تندرج هذه ضمن سلسلة المقالات الدفاعية عن العقائد المسيحية. وفي الحياة العامّة؛ مِن حقّ أيّ متّهم الدفاع عن نفسه. ومعلوم في القضاء العادل والمنصف أنّ المُدَّعى عليه متى ربح الدعوى تحمَّل المُدَّعي تبعات ادّعائه، مهما بلغ حجمها وعظم تأثيرها، ومنها العار الذي قد يلحق بالمدّعي بعد إبطال دعواه ومنها أيضًا تحميله مصاريف الدعوى. وقد بات من المعلوم أيضًا أن القانون لا يحمي المغفَّلِين! ونظرًا إلى طول المقالة فقد آثرت تقسيمها إلى حلقات، مختلف طول إحداها عن الأخرى حسب مقتضى الموضوع.
أمّا بعد فلا غبار على صحّة روايات آلام السَّيِّد المسيح وصلبه وموته وقيامته وظهوره بعد القيامة لتلاميذه وغيرهم ممّا في الإنجيل. حقائق عاشها تلاميذ المسيح الذين رأوا بعيونهم آثار الصلب على يديه وجنبه وقدمَيه فطافوا في الأرض، بإيعاز من السيد المسيح، مبشِّرين العالم بالقيامة من الموت، لكي يشترك معهم في الخلاص الأبدي كلّ مَن آمن واعتمد (مرقس 16:16) والبشرى السّارّة هي معنى الإنجيل. وهي سارّة جدًّا بل أهمّ بشرى في حياة الإنسان، لأنّها أجابت على تساؤل جوهري: ماذا يحصل بعد الموت، هل من حياة؟ والجواب نعم! لكن بطبيعة أخرى، هي طبيعة الجسد الممجَّد، طبيعة شبه ملائكيّة، طبيعة أبناء الله لأنّهم أبناء القيامة: {فأجابَهُم يَسوع: أبناءُ هذِهِ الدُّنيا يَتَزاوجون. أمَّا الّذينَ هُم أهْلٌ لِلحياةِ الأبدِيَّة والقيامَة مِن بَينِ الأموات، فلا يَتَزاوجون. هُم مِثلُ الملائِكَةِ لا يَموتون، وهُم أبناءُ الله، لأنَّهُم أبناءُ القيامة}+ لوقا\20 وانظر-ي أيضًا متّى\22 ومرقس\12 والبرهان حقيقي وموجود وهو ظهور المسيح بجسده لمريم المجدليّة أوّلًا وللتلاميذ تاليًا وهؤلاء من خاصّته ومن خدّامه. وظهر أيضًا لتلميذَي عِمْواس ولم يكونا من خدّامه. لكنّ هؤلاء جميعًا شهود عيان على القيامة. ولهذا كتب يوحنّا الإنجيلي- تلميذ المسيح الحبيب- مبشِّرًا بفرح غامر، كما كتب غيره: {الذي كان من البدء، الذي سمعناه، الذي رأيناه بعيوننا، الذي شاهدناه، ولمستْه أيدينا، من جهة كلمة الحياة. فإنَّ الحياة أُظهِرتْ، وقد رأينا ونشهد ونخبركم بالحياة الأبدية التي كانت عند الآب وأُظهِرت لنا. الذي رأيناه وسمعناه نخبركم به، لكي يكون لكم أيضًا شركة معنا. وأمّا شركتنا نحن فهي مع الآب ومع ابنه يسوع المسيح. ونكتب إليكم هذا لكي يكون فرحكم كاملا}+ رسالة يوحنّا الأولى 1: 1-4
فلولا القيامة لما ظهر الإنجيل كتابًا إلى حيّز الوجود ولا انتشرت أقوال المسيح وأعماله ومعجزاته لتصل إلى أبعد نقطة على الأرض، بفرح ومحبّة وسلام وأمل ورجاء. ولولاها لَمَا استُشهِد برحابة صدر، جميع تلاميذ المسيح ورسله، باستثناء يوحنّا الإنجيلي، حسب أخبار الشهداء في التراث المسيحي، لمجد اسم المسيح الحيّ القدّوس.
