللهُ فِيه}+ رسالة يوحنّا الأولى 4: 8 و16
عِلمًا أنّ القرني كتب قصيدته مُلخِّصًا عددًا من مواقف "أحمد" من "عيسى" بطريقة فنية لافتة، قلّ نظيرها في شعر العرب. وكتب تأمّلاته في تلك المواقف بتأدّب واحترام، داعيًا المسيحيّين في النهاية إلى الإيمان بأحمد، على أنّ أحمد "مَدَحَ المسيح" في القرآن وفي المسجد. فرأيت في قصيدة القرني أنّ المسيح، ربّ المعجزات الرّصين بأقواله المُبهِر بأعماله، بوداعة وبقلب متواضع، ما جاء إلى الأرض ليخلّص الخطأة فينالوا الحياة الأبدية، إنّما جاء من أجل التبشير بنبيّ يأتي من بعده بالذَّبْح، أيًّا كان اٌسمُه، ليقضي على غير المسلمين، لهذا أحبّه الذّبّاح فمَدَحَه! وأقول: من الواضح أنّ القرني لم يقرإ الإنجيل! فكتب قصيدته في ضوء القرآن. لهذا شبّهت دَوره في قصيدته بدَور العامل المساعد، أو المحفِّز، في التفاعلات الكيمياوية.
وإليك- أخي القارئ وأختي القارئة- بعد قليل؛ نصّ قصيدة القرني، ثمّ قصيدتي التي رددتُ بها عليه، لكي يعرف وزن المسيحي الذي اهتمّ بمشروعه الدعوي، على أمل في وصول جميع أجزاء هذه المقالة إليه، مِن طريق أحد متابعي نشاطه أو إحدى متابعاته.
عِلمًا أنّ قصيدة القرني تحت عنوان "آمنت بالمسيح" الجميل في نظر المسيحي-ة، لأنّه يعكس عبور القرني إلى نور السيد المسيح له المجد. لكنّ أيّ طفل مسيحي حين يقرأها يدرك بسرعة أنّ المسيح الذي آمن به القرني هو ذاك الذي كتب عنه مؤلِّف القرآن ما كتب، الذي اعتبره المسيحي من الافتراءات على الإنجيل، ومنها أن "عيسى بشَّر بأحمد" عِلمًا أنّي اعتبرت المدوَّن في القرآن عن المسيح دالًّا على محاولة مؤلِّفه تزوير الحقّ لتضليل عباد الله. وفي مقالاتي، المنشورة على صفحات لينغا، أدلّة قاطعة بما تقدَّم وحجج دامغة. لكنّ المشكلة أنّ غالبيّة "أمّة اقرأ" لا تقرأ غير ما فَرَض عليها شيوخها "الرّاسِخون في العِلم" محلِّلِين ما طاب لأنفسهم ومحرِّمِين ما أقضّ مَضاجعَهُمْ. وهذا أهمّ أسباب تخلّف هذه الأمّة عن غيرها، ولا سيّما الناطقين بالعربيّة منها، لتقبع في ذيل قائمة سكّان الأرض فكريًّا وثقافيًّا وأخلاقيّا. لذا شبّهت عنوان قصيدة القرني اللافتة بشاهدة قبر جميلة.
