تحتفل الكنائس الكاثوليكية بعيد "انتقال السيدة العذراء بالجسد والنفس الى السماء" وهذا التعليم هو احتفال كنسي تقليدي اضيف على تعاليم الكنيسة الكاثوليكية ليس من بعيد، وبهذه المناسبة اختار لكم موقع لينجا لمحة تاريخية من دروس تاريخ الكنيسة في هذه العقيدة المضافة من قبل احبائنا الكاثوليك.
كثيرا ما يتهم المسيحييون من الكنائس التقليدية الإنجيليون بإهمالهم للعذراء مريم او عدم ايمانهم بالعذراء مريم وهذا تلفيق كاذب وغير صحيح، ان للعذراء مكانتها واحترامها وقداستها في هذا الفكر. ولم يكن من قبيل الصدفة أن يكتب المصلح مارتن لوثر سنة 1521 تفسيرا لاهوتيا عميقا عن نشيد العذراء (لوقا 1: 46-55).
ولكن هناك عقيدتين أضيفتا لاحقا من قبل الكنيسة الكاثوليكية لوحدها، مما نفى عن هذه الحقائق البعد المسكوني ولذلك لم تقبل هذه الحقائق في الكنائس الأرثوذكسية ورفضت من قبل الكنائس الانجيلية.
العقيدة الأولى هي مقولة: الحبل بلا دنس والتي أعلن عنها البابا بيوس التاسع عام 1854م.
في هذا الإعلان قال البابا. "إننا نعلن ونؤكد ونحدد: أن العقيدة القائلة بأن العذراء مريم الفائقة القداسة حفظت لطخة الخطية الأصلية منذ اللحظة الأولى للحبل بها وذلك بواسطة نعمة وامتياز فريدين من الله الكلي القدرة. هي عقيدة موحاة من الله لذا يجب أن يعتنقها كل المؤمنين بكل ثبات وأمانة.
الحبل بلا دنس إذا هي عقيدة تقول أن العذراء حبل بها بلا دنس أي أن العذراء عندما ولدت لم تعرف الخطية الأصلية، الحديث هنا إذا ليس عن المسيح...وإنما عن ولادة العذراء ذاتها، هنا نتحرك خارج مجال الكتاب المقدس ونكون قد دخلنا عالم الغيب والمهاترات اللاهوتية والتي يرفضها الأرثوذكس والانجيليون معا.
ألعقيدة الثانية غير المسكونية فهي القول بانتقال العذراء إلى السماء بالجسد والنفس والتي كان البابا بيوس الثاني عشر قد أعلن عنها عقيدة إيمانية عام 1950.
"إننا نعلن ونؤكد ونحدد كعقيدة موحاه من الله/ إن أم الله الطاهرة مريم الدائمة البتولية بعد حياتها على الأرض انتقلت بالجسد والنفس إلى مجد السماء." ويحتفل بهذا العيد في دورة الجسد....والجسد هنا يعود إلى جسد العذراء التي انتقلت به إلى السماء....
هذه العقيدة هي أيضا عقيدة غير مسكونية.....لم تقبلها الكنيسة الأرثوذكسية ورفضتها الكنيسة الانجيلية.
ما تقوله هذه العقيدة هو أن العذراء لا تحتاج إلى أن تنتظر قيامة الأموات في اليوم الأخير، بل قد انتقلت بالجسد إلى السماء وهي حية هناك ولذلك تستطيع أن تشفع بالمؤمنين.
هذه الحقيقة مهمة لشفاعة العذراء في الفكر الكاثوليكي ولكنها تنافي الفكر الانجيلي تماما لأنها تتمسك بالعقيدة التي تقول أن لنا شفيعا واحدا ووسيطا واحدا بين الله والإنسان يسوع المسيح، ويسوع المسيح وحده لا شريك له.
لذلك كتب المصلح الكبيرمارثن لوثر كتابا مهما عن ترنيمة العذراء: تعظم نفسي الرب. ...رأى في العذراء مثالا يحتذى به للكنيسة برمتها، مثالا على النعمة التي لا يستحقها الإنسان ولكنه يقبلها بالشكر والحمد والعرفان.
وسماها المصلح كالفن: معلمتنا واعتبرها مثالا فريدا للتلمذة، أما السويسري سفنجلي فقال أننا لا نكرم العذراء بالشموع والبخور والأغاني فهي لا تحتاج إلى كنوزنا ولا حتى لتدشين كنائس على اسمها بل هي تريد أن تكرم وتمدح في نساء هذا العالم وبناته. نكرمها بإعطاء المال الذي نصرفه على الشموع من أجل الحفاظ على كرامة النساء والفتيات الفقيرات واللواتي شوه الفقر جمالهن.
إذا اتفق المصلحون جميعا على تكريم العذراء، ولكنهم اتفقوا أيضا على عدم قبول شفاعة العذراء لأسباب ثلاثة:
لأنها تناقض تعاليم الكتاب المقدس
لأنها تناقض مبدأ الخلاص بالنعمة والإيمان
لأنها تناقض مبدأ شفاعة المسيح الوحيدة.
ان مريم العذراء مكرمة في قلب كل مؤمن انجيلي فنحن نقول وبكل فخر ان وجد احد على هذه المسكونه عمل بأقوال العذراء مريم فهم الأنجيليون فهي علمتنا في عرس قانا الجليل ان نسمع للمسيح "مهما قال لكم فافعلوا."