لقد دَوَّن الإنجيليّون متّى 9: 18 ومرقس 5: 22 ولوقا 8: 41 قصة إحياء المسيح الصبية طَليثا ابنة يايرس. وانفرد لوقا 7: 11-17 بتدوين قصة إحياء ابن أرملة في نايين. وانفرد يوحنا 11: 44 بتدوين قصة إحياء لعازر. لكنّ عددًا مِن "النقاد" قلّل مِن شأن المسيح في إحياء الموتى، على أنّ كُلًّا من النبي إيليا (1ملوك\ 17) وخليفته النبي أَلِيشَع (2ملوك\4) قد أقام ميتا، ممّا في العهد القديم، بل عاش الميت المطروح في قبر أَلِيشَعَ لمّا مَسَّ عِظَامَه (2ملوك 13: 21) فما الفرق ما بين معجزة المسيح وبين معجزات غيره؟ والجواب في رأيي: أربعة فروق؛
الأوّل: أنّ المسيح صنع المعجزات بقوّة سلطانه لأنّ ملء اللاهوت- الله- حالّ فيه (يوحنّا 14: 10 وكولوسّي 2: 9) لم يحلّ الله في إيليّا ولا في غيره.
والثاني: لقد صنع إيليّا- مثالا- المعجزة بقوّة صلاته إلى الله فاستجاب الله لصلاته، لكنّ المسيح لم يُصلِّ إلى الله لكي يصنع معجزة ما ولم ينتظر منه إذنًا ولم يطلب عونا. إنّما كانت أهداف صلاة المسيح ثلاثة: 1أنْ يرى أتباعه علاقته الروحية بأبيه السماوي، بصفته إنسانًا مثلهم- ما عدا الخطيئة. 2توجيه أنظار أتباعه إلى الله- الإله الواحد. 3تعليمهم الصلاة، بطلب مِن أحد تلاميذه، انظر-ي لوقا\11
والثالث: أنّ السيد المسيح أعطى تلاميذه سلطانًا لصنع المعجزات باٌسمه، ما لم يقدر إيليّا ولا غيره، لأنّ سلطان صنع المعجزة من الله. فالمسيح أعطى التلاميذ هذا السلطان بصفته الله الظاهر في الجسد: {وبالإجماع عظيم هو سِرّ التقوى: الله ظهر في الجسد}+ 1تيموثاوس 3: 16 وأيضا: {في البدء كان الكلمة، والكلمة كان عند الله، وكان الكلمة الله}+ يوحنّا 1:1
والرابع بالمناسبة؛ لو كان السيد المسيح حاضِرًا في بَيتَ عَنْيَا لَما استطاع الموت خطف حياة لَعَازر! هذا ما قالت أُختا لَعازر للمسيح (يوحنّا 11: 21 و32) فمَن هو الشخص؛ الذي إذا حضر في مكان ما، يعجز الموت عن خطف روح إنسان في ذلك المكان، إلّا الله؟ لا نبيّ استطاع منع الموت عن إنسان، ولا رسول، سواء أكان إيليا أمْ غيره. والأدلّة على تفوّق سلطان المسيح على الموت هي 1أنّه بنفسه أقام ثلاثة من الموتى، ممّا ذكرت أعلى. 2قام المسيح من الموت على الصليب بقوّة لاهوته في اليوم الثالث. 3إقامة رُسُل المسيح الموتى باٌسمه.
ـــ ـــ
مقوِّمات النقد الأدبي
لقد وضعت "النقاد" المذكورين أعلى بين مزدوجين؛ لأنّ بعضهم في نظري مِن المهرِّجين، إذ افتقرت اعتراضاتهم إلى عدد من مقوّمات النقد الأدبي؛ هي التالي في رأيي:
1أخلاق النقد، فمِثالا: ليس من الأخلاق اقتطاع آية كتابية مِن سياق النصّ لتفسيرها على هوى الناقد، تاركًا الآيات اللاحقة التي فسّرتها، وآراء مفسِّري الكتاب المقدَّس فيها.
2رصانة البحث، فمِثالا: ليس من الحكمة إهمال قراءة الإنجيل واللجوء إلى تبنّي رأي ناقد آخر عنه.
