لبنان في الكتاب المقدس، التاريخ والنبوات

ماذا يقول الكتاب المقدس عن لبنان؟ وما هي المراحل التي مر فيها هذا البلد حتى اصبح ما هو عليه الآن.
01 مارس - 06:37 بتوقيت القدس
لبنان في الكتاب المقدس، التاريخ والنبوات

"افتح أبوابك يا لبنان فتأكل النّار أرزك . ولول يا سرو لأنّ الأرز سقط لأنّ الأعزّاء قد خربوا ولول يا بلّوط باشان لأنّ الوعر المنيع قد هبط" (زك 11 : 1 – 3).

اكثر المرات المذكور فيها لبنان في الكتاب المقدس مذكور "كجبل لبنان" لكن في مواضع بسيطة نجد الله يتكلم للبنان كبلد، كوحدة سياسية، كوطن. 

عادة الشعب هم الغنم /الشعب العام هم الرعية، والكتاب المقدس يتكلم عن لبنان كبلد فيه رعية وفيه شعب، ويتكلم عن مالكيهم الذين يأخذون القرارات ويحددون المصير النهائي للبلد، وفي لبنان ممكن ان نقول انهم السياسيون.

الرعاة هم القواد الروحيين، فالله يتكلم هنا للبنان كبلد وكوطن وكهيئة سياسية موجودة وقائمة.

إليك هذه الآيات عن لبنان والتي هي من اعظم واعجب اعداد الكتاب المقدس عن هذا البلد. 

"هكذا قال الرّبّ إلهي ارع غنم الذبح الّذين يذبحهم مالكوهم ولا يأثمون وبائعوهم يقولون مبارك الرّبّ قد استغنيت ورعاتهم لا يشفقون عليهم . لأنّي لا أشفق بعد على سكّان الأرض يقول الرّبّ بل هأنذا مسلّم الإنسان كلّ رجل ليد قريبه وليد ملكه فيضربون الأرض ولا أنقذ من يدهم" (زك 11 : 4 – 6). 

إذا درست التاريخ ستجد انه لم يكن هناك زمن او فترة كان فيها بلد اسمه لبنان. لبنان ولد في ٢٢ تشرين الثاني/ نوڤمبر سنة ١٩٤٣، بمعنى آخر الله ذكر لبنان كوطن من ٢٦٠٠ سنة قبل ولادة لبنان. 

في اي كتاب تاريخ محترم ستجد انه هناك اتفاق مع الكتاب المقدس الذي يقول انه من ٣٠٠٠ سنة قبل المسيح لغاية سنة ٦٤ قبل المسيح كان يوجد فقط جبل لبنان، وجبل لبنان لم يكن مسكونا بالبشر او بالسكان ، سكان جبل لبنان من ٣٠٠٠ سنة قبل الميلاد ولغاية ٦٦٦ بعد الميلاد كانت الحيوانات المفترسة تسكنه، لكن بعد ٦٦٦ بعد الميلاد جاءوا من سميو بالجراجمة الذين فيما بعد تمردوا على حاكميهم فسموهم المردة وبعدها سنة ١١٠٠ جاء مار مارون وحولهم للكثلكة فسموهم الموارنة.

البلد الذي نسميه اليوم لبنان كان مقسوما لثلاث ممالك مملكة صور، مملكة صيدون (صيدا)، مملكة جبيل، وكل مملكة كان عليها ملك كل مملكة كانت مستقلة لها ملكها، جيشها، وديانتها. 

يذكر الكتاب المقدس انه عندما كان سليمان يشرع في بناء الهيكل ذهب الى حيرام ملك صور ليجلب الخشب، وآخاب عندما تزوج ذهب الى ملك صيدون وتزوج ابنته. فلم يكن هناك شيء اسمه لبنان. وفي سنة ٦٤ جاء الرومان واحتلوا الممالك وقسموا المنطقة كلها الى قسمين/ مستعمرتين، القسم الشمالي مستعمرة سوريا والقسم الجنوبي ضموه لمستعمرة عكا، واستمر هذا الانقسام تحت كل من الرومان، البيزنطيين، العرب وحتى عندما جاء الصليبيون والمماليك ظل الأمر نفسه قائما. بعدها جاء الاتراك سنة ١٥١٦وكانت لبنان تسمى سوريا او ضمن نطاق سوريا.

من كل هذا نفهم ان الكتاب المقدس العظيم تنبأ عن تأسيس لبنان كدولة بحوالي ال ٢٦٠٠ سنة قبلما يُعلن لبنان كدولة في سنة ١٩٤٣.