وأمّا الغبار فإنّه مكدَّس في كتب الهرطقات وفي مقولات الافتراء على الكتاب المقدَّس، وخصوصًا روايات الظلام والضلال الداعية إلى التشكيك في صلب المسيح وإنكاره، بدون وجه حقّ وبدون أيّ برهان. وقد قمت في أزيد من مقالة بتلخيص حادثة الصلب (1) سواء من الرواية الإنجيلية، الموثّقة بامتياز بشهادات شهود عيان بالأسماء، ومن كتب مؤرِّخين من غير المسيحيّين، علمانيّين ويهود، أكّدوا حقيقة صلب المسيح؛ منهم: يوسيفوس (38 – 100 م) وكرنيليوس تاسيتوس (55- 120 م) وسيوتونيوس (69- 140 م) لذا خابت مساعي المفترين على الكتاب المقدَّس فمصيرهم الهلاك الأبدي بعدما علِموا بالحقّ فرفضوه. ولي مقالة خاصّة (2) تحت عنوان: (الهَلاك بالدليل للمُفتَرين على التّوراة والإنجيل) سأسمّيها اختصارًا (الهلاك بالدليل...) لأني سأشير إليها أزيد من مرّة، موجّهة إليهم ولا سيّما القائلين بتحريف الكتاب المقدَّس. وفي زعمهم هذا غباء واضح في تقدير كلّ باحث-ة عن الحقّ؛ إذ أساؤوا أوّلًا إلى قدرة الله على حفظ كلامه، ومعلوم لهم أنّ الله قادر على كلّ شيء. وثانيًا؛ لو شكّ المدعوّ محمَّدًا في صحّة الكتاب المقدَّس لما اقتبس منه!- انظر-ي أيضًا سلسلة مقالتي السابقة: (الاقتباس والتأليف وراء لغز شبهة التحريف) فبافترائهم هذا أساؤوا ضمنيًّا إلى معرفة رسولهم، إذ أثنى على التوراة والإنجيل بأنّ فيهما هدًى ونورًا (المائدة:44 و46) مُفنِّدًا ضِمنيًّا كلّ افتراء عليهما، وإن كان ثناؤه شائكًا، كما بيّنت في السلسلة المذكورة.
ـــ ـــ
إمّا صحيح وإمّا محرَّف
هناك، على فيسبوك موقع لينغا، مَن أتى ببدعة جديدة محاولًا التّستّر على اقتباسات محمد؛ هي ما معناه [أنّ الكتاب المقدَّس ليس محرَّفًا كُلِّيًّا لأنّ فيه ما هو صحيح (الذي وافقه القرآن) وما هو محرَّف- الذي خالفه القرآن] فقيل له ما معناه: [كفاك إفلاسًا! ففي المنطق الرياضي أنّ الصح+ الغلط= الغلط. فإمّا أن تكتفي بشبهة التحريف، الدّالّة على جهلك وعلى غيظك من قوّة حجج الكتاب المقدَّس، فتكفّ عن نقد ما لم يعجبك فيه، أو تعترف باقتباسات رسولك منه. فلا تلعب معي على حبلين ولا تكِلْ بمكيالين] انتهى. وفي ما يأتي ردود على شبهة التحريف، قد تقضّ مضاجع المفترين بشدّة، إذ سبق لي أن نبّهتهم إلى خطورة الافتراء على الكتاب المقدَّس في المقالة نفسها (الهلاك بالدليل...) فلم يتّعظ بعضهم.