3حُسْن الفهم: على الناقد في جهة، أنْ يتأكّد من سلامة فهمه بأنّ المقصود فيما قرأ "كذا" لا غير. وعليه في جهة مقابلة، أن يتعلّم أصول اللغة التي يكتب بها، فلا يأتي القرّاء بلهجة محلّيّة ما لا تفهم العامّة.
4نظافة الكلمات، فمثالا: ليس من أدب اللياقة إطلاق صفة ما قبيحة على أحد أسفار الكتاب المقدَّس ما لا وجود له في الكتاب نفسه، حَرفيّا وضمنيّا، ولا يجوز إطلاقها على أحد شخصيّات الكتاب أيضا.
5الأدلّة الواضحة، فمثالا: أين الدليل في الكتاب المقدَّس على أنّ "الله ثالث ثلاثة" وأين الدليل على أنّ اسم فلان مذكور في الكتاب المقدَّس أو متنبّأ فيه عن مجيئه؟
6المصادر الموثوق بها، فمثالا من جهة: مَن قال للناقد أنّ كلّ ما سُمِّي "إنجيلا" هو مِن أسفار الكتاب المقدَّس، كيف نَسَبَ جملة ما فيه إلى الإنجيل الرسمي، المعتمد مسيحيّا، ما لا وجود له في الرسمي؟ ومِن جهة أخرى: أين أدلّة "تحريف" الكتاب، أين الكتاب المحرَّف عنه، مَن المُحرِّف؟ والأسئلة كثيرة.
7الحُجّة المُقْنِعة، فمِثالا: مَن قال للناقد أنّ الوارد في كتاب فلان حجّة على الكتاب المقدَّس؟ فليست واحدة من عبارات كتب الدنيا حجّة عليه، أي لا حجّة عليه مِن خارجه.
فلا يستحقّ الواحد مِن هؤلاء صفة الناقد! هذا في وقت أوصى الكتاب المقدَّس بالاستعداد دائمًا لمجاوبة كلّ مَن يسأل (1بطرس 3: 15) أي أنّ الكتاب المقدَّس قابل للتساؤل وللنقد مَعا، وأهله واسِعو الصدر وُدَعَاء عبر التاريخ، وهذه من أسباب انتشاره، ومن أسباب عبور كثيرين من الظلمة إلى النور، ومِنهم بعضُ نقّاده، ومِن أسباب اتخاذ وصاياه قواعد أخلاقية عامّة في دساتير دول العالم المتقدّم. أمّا الكتاب الذي لا يتقبّل صاحبُه النقد فالمكان المناسب له في رأيي: سَلّةُ المُهْمَلات.
وأقول تاليا: كمْ مَنّ عَلَيّ المهرِّجون بأنّهم يؤمنون بالسيد المسيح ويُحِبّونه ويُثنون على معجزاته! لكنْ حتّى هذا الاعتراف، إذْ وصلني منهم، لم يفلحوا فيه أمامي، لأنّ السيد المسيح أتاح حرّيّة الإيمان به للجميع، لم يُرغِّبْ أحدًا في اتّباعه ولم يُرهِبْ- حاشا- إنّما قال: {إنْ أرادَ أحد أن يأتي ورائي، فليُنكر نفسَه ويحملْ صليبَه كلّ يوم ويتبعني}+ لوقا 9: 23 ومتّى 16: 24 ومرقس 8: 34 كما أنّ المسيح لا يقبل مَجْدًا من الناس (يوحنّا 5: 41) فنصيحتي لهم أنْ يفطنوا لثلاث حقائق، بإرشاد الروح القدس:
الأولى أن المعجزات عمومًا مِن خصائص إله الكتاب المقدَّس وحده.
الثانية أنّ إله العهد الجديد- المسيح- هو إله العهد القديم- الله- نفسه.
الثالثة أنّ الكتاب المقدَّس هو كتاب الله الوحيد، بعهديه: الجديد والقديم.
متى أدركوا هذه الثلاث عرفوا الطريق إلى الحقّ ومتى آمَنوا بالمسيح واعتمَدوا يَنالوا الحياة الأبدية.
