5. مدح الرّب يسوع إيمان أحد ضباط الجيش الروماني حين قال عنه "لَمْ أَجِدْ وَلاَ فِي إِسْرَائِيلَ إِيمَانًا بِمِقْدَارِ هَذَا" (أنظر متى 10:8؛ لوقا 9:7). ويستخدم دعاة الحروب موقف الرّب يسوع من قائد المئة ليقولوا بأن الرّب مدحه بالرغم من مركزه الكبير في الجيش، وبالتالي فلا مانع من أن يكون المسيحي مؤمنًا وبنفس الوقت جنديًا أو قائدًا في الجيش.
الرد: في هذه القصة نكتشف أنه قد يكون شخصًا أو أشخاصًا في أماكن أو وظائف لا نتوقعها، ومع ذلك يؤمنون برب المجد يسوع. ولا يوجد في الإنجيل المقدّس إلّا حالتين فقط مدح فيهما الرّب يسوع إيمان النّاس، وهي حالة قائد المئة هنا، وحالة امرأة فينيقية في لبنان. أي أن الرّب يسوع في الحالتين مدح أناسًا لم يكونوا من شعب الله القديم، بل كانوا من الأمم الوثنية، أي أن موضوع القصتين كان الإيمان. كذلك كان قائد المئة ضابطًا في الجيش الروماني الذي كان يحتل فلسطين في أيام الرّب يسوع. وبالتالي فإن إيمانه بالرّب يسوع كان عملًا إيجابيًا جدًا أدى إلى معاملة النّاس بلطف من قبل جيش الاحتلال.
في بداية تاريخ الكنيسة المسيحيّة، قاد بطرس الرسول قائد مئة آخر اسمه كرنيليوس إلى الإيمان بشخص الرّب يسوع (أنظر أعمال الرسل 48:10). كذلك استخدم الله بولس الرسول لقيادة سجان فيلبي إلى الإيمان بالرّب يسوع (أنظر أعمال الرسل 25:16-34). وفي الحالتين، نقرأ عن قصص إيمانهما بشكل مختصر، ولا نعرف كل ما قاله الرسل لهما. فلم تكن مهمة الرسل دعوة النّاس إلى ترك وظائفهم وأعمالهم، بل كانت مهمتهم دعوة النّاس إلى التوبة عن حياة الخطيّة، والإيمان بيسوع المسيح كربٍّ ومخلّصٍ لحياتهم.
6. يدّعي دعاة الحرب أن الرّب يسوع استخدم العنف عندما طهّر هيكل أورشليم. وبالتالي فالجندي الذي يحارب لهدف نبيل يقلد الرّب يسوع الذي لجأ إلى العنف لهدف نبيل (راجع متى 12:21-13؛ مرقس 15:11-17؛ لوقا 45:19-46؛ يوحنا 13:2-17).
الرد: ما قام به الرّب يسوع عندما طهّر هيكل الله كان لكي يتم ما جاء في النبوات في مزمور 9:69 "لأَنَّ غَيْرَةَ بَيْتِكَ أَكَلَتْنِي". غار الرّب يسوع غيرة مقدّسة على هيكل الله، وطهره من التجار والصيّارفة الذين يخدمون المال وليس الله. ولا يذكر الإنجيل أبدًا أنه استخدم العنف مع النّاس، فهو فقط "قَلَبَ مَوَائِدَ الصَّيَارِفَةِ وَكَرَاسِيَّ بَاعَةِ الْحَمَامِ" (متى 12:21). وصنع سوطًا لطرد "اَلْغَنَمَ وَالْبَقَرَ" (يوحنا 15:2)، أي لم يستخدمه للنّاس نهائيًا، بل على العكس، تحدث مع النّاس من بائعة الحمام بلطفٍ قائلًا لهم "ﭐرْفَعُوا هَذِهِ مِنْ هَهُنَا. لاَ تَجْعَلُوا بَيْتَ أَبِي بَيْتَ تِجَارَةٍ" (يوحنا 16:2).
