نقرأ في الأصحاح العاشر من إنجيل يوحنّا- حسب ترجمة فان دايك أو حسب الترجمة المشتركة- أنّ السيد المسيح يشبّه المؤمن-ة بالخروف وأنّه راعي الخراف. لماذا الخروف؟ والجواب- بتصرّف:
[1لأن الخروف لا يؤذي أحدا. 2مِن مِيزات الخروف الوداعة، إذْ غلبت عليه البساطة. والطاعة فهو منقاد للراعي كلّيّا. والضعف والراعي يحميه. والاحتياج إلى الراعي إذ يُغذّيه ويرويه. 3الخروف يقبل التعليم. 4الخروف ينفع الناس ويخدم، سواء بالصوف وباللبن- بلهجة مصر، أو الحليب- بلهجة العراق]- بقلم القس أنطونيوس فكري- تفسير يوحنّا\10
وبالمناسبة؛ كم دعوت الله في الضِّيق قائلا: أسألك ربّي أن تجعلني خروفًا لا ذئبا! ومظلومًا لا ظالما.
عِلمًا أنّ الشاة (1) الذبيحة في العهد القديم كانت رمزًا إلى المسيح من جهة عمله الفِدائي الكَفّاري الخَلاصي، فالمسيح هو الذبيحة الحقيقية على الصليب؛ محقِّقًا النُّبوءة القائلة عنه: {ظُلِمَ أَمّا هُوَ فتذَلَّلَ وَلَمْ يَفتَحْ فاه. كَشَاةٍ تُسَاقُ إِلَى الذَّبْح، وكنَعجَةٍ صَامِتَة أَمَامَ جَازِّيهَا فلَمْ يَفتَحْ فاه}+ إشعياء 53: 7 وهذه وردت في العهد الجديد أيضا- أعمال الرسل 8: 32 وسأعود إليها بعد قليل. لكنّ يوحنّا ركّز على ذِكر الخروف في سِفر الرؤيا، حوالي عشرين مرّة، مشيرًا إلى المسيح؛ إذ قدَّم نفسَه فداء، مكفِّرًا عن خطايا العالم، لكي ينال الحياة الأبدية كلّ مَن يُؤمِن به ويَعتمِد (انظر-ي مرقس 16:16) فإليك ثلاثة أمثلة مِن سِفر الرؤيا:
{فسَيسْجُد له جميع السّاكنين على الأرض، الذين ليست أسماؤهم مكتوبة منذ تأسيس العالم في سِفر حياة الخروف الذي ذُبِح}+ رؤيا 13: 8
{هؤلاء سيحاربون الخروف، والخروف يغلبهم، لأنّه ربّ الأرباب وملك الملوك، والذين معه مدعوّون ومختارون ومؤمنون}+ رؤيا 17: 14
{وسُور المدينة كان له اثنا عشر أساسا، وعليها أسماء رُسُل الخروف الإثني عشر}+ رؤيا 21: 14
وفي رأيي؛ أنّ يوحنّا الإنجيلي- أحد الإثني عشر- برؤياه، ما غابت عن ذهنه صورة "الخروف" الذبيح الفادي، لأنّه من شهود عيان صلب المسيح؛ إذ كان واقفًا إلى جانب السيدة العذراء أمام الصليب. وقد وُصِف بأنّه التلميذ الذي {كان يسوع يُحبّه}+ يوحنّا 13: 23 و19: 26 و20: 2 و21: 7 و20 دون أن يُفصِح في إنجيله عن أنّه هو التلميذ الحبيب، وأنّه هو الذي أوصاه يسوع بأمّه قائلًا وهو على الصليب: {هُوَذا أمُّكَ}+ يوحنّا 19: 27 كما أوصى أمَّه في الآية السابقة بالقول: { يا امرَأَة، هُوَذا ابْنُكِ}+
فلأنّ المسيح هو الذبيحة الحقيقية فأنّ الله أراد {رحمة لا ذبيحة، ومَعرِفةَ اللهِ أكثَرَ مِنْ مُحْرَقات}+ هوشع 6:6 وهذا ما اكّد عليه الربّ يسوع لكهنة اليهود: {لو فَهِمتُمْ مَعنى هذِهِ الآية "أُريدُ رَحمَةً لا ذَبـيحَة" لَما حَكَمتُم على مَنْ لا لَومَ علَيه}+ متّى 12: 7