أمّا ردّي على "المبدع" الجديد هو: أيّ الكتابين أقرب إلى قداسة الله في نظرك وأقرب إلى محبّة الله وأقرب إلى رحمته؟ تأمّلْ بينك وبين ضميرك ثم احكم بنفسك على الذي حرّف كلام الله الحيّ القدّوس، بكلام غريب نسبه إلى الله، تشمئزّ منه النفس العفيفة والوديعة ويعفّ قلمي عن ذكره، ممّا في سُور قرآنيّة عدّة، أشرت إليه في وقفات سابقة وفي ردودي على بعض المداخلات، مثالًا الوارد في النساء:3 والتوبة:5 و29 والأحزاب:37 و50 فكيف يليق أن يُنسَب إلى الله؟ عِلمًا أنّ محمّدًا تجاهل محبة المسيح ورحمته وغفرانه، ممّا ذكرت في الوقفة السابقة- ج15- فتشبّث بأحكام التوراة التي كانت ظرفيّة، بما رافقها من قسوة وعنف، راجعًا بثقافات الناس إلى الوراء أزيد من ألفي سنة ومغيّرًا أخلاقهم نحو السّيّء منها، خدمة لغزواته بما لحقها من تأسيس دولة تحت غطاء ديني. والنتيجة: إرهاب العالم وتقسيمه إلى معسكرَين، مؤمن وكافر، وتخريب الحضارات ونشر ثقافة الموت عوض ثقافة الحياة وثقافة تعدد الزوجات عوض ثقافة الزوجة الواحدة المقدَّسة وثقافة إلغاء التبنّي وغيرها.
ـــ ـــ
مَن الذي حَرَّف وزَوَّر؟
جاء المدعو محمّدًا بعد حوالي ستّة قرون من انتشار الإنجيل بين الأمم بلُغاتها الحيّة إلى اليوم، بثقافة منحرفة عن ثقافة الإنجيل 180⁰ منها تعدد الزوجات، كما أسلفت، ومنها قتل الأعداء على خلاف محبّة الأعداء التي نادى بها السيد المسيح في الموعظة على الجبل وتحديدًا متّى 5: 44 كما جاء بسَطرَين يتيمَين عن قضيّة صلب المسيح وموته وقيامته، قائلًا (ما صلبوه)- النساء:157 مِن لغز سأحلّه في معرض أقسام هذه المقالة. في وقت فُرِض على المسلمين تصديق القرآن وتوخّي الحذر من التشكيك فيه: (يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم)- المائدة 101 وعليهم في المقابل أن يكذِّبوا كلّ ما خالفه القرآن، سواء المذكور في الكتاب المقدَّس وفي الكتب غير المقدَّسة، إلى درجة حرق مكتبات وإن زخرت بكتب نفيسة مقدّرة بالآلاف وربّما عشرات الآلاف، لعلّ أشهرها مكتبة الإسكندرية التي يتحمل الخليفة الثاني (عمر بن الخطّاب، أو الحطّاب لأنّ الحروف لم تكن منقّطة ذلك الحين) مسؤولية حرقها.
لكنّ الكذب وصل إلى درجة افتراء بعضهم على الكتاب المقدَّس لمصلحة الإسلام؛ وفق التقيّة التي في القرآن ووفق الكذب الذي رخّص محمد في ثلاث (في حديث صحيح) فأسقط المفترون عليه شبهة التحريف، متجاهلين دلالات الافتراء أو جاهلين، لأنّ الافتراء على الكتاب المقدَّس يقلِّل من شأن الله في حفظ كلامه! وهنا يكمن غباء المفترين؛ فإمّا عجز الله من حفظ كلامه، منذ تدوين التوراة بقلم موسى النبي حتّى ختم الكتاب المقدّس في القرن الرابع الميلادي، فكيف يحفظ القرآن الذي قيل عنه (موحًى به من الله) أفما ناقض المفترون أنفسهم بأنفسهم من جرّاء هذا الافتراء؟ هذا من جهة الله. أمّا من جهة الإنسان فإنّ تحريف الكتاب المقدَّس مستحيل لأسباب عدّة، ما يزال المسيحيّون ينشرونها، يوميًّا تقريبا، كلًّا حسب اجتهاده أو نقلًا عن مجتهد، لأنّ المفلِسين من إمكانيّة الرّدّ على الانتقادات الموجّهة إلى القرآن كُثر. فلم يجدوا لهم من حيلة سوى إسقاط شبهة التحريف التي لحقت بالقرآن، من السّنّة ضدّ الشّيعة والعكس، على الكتاب المقدَّس. فمن أسباب استحالة تحريفه:-
أوّلًا؛ أنّ مخطوطات الكتاب المقدَّس الأصلية محفوظة بأمان، في أزيد من مكان، لا يستطيع أذكى اللصوص الوصول إلى جميع أمكنتها، في حال تمكّنه من الوصول إلى واحد منها افتراضًا. عِلمًا أنّ عدد المخطوطات مُعَدّ بالآلاف. فماذا يحرّف قاصد التحريف وكيف يعثر على لِفافة المخطوطة المطلوب تحريفها وماذا يجعل النّصّ الجديد في وقت انتشار النّصّ الأصلي بلغات العالم الحيّة؟ فهل في العالم غباء يشبه غباء المدّعين بتحريف الكتاب المقدَّس؟ وصفهم بالغباء غير كافٍ لكني اكتفيت به.
