نقرأ في الكتاب المقدس في رسائل بولس الرسول، عن عمل الله المبارك من خلال رسوله المبارك. بولس اختبر عمل الرب بحياته، واختبر نعمة الله المخلصة ليس فقط له بل لجميع الناس.
هذا الاختبار كان واضحًا ايضًا في حياة سمعان بطرس، الذي دعاه الرب يسوع للخدمة، وكيف خلصه الرب واعطاه ان يدعى رسول لمجد الله.
في رسالة بولس الأولى الى اهل كورنثوس 5:3، نقرأ كيف ركز بولس على عمل الله في حياة البشر.
فيقول من هو بولس؟ ومن هو ابلوس؟ خادمان آمنتم بواسطتهما، وكما اعطى الرب لكل واحد، انا غرست وابلوس سقى، لكن الله كان ينمي. وكما يتابع قائلًا اننا نحن عاملان مع الله وانتم فلاحة الله.
كذلك ركز بولس على أمر هام جدًا في العالم الروحي، بأنه لا يستطيع احد ان يضع اساسًا آخر غير الذي وُضِعَ، الذي هو يسوع المسيح.
كل اساس ايمان وكل كرازة، ليست مبنية على صخر الدهور الرب يسوع المسيح سوف يكون مصيرها الفشل! وهذا ما اكده بطرس وبولس ويؤكده كل خادم امين للرب، غير خادع النفوس بأنه يوجد خلاص وحياة بدون يسوع المسيح.
كم مرة حاولنا اقناع اقربائنا واصدقائنا بالايمان الصحيح؟ وهل نجحنا في ذلك دائمًا؟
كما قرأنا ان الله هو الذي دعى كرنيليوس دعوة سماوية، وهو الذي غيره حياته وعائلته، لأن الكتاب يقول ان الله هو الذي سبق فعرفنا ودعانا لملكوته، وكما قال يسوع انا الذي اخترتكم، وليس انتم اخترتموني.
كلنا لنا اشتياق ورغبة شديدة بخلاص احبائنا وعائلاتنا، حتى اننا نتمنى الخلاص "لأعدائنا" ان وُجِدوا، لكن علينا انتظار عمل الرب في القلوب ودعوته هو للنفوس.
كذلك علينا نحن ان نكون حاضرين لكل دعوة واعلان من الرب لكل خدمة، ونعرف جميعًا احتياج الانسان للمحبة الحقيقية، بالقليل من الكلام والكثير من الأعمال، التي تؤيد ايماننا.
فهذا ما نقرأه عن كلام ووعظ بطرس لكرنيليوس وعائلته، في اعمال الرسل 38:10، ان بطرس اعلن وبكل بساطة الايمان بالإسم الذي هو فوق كل اسم، اسم الرب يسوع المسيح، المخلص والسيد والرب، كيف ان الله مسح يسوع بالروح القدس والقوة، الذي جال يصنع خيرًا ويشفي جميع المتسلط عليهم ابليس، لان الله كان معه.
واليوم هو نفس الرب الاله، يسوع المسيح الذي هو امسًا واليوم والى الأبد، يرافق الكنيسة بقوة وعمل الروح القدس للكرازة والخدمة، لكي نعلن اسم يسوع المخلص، الشافي والمحرر العظيم.
رسالة بطرس كانت واضحة جدًا. لكرنيليوس وبيته:
" يسوع الذي قتلوه معلقين اياه على خشبة، هذا اقامه الله في اليوم الثالث".
يتابع بطرس قائلًا ان الله اوصانا ان نكرز للشعب، ونشهد بان هذا هو المُعَيَّن من الله ديانًا للأحياء والأموات، له يشهد جميع الانبياء ان كل من يؤمن به (وفقط به !) ينال غفران الخطايا.
فهل نقبله اليوم مخلصًا وربًا ونهرب من الدينونة القادمة قريبًا على الذي يرفضون الايمان، او سوف نواجهه ديانًا ؟!
بطرس اعلن اسم الرب بقوة، وهذا يذكرنا عندما كرز في بداية خدمته، وكيف خلص ثلاثة آلاف نفس بوعظة واحدة بقوة الروح، وليس بعمل بشري أو حكمة انسانية.
وبينما بطرس كان يتكلم بهذه الأمور حَلَّ الروح القدس على جميع الذين كانوا يسمعون الكلمة.
ما هذا المجد؟ بطرس يعلن اسم يسوع ببساطة الايمان، بيت كامل يتوب ويخلص من دون اي جدال وخصام، أو مماحكة بالكلام!
وليس ذلك فقط، بل ان الروح القدس يحل ليس على واحد او اثنين، بل على الجميع (اعمال 44:10)، واذا افتكرنا اخوتي كم دقيقة فصلت بين بداية بطرس بالتبشير الى حلول الروح القدس ؟ اعتقد دقائق قليلة جدًا.
هذا الأمر ادهش المؤمنين الذين من اهل الختان (اي اليهود المؤمنين بيسوع المسيح) لأن موهبة الروح القدس قد انسكبت على الأمم ايضًا.
فهل نحن نندهش اليوم من عماد الروح القدس؟ هل نطلب عماد وعمل الروح القدس فينا ومن خلالنا، أم ما زلنا نندهش من ذلك أو ربما حتى نرفض ذلك ونعاند؟!
ان حلول الروح القدس لم يتوقف يوم الخمسين، بل استمر الى كرنيليوس وبيته، وما زال رب المجد يسوع يمسح بالروح القدس والقوة، كل من يطلب هذه العطية المباركة، لأن الله لا يعطي الروح بمكيال! وهو يعطي ولا يُعَيِّر.
نسمع كثيرًا من يقول ان الروح القدس يَحِل على كل مؤمن وقت عماده بالماء، ويرفضون كل فكرة او تعليم آخر.
اخوتي، لنتأمل بكل بساطة ما يقوله الكتاب في اعمال الرسل 47:10، ان بيت كرنيليوس بعد ان قبل الكلمة، حل الروح القدس عليهم، وبعدها أمر بطرس بأن يعتمدوا بالماء قائلًا:
"اترى يستطيع أحد ان يمنع الماء حتى لا يعتمد هؤلاء الذين قبلوا الروح القدس كما نحن ايضًا".
انا شخصيًا اختبرت عماد الروح القدس ستة ايام قبل عمادي بالماء، لأن الله يعمل كما يشاء وكيف يشاء، فمن يمنعه؟! ومن يقول له ماذا تفعل؟!
صلاتي ان يمسحنا الله بالروح القدس والقوة، كما مسح يسوع الذي من الناصرة، الذي جال يصنع خيرًا، ويشفي جميع المتسلط عليهم ابليس، لأنه كما كان الله مع يسوع بقوة الروح، فهو معنا اليوم وغدًا لكي نعلن اسم الرب يسوع المسيح، المخلص الوحيد، ونكرز للخليقة كلها ونعمد باسم الآب والابن والروح القدس، لأن الحصاد كثير، والفعلة قليلون.