لذا فقد أخطأ مَن ظنّ أنّ الذبيحة تكفّر عن خطاياه وذنوبه! بل كيف يقبل العاقل لنفسه أنْ يُفدى بكبش أو نعجة، هل تساوي قيمة الكبش قيمة الإنسان؟ كلّا. فلا سبيل إلى غفران الخطايا والذنوب إلّا بقبول المسيح فاديًا ومخلِّصا، إذ فدى البشريّة كلّها، ما لم يستطع فعله أي إنسان. وقد تقدَّم ذِكر شروط الفداء وتفاصيله في مقالتي التالية- باب مشروع الله: هكذا تجسَّد الله ـــ ج2 من 3
والآن؛ إليك التالي من آيات يوحنّا\10 إذ قال السيد المسيح له المجد:
8 {جميعُ مَنْ جاؤُوا قَبلي سارِقونَ وَلُصوص، فَما أصغَتْ إلَيهِمِ الخِراف}+
9 {أنا هوَ البابُ، فمَنْ دخَلَ مِنِّي يَخلُص} لعلّ هذا وراء قول بطرس الرسول عن المسيح، فيما بعد، إذ امتلأ مِن الروح القدس: {ليسَ بأحَدٍ غيره الخلاص}+ أعمال الرسل 4: 12
10 {السارق لا يأتي إلا ليسرق ويذبح ويهلك، وأمّا أنا فقد أتيت لتكون لهم حياة وليكون لهم أفضل}+
11 {أنا هو الرّاعي الصَّالِح، والرّاعي الصَّالِحُ يبذل نفسَه عن الخِراف}+ وفي هذه الآية إشارة إلى العهد القديم، ممّا يأتي بعد قليل.
فإمّا تساءل القارئ-ة: لماذا أضَفتَ إلى عنوان المقالة "ولا صالِحَ إلّا الله" فالجواب: لأنّ هذا من أقوال المسيح أيضا؛ في كُلّ مِن: متّى\19 ومرقس\10 ولوقا\18 حين تقدّم إليه الشاب الغني، سائلًا عن الصَّلاح المؤدّي إلى الحياة الأبدية، إذْ نادى السيد المسيحَ بالقول {أيّها المُعَلِّم الصّالح، أَيَّ صَلاحٍ أَعمَلُ لِتَكُونَ لِيَ الحَيَاة الأبَدِيّة؟} فأجابه المسيح: {لِمَاذا تَدعُوني صَالِحا؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحًا إِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ الله} كأنّ المسيح قال للشاب ما معناه: هل اعترفت بأنّي صورة الله على الأرض فدعوتني صالِحا؟ ولا بدّ من الانتباه إلى أنّ المسيح لم يقُلْ للشاب "لا تدْعُني صالِحا" إنّما رفض أنْ يدعوه بهذا اللقب ما لمْ يؤمن بحقّ أن المسيح هو الصالح وحده! إذ قال الكتاب بعهديه: {الجميع زاغوا وفسدوا معا. ليس مَن يعمل صلاحا، ليس ولا واحد}+ رومية 3: 12 والمزامير 14: 3
ومعلوم أنّ السيد المسيح لم يخطأ إطلاقا وأنّ أعماله صالحة على الإطلاق أيضا.
والقارئ-ة قد يتساءل تاليا: لكنّ في الحياة أعمالًا صالحة فلماذا لا ندعو أصحابها صالحين؟ والجواب: لأنّ أصحابها أخطأوا؛ مِنهم مَن عَمِل صالحًا مِن جهة ما وأساء إلى الله من أخرى. عِلمًا أنّ الإساءة إلى الآخرين تعتبر إساءة إلى الله، لأنّ بها خالف إحدى وصايا الله أو عددًا منها، فلا يجوز أن يُدعى صالحا! تجد-ين عبر التاريخ أمثلة كثيرة لقادة سياسيّين عَمِل كل منهم الحسنات والسّيّئات معا خلال فترة حُكمه.
