جهنم في العقيدة المسيحية واليهودية
جهنم كلمة مشتقة من التسمية العبرية اليهودية (جي هنوم) أو وادي الموت.
هو واد عميق يقع خارج اسوار اورشليم في أرض إسرائيل ايام حكم الملوك القدماء للأمة اليهودية.
كان يهود إسرائيل يعبدون الأصنام وآلهة وثنية قبل النبي موسى، وكانوا يرمون في هذا الوادي النفايات والحيوانات النافقة وجثث الموتى من اليهود وجثث المجرمين. فكان مكبًّا للنفايات بأنواعها. ويحرقون الجثث والنفايات في ذلك الوادي حيث تبقى النيران مشتعلة فيه والدخان والروائح الكريهة تتصاعد منه.
كان يهود بني إسرائيل ايام الوثنية وعبادة الآلهة يلقون بأطفالهم الصغار في نيران وادي جي هنوم كأضحية وذبائح تقربهم من الآلهة لترضى عنهم.
استعار الكتاب المقدس اسم جي هنوم وترجمت للعربية باسم جهنّم واستخدم الاسم لفظ مجازي للتعبير عن العذاب الأبدي الذي يواجهه الخطاة والأشرار وعابدي الأوثان ومن عصَى الله وتمرّد على وصاياه وتعاليمه.
عبَّر يسوع المسيح لهُ المجد عن وادي جهنّم بتعبير بحيرة النار والكبريت التي ستكون المصير الأبدي ومقر غير المؤمنين بالله. حيث يتعذبون بنار لا تُطفأ ودود لا يموت. كما يُسمّي الكتاب المقدس جهنم بموضع اللعنة والهلاك.
دان الله ممارسة بني إسرائيل إلقاء اولادهم وبناتهم الصغار في نيران وادي جهنم تقربا للآلهة الوثنية وذبيحة مقدسة لهم في كلام النبي ارميا التوراة إصحاح 7:30 قائلا : "قال الرب: "بنو يهوذا فعلوا الشر أمام عينيّ، فنصبوا أصنامهم الرجسة في البيت الذي دعي باسمي لينجّسوه. وبنوا مشارف توفة التي في وادي هنوم (جي هنوم) ليحرقوا بنيهم وبناتهم بالنار. وأنا ما أمرت بذلك ولا خطر ببالي. لذلك تجيء أيام يقول الرب لا يُقال فيها توفة ولا وادي ابن هنوم بل وادي القتل ويدفنون فيها موتاهم، فلا يبقى موضعا. وتصير جثث هذا الشعب مأكلا لطيور السماء وبهائم الأرض ولا من يزجرها."
وقال الرب: "فلذلك سينصب غضبي وغيظي على هذا الموضع فيتّقد ولا ينطفئ“.
وقال إن وادي هنوم (جهنم) سيصير مكانا لإلقاء الجثث وليس لتعذيب الضحايا الأحياء".
في المسيحية نؤمن بأن الأجساد البشرية تتحلل بعد الموت ومفارقة الروح وتعود الأجساد إلى التراب الذي خلقت منه، وهي المادة التي صنع منها الرب جسم آدم أبو البشرية كلها. أما الروح التي استودعها الله كنسمة حياة في أجساد البشر فلا تموت لأنها عطية الله ومن انفاسه. بل تبقى خالدة وستنتظر يوم الحساب وما بعده حيث يفرز الديان الأبرار عن يمينه والأشرار عن يساره ويقول للأبرار: تعالوا يا مباركي أبي رثوا الملك المُعد لكم منذ إنشاء العالم. ويقول للأشرار: اذهبوا عني يا ملاعين للنار الأبدية المعدة لكم ولإبليس، فتذهب أرواح البشر للمصير الأبدي كل حسب استحقاقه وليس الأجساد التي فنت وتحللت، لأن في السماء وملكوت الله لا توجد مادة ولا أجساد بشرية، بل يكونون ارواحا نورانية كملائكة الله.
جهنم في عقيدة الإسلام
أخذ القرآن اسم جهنم من التعبير اليهودي (جي هنوم) أو/و حولها إلى جهنم وهي وادي لحرق الجثث في اورشليم. كما اقتبس الكثير من الأسماء وقصص الأنبياء من التوراة والإنجيل وادخلت في القرآن على أنها وحي من الله.
في الإسلام بعد موت الإنسان وإيداع جسده القبر يبدأ الحساب الفوري، فإن كان المتوفى بارا صالحا مؤمنا بربه ونبيه وكتابه، يأتيه ملكان منكر ونكير ويمتحنانه بثلاث أسئلة: من هو ربك وما هو دينك ومن هو نبيك؟ فإن أجاب الميت ربي الله وديني الإسلام ونبيّ محمد. قالوا له صدقت، فينجح في الامتحان الأولي.
وإن فشل في الإمتحان وكان صاحب القبر شريرًا غير مؤمن وغير تائب عن خطاياه وذنوبه، يبدأ معه عذاب القبر ويشمل: ضربة بمطراق حديدية على رأسه؛ تسليط الحيّات والعقارب عليه لتنهش لحمه؛ رض رأس الميت بحجر، أو شق شدقه. ويضيق القبر على صدره فيقطع أنفاسه بالرغم انه ميت ولا يحس بشيء ولا أنفاس لديه! هذا أول الغيث والحساب الشديد في الآخرة. واخيرًا يأتيه الثعبان الأقرع الذي ينهش لحمه ويمزق جسده بأنيابه عقابا له على ما فعل في حياته من شر.
يتعمد شيوخ المسلمين ورجال الدين تخويف المسلمين بهذه الحكايات المرعبة كي يلتزموا بالإسلام وتعاليمه ويطبقوا شريعته ويحفظوا القرآن والأحاديث النبوية ويجعلوها هداية لهم في حياتهم. وهي حكايات خرافية لا أساس لها في العقل والمنطق.
من كان مجموعَهُ السنوي في امتحان الحياة جيدا وكان مؤمنا، سينتقل إلى الجنة التي وعدها الله للمؤمنين. حيث يجد فيها البساتين العامرة وأشجار الفواكه المثمرة وانهار الخمر واللبن والعسل التي تجري من تحتها شهية للناظرين ويستلذ بلحم طير مما يشتهون. كما يجد المسلم في الجنة اثنتين وسبعين حورية بإنتظاره ترحب به بين احضانها وكواعبها (اثدائها) العالية، كأنها اللؤلؤ المكنون ويرى جمالا وحسنا لم يخطر على بال بشر.
متكئون على الأرائك في بيوت من زمرد وياقوت لا شغل لهم هناك سوى افتضاض الأبكار على ضفاف الأنهار والملائكة تعزف لهم على الأوتار. يختار المسلم هناك ما يشاء من حور العين فهن كثر، ويطوف عليهم ولدان صغار مخلدون كالؤلؤ المنثور حاملين معهم كؤوسا من معين فيها خمر لذة للشاربين. وهم لا يصدعون ولا ينزفون! فبأي آلاء ربكم تكذبون؟
اما من لم يؤمن بربه ونبيه ودينه وعمل الشر في حياته ولم يتب، سيسقط من فوق الصراط المستقيم في يوم النشور والبعث، ويهوى إلى جهنم وبئس المصير.
فما هي جهنم الإسلامية؟
لقد وصف نبي الإسلام نار جهنم وحرارتها فقال: (نارُكم جزءٌ من سبعينَ جزءاً من نارِ جهنَّمَ، قيل: يا رسولَ اللهِ، إن كانتْ لكافيةً، قال: فُضِّلَتْ عليهنَّ بتسعةٍ وستينَ جزءاً، كلُّهنَّ مثلُ حَرِّها).
(وأمّا طعام وشراب جهنّم فهو الضّريع والزّقوم حيث لا يشبع آكله ولا يغنيه عن شيء من جوعه، ويغصّ فيه إذا أكله ويستغيث ليشرب ما يعينه على الأكل فيُرفع إليه المُهْل والحميم، فإذا وصلت الماء وجهه حرقته من شدّة الحرارة، فإذا شربها قُطّعت أوصاله).
في جهنم الإسلامية يحترق جلد الإنسان وتستبدل جلود نزلاء الجحيم كلما نضجت من حرارة النيران بجلود جديدة. وصف محمد نبي الإسلام ما شاهده في جهنم عند رحلة المعراج إلى السماء السابعة، حيث أحب أن يطّلع على ما يجري هناك من وسائل التعذيب للبشر فقال: رأيت أكثر أهل النار من النساء! وجدهن معلقات من أثدائهن ومن أجفانها ونساء يصب الحميم في أفواههن ويخرج من أدبارهن. ولم يذكر أنه شاهد رجلا هناك!
والنّار تكون مغلقة على الكافرين بحيث لا يستطيعون الخروج منها مهما طال العمر وتوالت السّنين.
اسماء جهنم وطبقاته حسب القرآن:
1- الهاوية: (وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ* فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ* وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ* نَارٌ حَامِيَةٌ)
2- اللظى: (كَلَّا إِنَّهَا لَظَى نَزَّاعَةً لِلشَّوَى)
3- الحطمة: (كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ* وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ* نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ)
4 - الجحيم: (فَأَمَّا مَنْ طَغَى* وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا* فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى)
5 - جهنم: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ)
6 - سقر: (سَأُصْلِيهِ سَقَرَ* وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ* لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ* لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ)
7 - السعير: (فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقًا لِأَصْحَابِ السَّعِيرِ)
8 - سجين: (كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ* وَمَا أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ* كِتَابٌ مَرْقُومٌ)،
يقول نبي الإسلام : يعلق الإنسان في جهنم من أجزاء جسده كالخروف في المسلخ ينزع جلده ويشوى بالنار!
نتسائل: بعد كل هذا الوصف هل سيكون الإنسان يوم القيامة والحساب امام الله بشحمه ولحمه وعظامه في علم الروحانيات السماوية؟
إن كان كذلك فلماذا ملائكة الله ارواح بلا أجساد مادية في ملكوت الله؟
ولماذا الشياطين والاباليس مخلوقون من أرواح بلا مادة ملموسة؟
ولماذا جنة المسلمين فيها ملذات جنسية وأكل طعام وشرب خمر؟
هل كل ما هو محرم على المسلم على الأرض يكون حلالا في السماء؟
لماذا أخذ القرآن اسم جهنم من التسمية اليهودية جي هنوم؟ وهو وادي الموت والقتل والجثث في اسرائيل؟