 عندما وقعت الحرب العالمية الاولى كان المسيحيون قد ضجروا من الاتراك ومعاملتهم لهم كمواطنين درجة ثانية وقالوا نريد بلد خاص بنا. في ذلك الوقت ايضا كان العرب قد تواصلوا مع الحلفاء وقالوا لهم نحن سنساعدكم بشرط ان تعتقونا من حكم الاتراك، وافق الحلفاء لكن فرنسا قالت انها ستعطي الاستقلال للعرب ما عدا هذه القطعة الصغيرة غرب مدينة دمشق لتعمل بلد خاص حيث يكون فيه الاكثرية مسيحية.

فرنسا عندما اخذت سوريا فصلت جبل لبنان وضمته الى الساحل وسمته لبنان الكبير وظل هذا الاسم لغاية سنة ١٩٤٣ عندما نال لبنان استقلاله، في ذلك الوقت تم تغيير الدستور وجعلوا الاسم لبنان بدلا من لبنان الكبير، ولاول مرة في التاريخ يظهر على مسرح التاريخ بلد اسمه لبنان.

"اِفْتَحْ أَبْوَابَكَ يَا لُبْنَانُ، فَتَأْكُلَ النَّارُ أَرْزَكَ." (زك 11: 1). اخوتي أليس هذا ما حدث في لبنان فأكلت نيران الطّائفيّة الأرز العالي. ذهب التّقدم وذهب الرّقيّ وذهبت سمعة لبنان العالية والّتي كانت معروفة للعالم . أين شموخه كالأرز؟ لقد هبط لبنان وكلّ ذلك بسبب الشّرّ والفساد [1] وابتعاد اللبنانيين عن الكتاب المقدس. فتمّ الاقتتال الطّائفيّ المدمّر .. فالرّعاة يمكن ان نقول  هم رؤساء الطّوائف (أو زعماء الاحزاب) وغنم الذّبح هم المسيحيّون الّذين ذبحتهم الخطيّة . ومالكوهم وبائعوهم هم المسؤولون الّذين استغلّوا الدّين للسياسة. فالأهل يتخاصمون ويتقاتلون اضافة للآخرين والرّبّ لا ينقذ أحداً من الآخر ولا من الطّوائف الأخرى.

فالبيت الواحد في لبنان أثناء محنته في الحرب الاهلية كان منقسماً  بعضه على بعض هذا مع الحزب الفلاني يقاتل أخاه مع الحزب الآخر اضافة للآخرين. 

مسيحيو لبنان الرب حفظهم من أجل اسمه وسمح بالظّروف المرّة الّتي حدثت ليظهر عدله لا نعمته بسبب ابتعادهم عنه لعلّهم يرجعون إليه. ومناداتهم إنّنا مسيحيّون والحقيقة هم مسيحيّون اسما لا فعلا.

من جهة اخرى غنم الذّبح ممكن ان تعني المسيحيّين غير التّائبين . والرّعاة الثلاثة ممكن ان يشيروا بطريقة ما الى الطّوائف المسيحيّة (الأرثوذكس – الإنجيليّون – الكاثوليك) ورد في الكتاب : " فرعيت غنم الذّبح لكنّهم أذلّ الغنم وأخذت لنفسي عصوين فسمّيت الواحدة نعمة وسميت الأخرى حبالا ورعيت الغنم. وأبدت الرّعاة الثلاثة في شهر واحد وضاقت نفسي بهم وكرهتني أيضا نفسهم . فقلت لا أرعاكم من يمت فليمت ومن يبد فليبد والبقيّة فليأكل بعضها لحم بعض " (زك 11 : 7 – 9).

فهل سيتقسم لبنان في النهاية وتتحقق النبوة الآتية: 

خَجِلَ لُبْنَانُ وَتَلِفَ. صَارَ شَارُونُ كَالْبَادِيَةِ. نُثِرَ بَاشَانُ وَكَرْمَلُ." (اش ٣٣: ٩).
 

[1] يقول عطا ميخائيل في كتابه اهرب من الغضب الآتي الفصل 11 عن لبنان (90 %) من أصحاب الملاهي والبارات والكباريهات وأندية القمار هم من المدعوين مسيحيين، إنه شيء مخز للغاية... قبل الحرب الأهلية كان في لبنان كازينو واحد... بعد الحرب أصبح عدد الكازينوات يفوق أو يعادل عدد كازينوات لاس فيغاس!!! ويتابع بدلاً من أن تفوح منا كمسيحيين رائحة المسيح الذكية، فاحت رائحة كل شيء عداها، فأبدعنا بنشر تعاليم السكر والعربدة والفحش على أنواعه فوصلنا إلى ما نحن عليه اليوم.

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا