المسلمون لديهم شكوك كثيرة عن المسيحية ، لأن كتابهم متناقض في موقفه من المسيحية وأهل الكتاب تارة يمدحهم وأخرى يسبهم ويكفرهم. ترك القرآن المسلمين في حيرة لا يعرفون هل كتابهم المقدس هو هدى ونور كما وصفه القرآن، وهل المسيحيون مؤمنون موحدون أم هم مشركون وكفار؟ أم هم يتبعون كتابا محرفا كما يدعي شيوخ الكذب والدجل الذين أضلوا اتباعهم بالكذب والوهم .
نعرض في هذا المقال بعض اسئلة المسلمين وردّنا كمسيحيين عليها توضيحا للحقيقة الغائبة عنهم بما يجهلونه عن المسيحية .
المسلم يسأل : هل المسيح في العقيدة المسيحية هو ابن الله أم ابن الإنسان ؟
المسيحي يجيب : إن أول من أطلق على يسوع المسيح لقب ابن الله هو رئيس ملائكة الله جبرائيل، وقبل تجسد كلمة الله في أحشاء مريم وأثناء تقديمه للبشارة لها . حيث قال الملاك جبرائيل لمريم :
«اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ، وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ، فَلِذلِكَ أَيْضًا الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ."
كلمة قدوس لا تُطلق إلا على الله . لماذا أطلقها الملاك المرسل من الله على يسوع المسيح وقبل ولادته ؟ ألا يدل لك ايها الإنسان العاقل والمفكر شيئا ما غير عادي ؟ ولماذا قال عن المسيح أنه يدعى أبن الله لو لم يكن كذلك ؟ لكن الأبن هنا لا يعني (الولد) المولود من اتحاد جنسي بتناسل بشري طبيعي بل من ولادة روحية فقط . لأن الحمل تم باتحاد روح الله القدوس بأحشاء مريم الطاهرة . فأنا أدعى ابن العراق ولست ولد العراق، وليس العراق أبي بالولادة التناسلية . افهموا المعنى !
كان المسيح يقول عن نفسه أنه ابن الله في تعاليمه للناس . ويقول للناس ابي ارسلني وانا اعمل اعمال ابي . بعدما خلق السيد المسيح للرجل المولود أعمى (بلا عيون) من بطن أمه، عيونا خلقها من تراب الأرض وأبصر بها، التقى به بعد المعجزة وسأله : " أتؤمن بابن الله ؟" أجاب الرجل : " من هو يا سيد لأؤمن به ؟ قال له المسيح : " الذي يكلمك هو هو " …. المسيح هنا قال عن نفسه أنه (ابن الله) . وليس ولد الله ، لأنه ابن الله بالروح القدس وليس بالتناسل البشري. ونسأل الأخوة المسلمين لماذا سمى القرآن المسيح [ابن مريم] نسبه لأمه فقط وهو الانسان الوحيد المنسوب لأمه.... الجواب : لأنه منسوب الى الله بالروح وهو ابوه روحيا . وقد خرج المسيح من عند الله ونزل من السماء وصار إنسانا وحل بيننا ليرينا مجد الله الآب بشخصه المبارك .
قَالَ السيد المسيح لتلاميذه : «وَأَنْتُمْ، مَنْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا؟»
فَأَجَابَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ وَقَالَ: «أَنْتَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ الْحَيِّ!». ولم يعترض السيد المسيح على كلامه .
