اعجبتني قصة الطبيب كينيث ديفيس الذي تعطلت سيارته يوم الأحد في مكان خلاء، وهو في نزهة مع زوجته وابنته الصغيرة، وقد أدرك أن بطارية السيارة "فارغة"، فعمل كل ما باستطاعته ليجد من يساعده، وحاول أن يصل لمحطة وقود لطلب المساعدة وكانت مقفلة، فوجد رقم هاتف لشركة إصلاح سيارات في الطرق، وحاول المهاتفة مرات عديدة، وحاول محاولة أخيرة، فرد عليه صوت يقول: انا روبرت بماذا يمكن ان أخدمك. وكان روبرت صاحب الشركة، ولم يكن لديه عمالًا في يوم العطلة الرسمية، وعندما فهم أن العائلة في مأزق وعده بأن يأتي بنفسه، فانتظره ديفيس وهو يحسب التكلفة التي تتوجب عليه إذ أن المسافة بعيدة والحالة استثنائية. وعندما حضر روبرت، خرج من السيارة بمساعدة عكازين وطلب من ديفيس أن يساعده في تعبئة البطارية. وعندما تأكد ديفيس أن السيارة تعمل سأل روبرت: ما التكلفة؟ فَقَالَ روبرت: سآخذ منك ذات المبلغ الذي طلبه مني ادوارد الطبيب يوم أنقذني من حادث طرق مميت. فسأله ديفيس: وكم أخذ منك؟ أجاب: لا شيء. قال لي أنت لست مدينًا لي بشيء، فقط لا تنسى أن تمرر هذا المعروف لغيرك متى سنحت الفرصة Just pass it on.
عمل المعروف لا يُقدر بثمن، فقط مرره لغيرك، لتمتلئ الأرض خيرًا وسلامًا. "فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هكَذَا قُدَّامَ النَّاسِ، لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ، وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ" (متى5: 16). عمل الخير لا يثمن، فكم بالحري عمل الخلاص، فالرّب يَسُوعُ دفع ثمن خطايانا على الصليب وأكمل العمل بالتمام لكي ننال الخلاص بالإيمان به ونحصل على الحياة الأبدية: "اَللهُ الَّذِي هُوَ غَنِيٌّ فِي الرَّحْمَةِ، مِنْ أَجْلِ مَحَبَّتِهِ الْكَثِيرَةِ الَّتِي أَحَبَّنَا بِهَا، وَنَحْنُ أَمْوَاتٌ بِالْخَطَايَا أَحْيَانَا مَعَ الْمَسِيحِ بِالنِّعْمَةِ أَنْتُمْ مُخَلَّصُونَ وَأَقَامَنَا مَعَهُ، وَأَجْلَسَنَا مَعَهُ فِي السَّمَاوِيَّاتِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ" (أفسس2: 4-6).