ـــ ـــ
مواضيع يوحنّا\11
نقرأ في الأصحاح الحادي عشر من إنجيل يوحنّا- حسب ترجمة فان دايك أو حسب الترجمة المشتركة- أنّ السيد المسيح 1-46 يُحيي لعازر بعد مُضيّ أربعة أيام على موته أمام كثير من اليهود القادمين لتعزية مَريم ومَرثا أختَي لعازر، واللافت قولهما للمسيح: {يَا سَيِّدُ، لَو كُنتَ ههُنا لَمْ يَمُتْ أَخِي!} وقول المسيح لمرثا: {25 أنا هو القيامة والحياة، مَن آمَن بي ولو مات فسيحيا 26 وكلّ مَن كان حَيًّا وآمَن بي، فلنْ يموت إلى الأبد} 47 تشاور رؤساء اليهود في قتل يسوع لإيمان كثيرين به 49 نبوءة قَيافا بموت يسوع المسيح بدلًا مِن الأمّة كلِّها.
وفي هذا الأصحاح عدد من الإشارات إلى العهد القديم، إليك أوّلًا الرّئيسيّة:
الإشارة الأولى إلى حزقيال 37: 11-13
هي في قول المسيح لتلاميذه: {15وأنا أفرح لأجلكم إنّي لمْ أكُنْ هناك لتؤمنوا، ولكنْ لِنذهبْ إليه!}+
وفي التفسير المسيحي- بتصرّف:
[إذْ مات لَعَازر وفقد الكلّ الرّجاء في عودته للحياة تحرّك الرّبّ نحوهم ليعلن أنّه رجاء مَن ليس له رجاء، ومُعين مَن ليس له معين. حينما يقول البشر: {يبست عظامنا وهلك رجاؤنا. قد انقطعنا}+ حز 37: 11 يقول السيد الرب: {هأنذا أفتح قبوركم، وأصعدكم من قبوركم يا شعبي... فتعلمون أنّي أنا الرب عند فتحي قبوركم وإصعادي إيّاكم مِن قبوركم يا شعبي}+ حز 37: 12-13
لم يقل السيد المسيح "لنذهب إلى أُختيه لتعزيتهما" بل "إليه" أي إلى لعازر؛ فالموت لا يقدر أنْ يفصل السيد المسيح وكنيسته عن المنتقل- إلى السماء- فيذهب الكلّ إليه بالحبّ ويلتقوا معه كعُضو حيّ في جسد المسيح. لم يقُلْ "أذهب" بل قال "لِنذهَبْ" فيضمّ الكنيسة كلّها معه للالتقاء مع الراقدين.
* يقول القديس أغسطينوس- أوّلا- إنّ إقامة لعازر من الأموات ليس موضوع دهشتنا بل موضوع فرحنا. فليس من المدهش أن ذاك الذي يخلق بقوته أناسا، يأتي بهم إلى العالم، أن يقيم ميتا، لكن المفرح أنه يهبنا القيامة ويُمتّعنا بالخلاص.
* ويقول- تاليا- بين العجائب التي صنع الرَّبُّ يسوعُ المسيح؛ احتلت إقامتُه لعازرَ مِن الموت المقامَ الأوّل في الكرازة.
* وأيضا: بالنسبة لأختَيه هو ميت، أمّا بالنسبة للرب فهو نائم. هو ميت بالنسبة للبشر غير القادرين أن يُقيموه، أمّا الرّبّ فأقامه من القبر بسهولة جدًّا كَمَنْ يوقظ نائما، فبالنسبة لسلطان المسيح أنّه تكلّم مع لعازر كنائم، وأيضًا بالنسبة للآخرين مِن الموتى فأنّ الكتاب المقدس غالبًا ما يتحدّث عنهم كنائمين. وكما يقول الرسول بولس: {ثمّ لا أريد أنْ تجهلوا أيها الأخوة من جهة الراقدين، لكي لا تحزنوا كالباقين الذين لا رجاء لهم}+ 1تسالونيكي 4: 13 لذلك تحدّث عنهم كراقدين أيضا، إذ سبق فأخبرهم عن قيامتهم. وهكذا أنّ الأموات كلّهم راقدون، سواء أكانوا صالحين أمْ أشرارا]- بقلم القمّص تادرس يعقوب ملطي.