ابن الله، كلمة تدل على انتساب السيد المسيح إلى الله بالروح وليس الولادة بالجسد من صاحبة كما يشوه بعض الشيوخ هذا المعنى لجهلهم . الله غني عن البشر فهو خالقهم اجمعين . (إنما المسيح هو كلمة الله وروح منه ). ألا تفقهون ؟
كما تحدث المسيح كثيرا عن نفسه أنه ابن الإنسان أيضا عندما قال :
" فَإِنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ سَوْفَ يَأْتِي فِي مَجْدِ أَبِيهِ مَعَ مَلاَئِكَتِهِ، وَحِينَئِذٍ يُجَازِي كُلَّ وَاحِدٍ حَسَبَ عَمَلِهِ." إنجيل متى 16-17
" اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مِنَ الْقِيَامِ ههُنَا قَوْمًا لاَ يَذُوقُونَ الْمَوْتَ حَتَّى يَرَوُا ابْنَ الإِنْسَانِ آتِيًا فِي مَلَكُوتِهِ" متى 16- 18
السيد المسيح له طبيعتين لاهوتية و ناسوتية، أي أنه يملك روح الله حالّا ومتحدا بجسده البشري وينطق باسم الله لأنه كلمة الله المتجسد بإنسان . عَملَ المسيح كل أعمال الله في الخلق وعلِمَ الغيب وشفى المرضى واحيى الموتى وسيطرَ على الطبيعة . هذه الأعمال لا يمكن لبشر ولا أي نبي أن يعملها، لأنهم بشر فقط ولا يمثلون لاهوت (الوهية) الله .
المسلم يسأل : إن كنتم تؤمنون أن المسيح هو الله متجسدا. فمن كان يتحكم بالكون عندما مات المسيح ورقد بالقبر ثلاث ايام ؟
المسيحي يجيب : الله روح لا يحده مكان ولا زمان، وعندما حلّ بجسد المسيح على الأرض، لم يخلو الكون ولا السماء من وجود روح الله . كما أن الشمس ترسل نورها إلى فضاء الكون ويصل إلى الأرض ويخترق اعماق البحار . لكن مصدر النور لا يزال موجودا بقلب الشمس في الفضاء . كذلك روح الله موجود في كل الكون كما هو موجود في المسيح أيضا .
المسلمون يؤمنون أن الله في أواخر شهر رمضان ينزل من مقره في السماء السابعة قرب سدرة المنتهى إلى السماء الدنيا، يستجيب لدعوات الناس وصلواتهم . ونحن نسأل المسلمين بأن يقولوا لنا ، إلا يستطيع الله وهو في سمائه السابعة بأن يسمع ويستجيب لدعاء المؤمنين ؟ فما الداعي لنزوله للسماء الدنيا ليكون قريبا من الناس؟ أليس هو أقرب إليكم من حبل الوريد فلماذا ينزل الله جل جلاله من السماء السابعة إلى السماء الدنيا ، وبعد نزوله هل تخلو السماء السابعة من وجود الله ؟
وجوابنا على هذا التساؤل هو: إن الله يملأ الكون كله . وإن حلَّ روح الله بجسد المسيح البشري على الأرض، فهو يملأ الكون كله نفس الوقت . وأن لاهوت الله لم يفارق جسد المسيح حتى بعد موته على الصليب . وهو من أقام الجسد الإنساني الميت ثانية من القبر بعد ثلاثة أيام بمعجزة خارقة وبعد مفارقة روحه الإنسانية للجسد، ليثبت للناس أجمعين أنه هو ابن الله الحي . وأن روح الله لا يموت . مات الجسد مؤقتا وفارقته الروح الإنسانية، لكن لاهوت الله لا يموت ويملأ الكون كله ويتحكم به .
عندما خلق الله آدم، نزل إلى الأرض وأخذ كمية من ترابها وجبل منه بهيئة إنسان ثم نفخ فيه الروح . نسأل المسلمين : بعد أن نزل الله إلى الأرض، هل خلت السماء كلها من وجوده ؟
إذا كان جوابكم كلا، إذن يمكننا أن نؤمن أن الله نزل من السماء متجسدا بالمسيح يسوع الإنسان وهو لازال باقٍ يملأ السماء كلها بذات الوقت .
إن كان القرآن جاء مصدقا للتوراة والإنجيل، فلابد أن يتطابق معهما ولا يختلف في شئ . فكلاهما يقر أن المسيح كلمة الله وروح منه ألقاها الله الى مريم . لكن مؤلف القرآن بعد ان اعترف ان المسيح كلمة الله ، انكر لاهوته فمثل المسيح بآدم مخلوق من تراب . وهذا انقلاب غريب في افكار المؤلف، فكيف يكون كلمة الله وروحه مخلوق من تراب مثل آدم ؟
" ان مثل عيسى عند الله كمثل ادم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون" !!!
لو كان القرآن من عند غير الله لوجدتم فيه تناقضات كثيرة .