7. يستخدم دعاة الحروب قول الرّب يسوع: "أَعْطُوا إِذًا مَا لِقَيْصَرَ لِقَيْصَرَ وَمَا لِلَّهِ لِلَّهِ" (متى 21:22؛ مرقس 17:12؛ لوقا 25:20)، للقول بأن كلمات المسيح تعني طاعة الحكومات الأرضية. وبالتالي فإن أعلنت الحكومة حربًا على دولة أخرى، فإن المسيحي ملزم بالطاعة والمشاركة في الحرب.
الرد: قول الرّب يسوع: "أَعْطُوا إِذًا مَا لِقَيْصَرَ لِقَيْصَرَ وَمَا لِلَّهِ لِلَّهِ" جاء عندما سأله رجال دين من الفريسيين، ورجال سياسة من الهيرودوسيين، عن إعطاه الجزية لقيصر أم لا. وفي رده عليهم استخدم الرّب يسوع دينارًا أخذه من أحد الفريسيين، وكان على الدينار صورة وكتابة لقيصر. أي أن ما تحدث عنه الرّب يسوع هنا هو واجب المسيحي في دفع الضرائب المستحقة عليه للحكومة، ولا يوجد أي حديث عن حروب أو جيوش أو أي شيء آخر.
كان هدف الذين طرحوا السؤال الإيقاع بالرّب يسوع لكي يجدوا مبررًا لقتله. نعرف من سجلات التاريخ ومن الإنجيل المقدّس أن أرض فلسطين كانت تحت الإحتلال الروماني في أيام الرّب يسوع. وأن شعب الله القديم كرهوا إعطاء الجزية للمحتل الروماني. وفي نفس الوقت، كان الهيروديسيون عملاء لروما، وشجعوا على إعطاء الجزية. فلو قال الرّب يسوع لا تعطوا جزية لروما، لتم اتهامه بالتحريض على التمرد والعنف، وبالتالي سيتم إلقاء القبض عليه من قبل جنود روما. ولو قال أعطوا الجزية، لاتهمه رجال الدين من الفريسيين بالخيانة لشعبه والخضوع للإحتلال الروماني. ولكن الرّب يسوع بحكمته السّماوية أعطاهم جوابًا حازمًا دون أن يترك أمامهم أية حجة للتطاول على شخصه القدوس.
أخذ قطعة نقدية رومانية عليها صورة قيصر روما، وقال أعطوها لقيصر فهي له. ثم قال: أعطوا ما لله لله. وما لله هو الإنسان كله، لأن صورة الله موجودة في كل إنسان لأن الله "خَلَقَ اللهُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ. عَلَى صُورَةِ اللهِ خَلَقَهُ. ذَكَرًا وَأُنْثَى خَلَقَهُمْ" (تكوين 27:1). وبالتالي لا يمكن مقارنة قطعة نقدية بسيطة بإنسان كامل بجسده ونفسه وروحه.
8. يعلمنا الله في الكتاب المقدّس الخضوع للسلطات الحاكمة، ونقرأ بوضوح أن الله هو الذي سمح لهذه السلطات أن تحكم دولها، وأنها تحمل السّيف لمواجهة عاملي الشر (أنظر رومية 1:13-7؛ بطرس الأولى 13:2-17). ويستنتج دعاة الحروب من هذه التعاليم أن على الإنسان المسيحي أن يستجيب لحكومة بلده إذا دعته إلى التجنيد وخوض الحرب.
الرد: لم تكن فكرة التجنيد الإجباري موجودة في القرن الميلادي الأول، وبالتالي لم تكن الفكرة واردة في وحي الله. كذلك فإن كلام الله هنا يدعو المؤمنين إلى الخضوع للدولة، وليس إلى عمل من أعمال الدولة أو وظيفة من وظائفها. والقصد من ذلك هو أن المؤمن المسيحي هو إنسان سلام ومحبّة، ولا يشترك بأعمال عنف ضد الدولة. وهذا واضح من سياق كلمة الله الذي جاءت فيه الدعوة للخضوع للدولة.