27 خِرافي تَسمَعُ صوتي، وأنا أعرِفُها، وهيَ تَتبَعُني.
28 أُعطيها الحياةَ الأبدِيَّةَ، فلا تَهلِكُ أبدًا ولا يَخطَفُها أحدٌ مِنِّي.
29 الآبُ الّذي وهَبَها لي هوَ أعظَمُ مِنْ كُلِّ موجود، وما مِنْ أحد يَقدِرُ أن يَخطَفَ مِنْ يدِ الآبِ شَيئًا،
{30 أنا والآبُ واحِد... 38 وإذا كُنتُ أعمَلُها، فصَدِّقوا هذِهِ الأعمالَ إنْ كُنتُم لا تُصَدِّقوني، حتّى تَعرِفوا وتُؤمِنوا أنَّ الآبَ فِيَّ وأنا في الآب}+
31 وجاءَ اليَهودُ بِحجارَةٍ ليَرجُموه.
32 فقالَ لهُم يسوعُ: أرَيتُكُمْ كثيرًا مِنَ الأعمالِ الصَّالِحَةِ مِنْ عِندِ الآبِ، فلأيِّ عمَلٍ مِنها تَرجُموني؟
33 أجابَهُ اليَهودُ: لا نَرجُمُكَ لأيِّ عمَلٍ صالِـح عَمِلتَ، بل لِتَجديفِك. فما أنتَ إلّا إنسان، لكِنَّكَ جَعلتَ نَفسَكَ إلها!
ـــ ـــ
الإشارة الأولى
في قول المسيح {11 أنا هو الرّاعي الصَّالِح، والرّاعي الصَّالِحُ يبذل نفسَه عن الخِراف}+ إشارة إلى كُلّ مِن: إشعياء 40: 11 وحزقيال 34: 23 و37: 24
وفي التفسير المسيحي:
[في هذا المثل تظهر اليهوديّة كقطيع، والسيد المسيح هو الراعي الصالح الذي يأتي من الباب المعين (خلال باب النبوّات) إلى القطيع. والروح القدس يفتح له الباب، ويتجاوب القطيع الحقيقي معه، فتشفى عيونهم ويعاينون الراعي. يخرج بهم الراعي عن حَرفية الناموس وعن الارتداد وعدم الإيمان، بينما يرفض الحَرفيّون الراعي الصالح.
نرى في مَثَل الراعي الصالح الآتي:
أ- السيد المسيح هو باب القطيع- الباب الجديد- لا الناموس.
ب- كل القيادات اليهودية الحَرفية الرافضة للمسيح هم لصوص.
ج- المسيح وحده هو المخلّص، السيد، المُعطي ذاته.
د- المسيح هو ذبيحة المحبة فمات عن قطيعه.
هـ- للراعي الصالح قطيع آخر مِن الأمم يضمّه إلى المؤمنين من اليهود، ويُقيم منهم جميعًا قطيعًا واحدًا هو كنيسة المسيح. انظر-ي يوحنّا 10: 16 وكورنثوس الأولى 12: 13 وأفسُس 4: 4-6
و- يتفاعل هذا القطيع الواحد مع ذبيحة المسيح الفريدة وموته الاختياري. أمّا خِلاف الإيمان فيعجز عن تقديم أي شيء سوى الارتباك والتجديف الشرير...]- بقلم القمّص تادرس يعقوب ملطي.