وفي تفسير آخر تحت عنوان: رحلة يسوع إلى بَيتَ عَنيا (1) بتصرّف:
[قطْعًا لم يفرح الرب بموت لَعَازر، بل فرح لأنّ إيمان التلاميذ سيتقوّى بعد معاينتهم معجزة إقامة لعازر من الموت، هي أقوى من معجزة منع الموت عن لعازر لو كان الرب موجودًا في بيت عنيا. عِلمًا أنّ العهد الجديد لا يدوّن البتّة على صفحاته عن موت أيّ إنسان في حضور الرب يسوع!
ثم أضاف قائلا: {لتؤمنوا} والرب يسوع هنا ما أشار ضمنيًّا إلى أنّ التلاميذ ما آمنوا به حتى ذلك الحين، إذْ كانوا بالطبع مؤمنين به، لكن المعجزة التي يعاينون في بيت عنيا ستقوّي إيمانهم، لذا حثّهم على الذهاب معه]- بقلم وليم ماكدونالد.
وأقول تعقيبًا على أقوال المفسِّرين هنا وفيما بعد: ما أروع إيمان مرثا ومريم! إذ آمَنَتا أنّ أخاهما لو كان المسيح حاضرًا لَمَا مات! فلقد سبق إيمانُهُما رؤية معجزة عودته إلى الحياة! إذ علِمَت مرثا بمعجزات المسيح وبأنّه ابن الله: {21 يَا سَيِّدُ، لَوْ كُنْتَ ههُنَا لَمْ يَمُتْ أَخِي! 22لكِنِّي الآنَ أيضًا أعلَمُ أَنَّ كُلَّ مَا تَطْلُبُ مِنَ اللهِ يُعْطِيكَ اللهُ إِيَّاه... 27نَعَمْ يَا سَيِّد. أَنا قدْ آمَنْتُ أنّك أنتَ الْمَسِيحُ ابْنُ الله، الآتِي إِلَى العَالَم}+
ولم يكُنْ هيّنًا على اليهودي-ة الاعتراف بأنّ يسوع المسيح {ابن الله} الذي تنبّأ الأنبياء عن مجيئه إلى العالم، لأنّ رؤساء اليهود اعتبروا هذا الاعتراف تجديفًا على الله! فلسببه حُكِمَ على المسيح بالموت، وعانى أتباعه اضطهادًا فيما بعد فتفرّقوا في أرجاء الأرض حتّى اليوم. فعملت مرثا ما بوسعها أمام الرب، ما كان في إمكانها أن تفهم معنى قوله {25 أَنا هُوَ القِيَامةُ والحَيَاة} أي {أنا الله} ولا معنى {ابن الله= المسيح= الله} لأنّ الروح القدس إذْ وَعَدَ المسيح بإرساله في يوحنّا\14 و15 و16 لم يكنْ حالًّا على رُسُل المسيح بعد، إنّما حلّ في اليوم الخمسين بعد صعود المسيح إلى السماء (أعمال الرسل\2) فأدرك يوحنّا- مثالا- أنّ كلمة الله هو الله ذاته {وكان الكلمة الله}+ يوحنّا 1:1 كما قال المسيح: {أنا والآب واحد}+ يوحنّا\10 وقال {الذي رآني فقد رأى الآب... أنّي أنا في الآب والآب فيّ... الآب الحالّ فيّ هو يعمل الأعمال}+ يوحنّا\14
أمّا مريم فرأيناها عند قدَمَي يسوع مصغية له (لوقا 10: 39) وهي التي {اختارت النصيب الصالح الذي لنْ يُنزع منها}+ لوقا 10: 42 وهي هنا {32 خرَّتْ (سَجَدَتْ) عند رجليه، قائلة له: يَا سَيِّد، لَوْ كُنتَ ههُنا لَمْ يَمُتْ أَخِي!} فهذا الإيمان لم يأتِ من فراغ؛ بل يمكن الاستنتاج أنّ كِلتَيهما شاهدة عيان للرب يسوع فيما صنع من معجزات أمامهما مِن قبْل.