ثانيا؛ ما مذهب المحرِّف؟ فالملحد لا تعنيه وثائق الكتاب المقدَّس بشيء.
أمّا اليهودي والمسيحي فلا يوجد ادّعاء واحد في كتب الأرض بأنّ هذا اتّهم ذاك بالتحريف ولا وجود لهذه الشبهة الخبيثة حتّى في كتب الهرطقات. لم تظهر هذه الشبهة في زمن ما ابتداءً بزمن موسى النبي، مرورًا بزمن المسيح، حتّى نهاية القرن السادس الميلادي. فلمّا حلّ القرن السابع ظهر محمد مدّعيًا النبوّة. وفتّش بين سطور التوراة عمّا قد يفيده بشيء؛ فوجد في قصّة إسماعيل ضالّته فنسب نفسه إليه، ممّا في مقالتي السابقة (الاقتباس والتأليف وراء لغز شبهة التحريف– 1 من 3) المذكور رابطها أدنى (3) ثمّ وجد نبوّة عن السيد المسيح في سفر التثنية 18: 15 و18 فنسبها إليه زورًا وبهتانًا ممّا ورد في الأعراف:157 ولم يكتفِ بهذا التزوير، إنّما اتّهم اليهود بتحريف الكَلِم (أي التوراة) عن مواضعه في المائدة:13 لأنّهم قطعًا اعترضوا على مزاعمه. ولا شكّ في اعتراض النصارى عليه أيضًا لأنّه ذكر الإنجيل في مقولته قاصدًا {روح الحقّ المعزّي} الذي أرسله المسيح إلى تلاميذه، ممّا في أصحاحات إنجيل يوحنّا 14 و15 و16 وقد سبق لنصارى نجران- مثالًا- الاعتراض على مزاعم محمد، منها زعمه أن عيسى (عبد الله) ممّا في تفسير الطبري: (إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللَّه كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تراب ثم قال له كن فيكون)- آل عمران:59 التي ترتيب "نزولها" 89 فلمّا قويت شوكته فرض عليهم قبول شرط من ثلاثة؛ إمّا الإسلام أو القتل أو دفع الجزية. فبدأ محمد بالتخطيط للتخلّص من الذين كذّبوا دعوته ولا سيّما أهل الكتاب، لأنّ في كتبهم، ولا سيّما التوراة والإنجيل، وثائق ثبوتيّة كافية وحدها لإبطال دعوته. وقد تمّ دحض مزاعمه، سواء الأعراف:157 المكّيّة التي ترتيب نزولها 39 والصفّ:6 المدنيّة التي ترتيب نزولها 109 وتفنيدها في أزيد من مقالة، منها المنشورة على موقع لينغا (4) علمًا أنّ عمر التوراة حوالي 1500 سنة قبل المسيح وأزيد من 2100 سنة قبل زعم محمّد بتحريف الكلم.