وفي تفسير ثان:
[قوله {أنا هو} مِن العبارات المختصّة بالألوهيّة، قد استخدمها الرّبّ يسوع مرّات عدّة، وكان في كلّ مرة يعتبر نفسه مساويًا لله الآب. إنّه يعرض نفسه هنا، بصفته الراعي الصالح الذي يبذل نفسه عن الخراف. فالخراف تكون مدعوّة عادة إلى التضحية بحياتها من أجل الراعي. أمّا الرّبّ يسوع فقد مات من أجل القطيع. وعندما وجب سفكُ دم ضحيّة، قادت هذا الراعي شفقتُه علينا إلى الوقوف بيننا وبين العدو، وإلى الموت طوعا، بديلًا عَنّا]- بقلم وليم ماكدونالد، نقلًا عن الأسقف توماس كللي (2)
واقتطفت التالي مِن تفسير ثالث:
[الكلمة "جيّد-ة" اليونانية التي تُرجمت عنها كلمة "صالح" وردت أوّل مرة في العهد الجديد في متى 3: 10 {فكلّ شجرة لا تصنع ثمرًا جيّدًا تُقطَع وتُلقى في النار} والراعي الصالح راعٍ إلهي ليس مثل الرعاة الآخرين الذين من البشر. كما أن هذه الكلمة وردت أوّل مرة في هذا الإنجيل في يوحنّا 2: 10 {أمّا أنت فقد أبقيت الخمر الجيّدة إلى الآن} ومعنى الخمر الجيّدة: الخمر المتفوّقة، لذلك نستطيع أنْ نقول إنّ كلمة "الصالح" هنا تعني الراعي الإلهي المتفوّق في سموّه، كأنّ الرب أراد أن يقول لهم: أنا هو يهوه الذي يشير إليه داود بقوله {الرّبّ راعِيّ}+ المزمور23 أنا هو الراعي المعيّن المختار مِن {يهوه} الذي تتجه إليه آذان الخراف المكلّف برعايتها وحفظها وإطعامها.
وضع الراعي الصالح حياته طوعًا واختيارًا عن الخراف لكي يخلصوا من الموت وينالوا الحياة الأبدية، لم يبذل نفسه شهيدًا من أجل الحقّ أو كمَثَل من أمثال التضحية، بل مات لكي يحيوا هم، إذ كانوا أمواتًا بالذنوب والخطايا. فلم تكن هناك طريقة أخرى لنوال الحياة سوى موته بدلًا عنهم، لم يمُت لأجل الملائكة الساقطين بلْ من أجل الناس الخُطاة؛ انظر-ي {فَسَتَلِدُ ابْنًا وَتَدعُو اسْمَهُ يَسُوع. لأنّهُ يُخلِّص شعبَهُ مِن خطاياهم}+ متّى 1: 21]- بقلم هلال أمين.
ـــ ـــ
الإشارة الثانية
قال السيد المسيح: {16 ولي خِرافٌ أخرى مِنْ غَيرِ هذِهِ الحَظيرة، فيَجبُ علَيَّ أنْ أقودَها هيَ أيضا. ستَسمَعُ صوتي، فتكونُ الرَّعِيَّةُ واحدةً والرّاعي واحدا. 17 والآبُ يُحبُّني لأنِّي أُضَحِّي بحياتي حتّى أستَرِدَّها}+ وفي الآية الـ17 إشارة إلى إشعياء 53: 7 المذكورة أعلى.
وفي التفسير المسيحي:
[يُخطئ بعض الناس حين يظنّ في الآب العدالة الإلهية وفي الابن الرحمة الإلهية. هؤلاء يتصوّرون أن الابن مملوء حبًا نحو البشر فقدّم ذاته ذبيحة حُبّ ليرفع غضب الآب. وقد اعتقد بعض الغنوسيّين في القرن الثاني أن إله العهد الجديد (الإبن) جاء يخلّص العالم من إله العهد القديم لأنه غضوب! هنا يؤكد القدّيس يوحنّا أن ذبيحة المسيح هي موضوع حبّ الآب لنا، وأنها ثمرة الحبّ المتبادل بين الآب والابن. فالحبّ الإلهي هو سِمة الثالوث القدّوس وليس خاصًّا بأقنوم دون آخر.
الابن الوحيد الجنس موضع حب الآب أزليّا، أمّا بعد تجسّده صائرًا بالحقيقة إنسانا، فإنّه يتمتّع بحبّ الآب كابن البشر، إذْ يقدّم حياته مبذولة عن البشرية. لقد صار بإرادته خادمًا باذِلًا من أجل العالم ليقتنيه لحساب الله أبيه. وقد جاء في أناشيد العبد الأمين المتألم: {هوذا عبدي الذي أعضده، مختاري الذي سُرَّتْ به نفسي، وضعتُ روحي عليه، فيُخرج الحقَّ للأمم}+ إشعياء 42: 1
بهذا التدبير الإلهي قدَّم نفسه لنا {الطريق} فإننا إذْ ندخل فيه نشاركه سِمة الحبّ الباذل العملي والأمانة، فنشتهي أن نشاركه صلبه وموته لنصير فيه موضع سرور أبيه. فببذله فدى البشرية وقدَّمها لأبيه، وباتّحادنا به ننعم بمجد البذل والصلب معه.