وأمّا إيمان التلاميذ، ما قبل رؤيتهم معجزة إقامة لعازر من الموت، فإليك أدلّة عليه مِن إنجيل يوحنّا، حتّى الأصحاح الحادي عشر- موضوع ج11 من السلسلة- لكن مِن البديهي أنّهم لو لم يكونوا مؤمنين به لَمَا رافقوه إلى هذه اللحظة! فمعجزة إحياء لعازر قد صنعها المسيح قبل صَلبه بأيّام معدودة. ولو لم يكونوا مؤمنين به لَمَا استمرّوا شهود عِيان على أقواله وأعماله فيما بعد، حتّى استُشهِدوا مقتولين لمجد اٌسمِه، إلّا يوحنّا الإنجيلي:
شهادة كلّ من أندراوس ونثنائيل في الأصحاح الأوّل بالإضافة إلى شهادة يوحنّا الإنجيلي نفسه.
شهادة سمعان بطرس بصيغة الجمع في يوحنّا 6: 68 و69
مَن أراد-ت المزيد فأنّ سائر الأدلّة في الإنجيل.
ـــ ـــ
لماذا لمْ يُقتَلْ يوحنّا الإنجيلي؟
إذا سُئِلت "لماذا لمْ يُقتَلْ يوحنّا الإنجيلي أسوة بغيره مِن رُسُل المسيح؟" فالجواب في رأيي: لِثلاثة أسباب؛
الأوّل- منطقيّا- لا حُكْمَ بالقتل على مَن يُبَشِّر بخلاص المسيح إلّا في مكان ما اتّخذ منه إبليس سِفارة أو قنصليّة. عِلمًا أنّ سِفارات إبليس قد تمّ اختراقها لأنّ إبليس وممثِّليه أضعف من الصمود أمام قوّة كلمة الله {لأنّ كلمة الله حَيّة وفعّالة وأمضى مِن كلّ سيف ذي حدين، وخارقة إلى مفرق النفس والروح والمفاصل والمِخاخ، ومميّزة أفكار القلب ونيّاته}+ عبرانيّين 4: 12
والثاني- زمنيّا- أنّ المسيح وهو على الصليب قد كلّف يوحنّا الإنجيلي، وهو التلميذ الأقرب إليه، الاعتناء بأمّه- السيدة العذراء- وإعانتها، حسب يوحنّا 19: 26-27
والثالث- واقعيّا- أنّ الروح القدس كان مُزمِعًا أن يُكلِّفَ يوحنّا بكتابة خمسة أسفار (إنجيل يوحنّا، رسائل يوحنّا الثلاث، رؤيا يوحنّا) على رغم تعرّض يوحنّا لاضطهاد الوثنيّين.
ـــ ـــ
وليم ماكدونالد (2) يوبّخ بعض المُهَرِّجين في زمانه
كتب وليم ماكدونالد في تفسير يوحنّا 11: 39 و44 و47 التالي:
[- ثمّة أهمّية بالغة لحقيقة بقاء لعازر أربعة أيام في القبر؛ فهذا ينفي كل احتمال لاعتبار أنه كان نائمًا أو غارقًا في غيبوبة. فاليهود جميعًا عرفوا أنه كان مَيْتا. لذا لم يعد بالإمكان تفسير قيامته إلّا على أساس حصول معجزة عظيمة.
- لنا في وجه لعازر الملفوف بمنديل، برهان إضافي على أنه كان ميتًا فعلا. ذلك لأنّ من المستحيل على أيّ كان أن يعيش أربعة أيام ووجهه ملفوف بمنديل. ثم عاد الرب ليتعاون من جديد مع الشعب عندما أمرهم بضرورة أن يحلّوا لعازر لكي يذهب. فالمسيح يقدر وحده أن يقيم الموتى، لكنه يوكل إلينا مهمّة رفع حجارة المعاثر وحلّ أربطة العصبية والخرافات.
- لقد أجاد رايل (3) عندما كتب: إنّه لإقرار رائع... فإذا كان الفريسيون الذين عاشوا في زمن الرب، الذين أقاموا الدنيا وأقعدوها لمقاومة تقدّمه، لم يتجرأوا قطّ على التشكيك في حقيقة صنعه المعجزات، فإنَّ لَمِن السخافة أن نبدأ اليوم، وبعد انقضاء أزيد من ثمانية عشر قرنا (في زمن الكاتب) على تجسد المسيح، بإنكار صحّة هذه المعجزات] انتهى.