ثالثا؛ أمّا الإسلاميّون اليوم فقد قصدوا أنّ رسولهم (متنبَّأ عنه في الكتاب المقدَّس) فقُلت: نعم، ظنّكم صحيح لكنّه ليس في محلِّه، لأنّ محمّدًا لم يُصنَّف ضمن سلسلة الأنبياء الحقيقيّين، إنّما منوَّه عنه وعن أمثاله بقيام أنبياء كَذَبة (متّى 24: 11) بدون ذكر أسماء، ومِن الذين يأتون بثياب الحِملان ولكنهم من داخل ذئاب خاطفة (متّى 7: 15) ومن الذين يُضِلّون الناس (متّى 24:24 ومرقس 13: 22) فليقرإ الإسلاميّون الإنجيل لكي يتأكّدوا! لأنّ النبوّة ليست لعبة ولا مزحة، إنما تاريخ طويل عريض خصّ الله به شعبه القديم- بني إسرائيل- المزمع أن يأتي المسيح من نسله ليخلِّص العالم. فجميع الأنبياء كانوا من نسل هذا الشعب ومِحور نبوّاتهم السيد المسيح له المجد.
إذًا لا مصلحة في الادّعاء بتحريف الكتاب المقدَّس إلّا للإسلاميّين، لكي يجدوا مبرِّرًا لدعوة رسولهم حسب القرآن. لكن من المؤسف أنّ هذا الادّعاء موجود في سطور مفسِّري القرآن ممّا قرأت، ما هو في نظري سوى نوع من الإفلاس وضرب من الخيال بل أضغاث أحلام، لأن انتشار الكتاب المقدَّس قد سبق ظهور القرآن بقرون فعلى أيّ أساس يُحرَّف؟ بينما الصحيح هو العكس، إذ خالفت نصوص القرآن جميع وصايا الله المعلنة في الكتاب المقدَّس مخالفات تعتبر تحريفًا في كلام الله بل إساءة إلى الله. فمن المنطقيّ القول إنّ تحريف كلام الله المدوَّن في الكتاب المقدَّس، قد حصل في كتاب ظهر لاحقًا، كالقرآن، ليس في كتاب ظهر سابقا، أي قبل ظهور الكتاب المقدَّس.
أمّا النبوءات المعلنة عن السيد المسيح، ممّا نَسَبَ بعض الجهلة إلى محمد بالنقل لا العقل، فإنّي لا أتحمّل مسؤوليّة جهلهم ولا سوء فهمهم آيات الكتاب المقدَّس. هؤلاء في نظري مساكين عقل، مفلسون فكريًّا، تستحقّ حالهم قصيدة رثائيّة من قصائدي اللاسعة المبطّنة بالمحبّة، مثل مِشرَط الجرّاح. فالمفترض أن يقرأوا الكتاب المقدَّس ليفحصوا بعيونهم صفات أنبياء الله المذكورة في التوراة وفي الإنجيل ووصايا الله وأحكامه ومحور الكتاب المقدَّس- السيد المسيح- وكيفيّة فهْم تلاميذ المسيح ورسله تلك النبوءات، ما لا حاجة إلى رسول جديد، من غير رسل المسيح، ولا مجال. فما للجهلة إلّا التأمّل في الإنجيل لكي يهتدوا بعقولهم إلى طريق المسيح المؤدّي وحده إلى الخلاص فالحياة الأبديّة. وقد قمت بتفصيل النبوءات المنسوبة إلى رسول الإسلام وتحليلها في مقالتي [الاقتباس والتأليف وراء لغز شبهة التحريف – 3 من 3 والباب: دحض أشهر مزاعم تنبّؤ الكتاب المقدّس عن محمد وتفنيدها] ما لا حاجة إلى التكرار.
فإن يتطاولوا من جديد على الكتاب المقدّس مع سبق الإصرار، بعدما قرأوا مقالتي السابقة (الهلاك بالدليل...) وبعد قراءتهم هذه المقالة، فإلى بحيرة النّار المتّقدة بالكبريت وبئس هذا المصير، لا شفيعَ لهم ولا مُجير.