يتحدث السيد المسيح عن موته {أضع نفسي} وعن قيامته {آخذها} إنه صاحب سلطان! ما أمكن قوّات الظلمة كلّها أن تتصرف هكذا بدون إذنه؛ ففي سلطانه أن يضع نفسه وأنْ يأخذها. هكذا يقدّم الموت والقيامة بأسلوب بسيط، بلا انزعاج أمام الموت، ولا دهشة أمام قيامته]- بقلم القمّص تادرس يعقوب ملطي. وقد ذكر القمّص أقوال عدد مِن آباء الكنيسة. فالمزيد في تفسيره يوحنّا\10
ـــ ـــ
الإشارة الثالثة
{34 قالَ لهُم يَسوعُ: أمَا جاءَ في شَريعتِكُم أنَّ اللهَ قال: أنتُم آلهة؟ 35 فإذا كانَ الّذينَ تكلَّموا بِوَحيٍ مِنَ اللهِ يدعوهُمُ اللهُ آلهة، على حدِّ قَولِ الشَّريعة الّتي لا يَنقُضُها أحَد، 36 كيفَ تَقُولونَ لي- أنا الذي قَدَّسَهُ الآبُ وأرسَلَهُ إلى العالَم: أنتَ تُجدِّفُ، لأنِّي قُلتُ: أنا اَبنُ الله؟}+
والإشارة في الآية الـ34 إلى المزمور الـ82: 6 ومعنى تُجدِّف: تكفُر.
وفي التفسير المسيحي: [وردت آية المزمور 82: 6 بأكملها هكذا: {أنا قلتُ إنّكم آلهة وبنو العَلِيّ كُلّكم} والمزمور موجَّه إلى قُضاة إسرائيل. وقد دُعُوا "آلهة" لأنّهم مثّلوا الله خلال قضائهم للشعب، ليس لحيازتهم على طبيعة إلهية. فاللفظة العبرانية لهذه الكلمة- آلهة- هي "ايلوهيم" وتعني حَرفيّا "المقتدِرين" لذا استُخدمت للشخصيّات الهامّة، أمثال القضاة. ويتّضح لنا من القسم الباقي من المزمور أنهم كانوا مجرّد بشر، ليسوا "آلهة" بما أنّهم كانوا ظالمين في حكمهم ويُحابون الوجوه]- بقلم وليم ماكدونالد.
وفي تفسير آخر: [في إجابة المسيح؛ لم يعقد مقارنة بينه وبين "الآلهة" المذكورين هنا لإظهار حقيقة ذاته، لكنّه استعمل بالحريّ المفارقة لا المقارنة. فهؤلاء؛ وإن كانوا أناسًا عاديّين، خلع الله عليهم لقب الآلهة (المزمور 82: 6) لأنّ الله إذْ يخاطب الملوك والقضاة هكذا في المزمور، فذلك باعتبار السلطان الذي وَضَعَهُمْ فيه. وهو يضع جميع الرؤساء من البشر في هذا الوضع على رغم تصرفاتهم، فأنّهم مسؤولون أمامه أن يعاملوا البشر بالعدل، وسوف يحاسَبون أمامه. هو الذي أعطى الرؤساءَ هذا السلطان وعلى البشر أن يطيعوهم لأنّ سلطانهم مرتَّب من الله (رومية 13: 1- 7) فإنْ كان الأمر هكذا مع هؤلاء فكم بالحري مع المسيح وهو الإله الحقيقي، ليس باللقب فقط ولكن بالطبيعة والجوهر، وقد رضِيَ أن يأخذ صورة عبد طوعًا واختيارًا لكي يُتِمّ مقاصد الله ومشوراته...]- بقلم هلال أمين.