ورُبّ شاهدة ذكّرتني بشاهدة قبر حُجْرَ بنِ عَدِيّ الكِنديّ، الواقع في بلدة عدرا بريف دمشق، كان مكتوبًا عليها التالي- قبلما نبش مسلَّحون القبر أواخر أبريل 2013 [هذا قبر الصحابي الجليل حجر بن عَديّ رضي الله عنه الذي قتله الصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه لأنه رفض أن يشتم الصحابي الجليل علي بن أبي طالب رضي الله عنه] وقد اختلف أهل السّنّة في عديّ فإمّا صحابيّ أو تابعيّ، لكن المهمّ: على مَن رَضِي ربّ محمّد؛ أعَلى القاتل أمْ عَلى المقتول؟ أيًّا كان الجواب فأنّ محمّدًا خالف ربّه الرّضِيّ إمّا عن أحدهما أو عن كليهما: [إذا التقى المُسلِمان بسَيفَيهِما، فالقاتل والمقتول في النار. فقيل: يا رسول الله هذا القاتل، فما بال المقتول؟ قال: إنه كان حريصًا على قتل صاحبه]- رواه البخاري ومسلم. فلا حاجة في النهاية إلى "علماء" في الإسلام ولا إلى الرّاسخين في "العِلم" منهم، لأنّ أيّ مسلم يستطيع، إذا قرأ، أن يكشف النِّقاب عمّا جرى في التاريخ الإسلامي.
ـــ ـــ
آمنتُ بالمسيح- بقلم: عائض القرني
عِيسَى بنَ مَريمَ يا حَبيبَ مُحمّدِ – بَشّرتَ يا رُوحَ الإلَهِ بأَحمَدِ
صَلَّى عَلَيكَ اللهُ فِي عَليَائِهِ – يا ابنَ البَتُولِ خَلِيلَ كُلِّ مُوَحِّدِ
قَدْ أَوجَبَ المُختارُ حُبَّكَ شِرعَةً – فِينا وفي الإيمَانِ لَمْ نَتَرَدّدِ
يا كِلْمة الله التي ألقى بها – عند البتول وبالنبوّة فاٌشهَدِ
آمنتُ أنّك عبدُهُ ورسولُهُ – مِن ضِمن أهل العزم نورُ الفرقدِ
ما كنتَ إبن الله جلّ جلالُهُ – سبحانَهُ لا والدٌ لم يُولدِ
أبَدًا ولستَ بثالثٍ لثلاثةٍ – اللهُ فردٌ ليس بالمتعدِّد
أتباعَ عيسى ها رَفَعْنا قدرَهُ – وبصدقهِ يدعو البريّةَ سيّدي
هيّا بأحمد آمِنوا فهو الذي – مدح المسيح بمصحف وبمسجد
عيسى وأحمد مُرسَلانِ كلاهما – في الذِّكْر والإنجيل رُغمَ المُلحِدِ
فعلى البتول وإبنها حُلَلُ السَّنا – وسَلامُنا مِن مُتْهِمٍ أو مُنْجِدِ
إيمانُنا لا يستوي إنْ نحنُ لمْ – نؤمِنْ بعيسى في اعتقاد أرشَدِ
ـــ ـــ
معارضة "آمنت بالمسيح" بقلم: رياض الحبيّب
يسرّني الآن أنْ أوضح للقرّاء أنّ المُعارِض ينظم في الغالب قصيدة على شاكلة القصيدة المعنيّة- وزنًا وقافية وموضوعا- هكذا:
جاهَرتُ بالإيمان لمْ أتردَّدِ – إنّ المَسِيحَ مُخلِّصي والمُفتدي
لَنْ تَفهَمَ {اٌبنَ الله} دُونَ كتابِهِ – والرُّوحِ مَهْمَا تجتهِدْ وتُغرِّدِ
مَنْ يُنكِرِ اٌبنَ الله يُنكَرْ في السَّمَا – يَومَ الحِسَابِ أمامَ عَرشِ السَّرمَدي