يدعونا الله بلسان بولس الرسول قائلًا في رومية 1:13-7: "لِتَخْضَعْ كُلُّ نَفْسٍ لِلسَّلاَطِين الْفَائِقَةِ لأَنَّهُ لَيْسَ سُلْطَانٌ إِلاَّ مِنَ اللهِ وَالسَّلاَطِينُ الْكَائِنَةُ هِيَ مُرَتَّبَةٌ مِنَ اللهِ، حَتَّى إِنَّ مَنْ يُقَاوِمُ السُّلْطَانَ يُقَاوِمُ تَرْتِيبَ اللهِ وَالْمُقَاوِمُونَ سَيَأْخُذُونَ لأَنْفُسِهِمْ دَيْنُونَةً. فَإِنَّ الْحُكَّامَ لَيْسُوا خَوْفًا لِلأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ بَلْ لِلشِّرِّيرَةِ. أَفَتُرِيدُ أَنْ لاَ تَخَافَ السُّلْطَانَ؟ افْعَلِ الصَّلاَحَ فَيَكُونَ لَكَ مَدْحٌ مِنْهُ لأَنَّهُ خَادِمُ اللهِ لِلصَّلاَحِ! وَلَكِنْ إِنْ فَعَلْتَ الشَّرَّ فَخَفْ لأَنَّهُ لاَ يَحْمِلُ السّيف عَبَثًا إِذْ هُوَ خَادِمُ اللهِ مُنْتَقِمٌ لِلْغَضَبِ مِنَ الَّذِي يَفْعَلُ الشَّرَّ. لِذَلِكَ يَلْزَمُ أَنْ يُخْضَعَ لَهُ لَيْسَ بِسَبَبِ الْغَضَبِ فَقَطْ بَلْ أَيْضًا بِسَبَبِ الضَّمِيرِ. فَإِنَّكُمْ لأَجْلِ هَذَا تُوفُونَ الْجِزْيَةَ أَيْضًا إِذْ هُمْ خُدَّامُ اللهِ مُواظِبُونَ عَلَى ذَلِكَ بِعَيْنِهِ. فَأَعْطُوا الْجَمِيعَ حُقُوقَهُمُ: الْجِزْيَةَ لِمَنْ لَهُ الْجِزْيَةُ. الْجِبَايَةَ لِمَنْ لَهُ الْجِبَايَةُ. وَالْخَوْفَ لِمَنْ لَهُ الْخَوْفُ. وَالإِكْرَامَ لِمَنْ لَهُ الإِكْرَامُ" في الدولة، ولكن قبل ذلك، كتب الرسول في رومية 19:12-21 قائلًا: "لاَ تَنْتَقِمُوا لأَنْفُسِكُمْ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ بَلْ أَعْطُوا مَكَانًا لِلْغَضَبِ لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: لِيَ النَّقْمَةُ أَنَا أُجَازِي يَقُولُ الرّب. فَإِنْ جَاعَ عَدُوُّكَ فَأَطْعِمْهُ. وَإِنْ عَطِشَ فَاسْقِهِ. لأَنَّكَ إِنْ فَعَلْتَ هَذَا تَجْمَعْ جَمْرَ نَارٍ عَلَى رَأْسِهِ. لاَ يَغْلِبَنَّكَ الشَّرُّ بَلِ اغْلِبِ الشَّرَّ بِالْخَيْرِ"، أي أن المؤمن المسيحي لا ينتقم من الأعداء ولا يجازيهم شرًّا، بل يطعمهم ويسقيهم. ويعمل في طرق الخير للتغلب على الشر.
