يهوآحاز - الملك الذي طلب الله عندما تعرض للتجارب
إن عددًا كبيرًا من الناس يصلّون فقط عندما تحيط بهم التجارب. فهم ينسون الله في اليسر، ويطلبونه بشدة عندما يظلم جو الحياة. وهكذا تتفاضل نعمة الله حتى أنه يستجيب لصلوات يهوآحاز الحارة، وهو ملك آخر من ملوك اسرائيل، حكم لمدة 17 سنة، وقد صلى عندما أحاطت به المتاعب.
ويمكن ان نسرد قصة الملك بإيجاز. عندما خلف أباه ياهو، وجد يهوآحاز شعبًا بائسًا ذليلاً، فقد الكثير من الأراضي في الحروب مع ملك سوريا، حزائيل (2 مل 10: 32-33). وعانت اسرائيل ايضا من عداوة دمشق المستمرة (2 مل 13: 3-4)، بالاضافة لذلك، كانت إسرائيل في مواجهة ضد عداوة مملكة يهوذا المجاورة لأي فرد من بيت ياهو.
وخلال حكم يهوآحاز، لم يكن خاضعًا فقط لحزائيل الذي أجبره على تقليص عدد جيوشه ودفع الجزية، إلا أن ظلمًا بينِّا وقع عليه من بنهدد، الذي جعل اسرائيل، "كالتراب للدوس" وبالاضافة لذلك كانت هناك خطية يهوآحاز نفسه، التي جلبت على اسرائيل غضب الرب أكثر مما كان في وقت ياهو. استمر يهوآحاز في عبادة الأوثان التي كانت في عصر والده، وهي عبادة العجل في بيت إيل ودان. وأحيا أيضا عبادة عشيرة حول السواري، وهي نوع من الوثنية الكنعانية التي أدخلها آخاب (1 مل 16: 33).
عندما لحقت المصائب الملك "تضرع الى وجه الرب فسمع له الرب"، انحنى يهوآحاز أمام الرب ومزّق ثيابه، علامة على التذلل في الكتاب المقدس. "سمعت صلاة الملك في الضيق، وأشفق الرب على إسرائيل بغض النظر عن الامتيازات التي كانت لهم، ووعدهم بالخلاص" (2 مل 13: 5). ولكن على الرغم أن صلاة الملك لم تقابل باستجابة فورية، الا انها لم تكن عديمة الفائدة نهائيا. في أحيان كثيرة تأتي استجابة الصلاة عندما يكون السائل قد مات وانتهى. لقد جاء "المخلص" الموعود به في شخص يوآش خليفة يهوآحاز، الذي أنقذ المملكة، وأعاد تدبير شئونها.
الدرس الذي نتعلمه من يهوآحاز أنه كلما زاد الانغماس في الخطية، أصبح الحساب الختامي عسيرًا، وتبع ذلك تراكم كبير للذنب (خر 20: 5). ولا شك أن اليشع الذي امتدت خدمته طوال مدة حكم يهوآحاز كان له تأثير كبير.