طُوبَى لمُعترِفٍ بهِ ومُبَشِّرٍ – طُوبى لبُطرُسَ مُعلِنًا بتفرُّدِ
لمّا قرأتُ كتابَهُ أَيْقنْتُ: ذا – قَولُ الإلهِ الخالقِ المتجسِّدِ
فأشارَ يوحنّا إليهِ مُعمِّدًا - والشَّعْبُ بَينَ مُعارِضٍ ومُؤيِّدِ
خَرَقَ الحواجزَ كُلَّها بمَحَبَّةٍ – بالحَرفِ في النّامُوس لمْ يتقيَّدِ
وبَشَائرُ المَلَكُوتِ غامِرةُ المَدَى – سُمِعَ الصَّدى كالبَرقِ لمْ يَتبَدَّدِ
مَن آمَن اتّبَعَ المَسِيحَ ولمْ يَحِدْ – عَن دَربهِ مَهْمَا قسا زَمَنٌ رَدِي
إنّ المَسِيحَ إذا دَرَسْتَ صَليبَهُ – أدركْتَ أنَّكَ مُذنِبٌ لمْ تَهتَدِ
وعَلِمْتَ أَنَّ خَلاصَنا بصَليبهِ – لا بالذَّبيحِ على مِنَصَّةِ مَعبَدِ
ربُّ النبوّاتِ التي صَدَحَتْ بهِ – وبآيةِ العذراءِ أمِّ السَّيّدِ
نَقلَتْ إلى لوقا الدَّقِيقِ بِشَارةً – عَنْ إبنِها ووِلادةً في المِذوَدِ
وسُجُودَ أربابِ المَجُوس لرَبّهِمْ – مَلِكِ المُلوكِ لِغَيرِهِ لا تَسجُدِ
بالمُعجِزاتِ رأى الوَرَى سُلْطانَهُ – لمْ يَلتمِسْ إذْنًا ولمْ يتودَّدِ
وسِواهُ لولا اللهُ لمْ يقدِرْ على – إنجاز واحِدةٍ وصَدِّ المُعتدي
كَمْ مِنْ عَمٍ قصَدَ المَسِيحَ بقلبهِ – قَبْلَ الشِّفاءِ وكمْ مَشَى مِنْ مُقْعَدِ
والسّامِرِيّةُ تسألُ الماءَ الذي – يُعطِيهِ مَجّانًا لكلِّ مُوَحِّدِ
ماءَ الحَيَاةِ فلا خَلَاصَ بغَيرِهِ – يُرجَى وكَمْ رُفِعَتْ إليهِ مِنْ يَدِ
جاءَ المسيحُ إلى الخُطاةِ لهَدْيِهِمْ – ما بَعْدَهُ هادٍ ولا مِن مُرشِدِ
إلّا التلاميذُ الذين بأمرِهِ – نَشَروا البشارةَ والتُّقى بتجَلُّدِ
طافوا الأقاصِيَ والمَرَارةُ زادُهُمْ – لا سَيفَ في اليَدِ لا مَؤونةَ لِلغدِ
فاٌستُشهِدوا باٌسْمِ المَسِيحِ ولاٌسْمِهِ – طُوبَى لكُلِّ مبَشِّرٍ مُستشهَدِ
فَرِحِينَ بالمَلَكوتِ إذْ وُعِدُوا بِهِ – مِنْ رَبِّهِ بأمَانةٍ وتأكُّدِ
ربُّ القِيامَة والحَيَاةِ حقيقةٌ – كَرَزُوا بها لمُشَكِّكٍ ولمُلحِدِ
رَبُّ المَحَبَّةِ والسَّلامِ جُسُورُهُ – شِيدَتْ لتقريب الغَرِيمِ المُبْعَدِ
ربُّ التّواضُعِ والتّسامُحِ والنَّدى – أَنَّى سَألْتَ الرَّبَّ مُتَّضِعًا نَدِي
هذا المسيحُ وفي سَنا إنجيلِهِ – أفُقُ الحَياةِ فثِقْ بهِ وتَعَمَّدِ
ـــ ـــ ـــ
تنويه: أُجاز الكاتب ترنيم قصيدته لكلّ مُرنِّم-ة، بدون استحصال موافقته، لمجد الرّبّ يسوع. فقام بتشكيل حروفها (أي إظهار الحركات) لتسهيل الترنيم. وفي إمكان المُرنِّم مراسلة موقع لينغا، إذا احتاج إلى مساعدة ما من الكاتب، على عنوان البريد الالكتروني:
info@linga.org