أبداً!! فالكتاب المقدس يعلن بوضوح عن وحدانية الله، ومن لا يؤمن بإله واحد لا يمكن أن يكون مسيحياً. اسمع تعبير الكلمة المقدسة عن وحدانية الله.
*هناك إله واحد: "أنت تؤمن أن الله واحد . حسناً تفعل". (يع19:2).
*ليس إله غيره: "أنا الرب وليس آخر. لا إله سواي". (أش5:45).
*ليس قبله ولا بعده: "قبلي لم يصور إله و بعدي لا يكون". (أش9:46،10:43).
*هو المهيمن على الكل وفي كل مكان: "الرب هو الإله في السماء من فوق وعلى الأرض من أسفل ليس سواه". (تث39:4، أش24:44).
وحدانية الله جامعة مانعة، جامعة بمعنى أنها تحوي كل ما هو لازم لوجود صفاته الإلهية، فهو من الأزل وإلى الأبد محب، سميع، كليم، ناظر، إلى ما هناك من الصفات الضرورية. لكن وحدانية الله أيضا مانعةٌ لكل ما عداه، أي أن ليس له شريكٌ ولا احتياج الى شئٍ أو شخصٍ آخر.
بيد أن استخدام المسيحين لكلمة "الأقانيم" دفعت البعض إلى اتهامهم باطلاً بعبادة ثلاثة آلهة. الأقنوم: كلمة سريانية أصطلح عليها المسيحيون منذ بداية المسيحية تقال عما يتميز عن غيره مع عدم الانفصال أو الاستقلال.
الآب هو الله والابن هو الله والروح هو الله لكنهم ليسو ثلاثة آلهة بل إله واحد ، ذات واحدة ، جوهر واحد، لاهوت واحد. و إن شبهنا ذلك بأساسيات الحساب فنحن لا نقول هنا 1+1+1=3 وإنما 1×1×1=1.
إن لكل أقنومٍ تميزًا عن الأقنومين الآخرين، لكنه غير منفصل عنهما، وهكذا فإن صفات الله ظاهرة وأعماله قائمة بين أقانيم اللاهوت من الأزل وإلى الأبد بغض النظر عن وجود خليقته (أي أنه مكتفٍ في ذاته بذاته).
وعلينا أن ننتبه في عرضنا لموضوع الثالوث الأقدس، فلا شك أن وحدانية الله في الأقانيم الثلاثة تفوق عقولنا، وإدراكنا لأننا محدودون بينما الله غير محدود. إن مجرد محاولتنا لاستيعاب ذلك عقلياً لهو أشبه بنقل مياه البحر إلى حفرةٍ كما في قصة القديس أوغسطينوس الشهيرة، لذلك فعلينا أن نقبل ذلك بالإيمان.
إنها ثلاثة أقانيم متحدة بغير امتزاج ومتميزة دونما انفصال، كل منهما له صفات وأعمال الله فكل أقنوم هو الله، الخالق القدوس كلي العلم، غير المحدود.
يمكن أيضا ملاحظة الأقانيم في تغير صيغة الكلام في الأصل العبري من الجمع إلى المفرد وبالعكس، الآيات التالية تظهر بوضوح الوحدانية مع تعددّ الأقانيم:
"في البدء خلق (بالمفرد) الله (إلوهيم بالجمع) السموات والأرض". ثم يقول "نعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا".. (تم 1:1 ، 26) وأيضا "كرسيك (بالمفرد) يا الله (بالجمع) إلى دهر الدهور: (مز 6:45 ، عب 1:8 ) "ثم سمعت صوت السيد قائلاً: من أرسل (بالمفرد) ومن يذهب من أجلنا (بالجمع)". (اش 8:6).
قد تسأل: هل نستطيع أن نميز الأقانيم الثلاثة في العهد القديم؟
اسمع كلام الابن بروح النبؤة قائلاً: "والآن السيد الرب (الآب) أرسلني (الابن) وروحه (القدوس)" (إش 48: 16) فها هي الأقانيم الثلاثة مجتمعة.
وإذا نرى أن الجزء القديم مليء بالإشارات إلى الأقانيم ، نجد في العهد الجديد الصورة واضحة ومكشوفة. ففي معمودية يسوع انفتحت السموات، والروح القدس ظهر عليه مثل حمامة، وسمع صوت الآب قائلاً: "هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت" (مت 16:3 ،17 ) فهو إعلان صريح عن حقيقة الثالوث الأقدس. وقد ذكر يسوع الثالوث قبيل صعوده بقوله: "تلمذو جميع الأمم وعمدوهم باسم (وليس بأسماء) الآب والابن والروح القدس" ومعظمنا يعرف البركة الشهيرة: "نعمة ربنا يسوع المسيح ومحبة الله وشركة الروح القدس مع جميعكم، آمين". (مت 28:19، 2كو 14:13).
مراجع:
متى بهنام . أقانيم اللاهوت الثلاثة ولاهوت الابن . مكتبة الأخوة 1962
عوض سمعان. الله ، ذاته و نوع وحدانيته. مكتبة الأخوة 2000
برسوم ميخائيل . يهوه. مكتبة الأخوة 1986