كذلك لو تأملنا في كلمة الرّب في رومية 1:13-7 سنجد بوضوح أن موضوع الحديث الأول هو عمل الصلاح والعيش بحسب القانون لئلا يتعرض الإنسان للإنتقام من السلطة القائمة. وكذلك تتحدث الآيات عن إعطاء الحقوق لأصحابها كما نقرأ في الآية "فَأَعْطُوا الْجَمِيعَ حُقُوقَهُمُ: الْجِزْيَةَ لِمَنْ لَهُ الْجِزْيَةُ. الْجِبَايَةَ لِمَنْ لَهُ الْجِبَايَةُ. وَالْخَوْفَ لِمَنْ لَهُ الْخَوْفُ. وَالإِكْرَامَ لِمَنْ لَهُ الإِكْرَامُ". وهكذا فإن الله هنا يعلمنا كيف نسلك كمواطنين صالحين في الدول التي ننتمي إليها، وأن نعكس روح وتعاليم الرّب يسوع في كل عمل نقوم به.
بعد ذلك مباشرة، أي في رومية 8:3 نقرأ كلمات واضحة ومشجعة "أَمَا كَمَا يُفْتَرَى عَلَيْنَا وَكَمَا يَزْعُمُ قَوْمٌ أَنَّنَا نَقُولُ: لِنَفْعَلِ السَّيِّآتِ لِكَيْ تَأْتِيَ الْخَيْرَاتُ. الَّذِينَ دَيْنُونَتُهُمْ عَادِلَةٌ". وهذا يعني ببساطة أنه إذا طلبت السلطة أو الدولة من الإنسان المسيحي أن يعمل شيئًا يتنافى مع دعوة الله لمحبّة جميع النّاس، فإن على الإنسان المسيحي أن يرفض مثل هذه الدعوة لأنه "يَنْبَغِي أَنْ يُطَاعَ اللهُ أَكْثَرَ مِنَ النّاس" (أعمال الرسل 29:5). لا يمكن أن تظهر أية محبّة في العمل العسكري الذي يهدف أصلًا إلى قتل النّاس ودمار بيوتهم وسرقة ممتلكاتهم.
9. نقرأ في أصحاح الإيمان في رسالة العبرانيين الأصحاح 11، قائمة طويلة بأسماء رجال ونساء كانوا مثالًا لنا في إيمانهم. وفي الآية 34 نقرأ عن رجال إيمان "أَطْفَأُوا قُوَّةَ النَّارِ، نَجَوْا مِنْ حَدِّ السّيف، تَقَّوُوا مِنْ ضُعْفٍ، صَارُوا أَشِدَّاءَ فِي الْحَرْبِ، هَزَمُوا جُيُوشَ غُرَبَاءَ"، أي أنهم خاضوا حروبًا وهزموا جيوش دول معادية. وبما أن الله أوحى بذكر بطولاتهم في أصحاح الإيمان، فإن ذلك يعني أن الله بارك أعمالهم وبطولاتهم في الحرب وهزيمة الأعداء.
الرد: الموضوع الرئيسي في الأصحاح الحادي عشر من رسالة العبرانيين هو الإيمان. أي أن الله هنا يثني على طاعة وإيمان وثقة الأشخاص المذكورة أسماؤهم في الأصحاح. وبالتالي فإن الله يدعونا إلى حياة الإيمان مثلهم. أمّا موضوع الحروب التي خاضها رجال الله في العهد القديم فالرد عليه ببساطة أن هذه الحروب كانت لإيقاع دينونة الله على شعوب معينة، وأن القائد الفعلي لهذه الحروب كان الله شخصيًا، وبأن هذه الحروب يجب أن لا تتكرر.
نعيش اليوم في زمن العهد الجديد، أي زمن نعمة الرّب يسوع. وكأتباع للرّب يسوع، علينا أن نطيعه ونتمثل به في حياتنا اليومية كما نقرأ في رسالة بطرس الأولى 21:2-23 "لأَنَّكُمْ لِهَذَا دُعِيتُمْ. فَإِنَّ الْمَسِيحَ أَيْضًا تَأَلَّمَ لأَجْلِنَا، تَارِكًا لَنَا مِثَالًا لِكَيْ تَتَّبِعُوا خُطُواتِهِ. الَّذِي لَمْ يَفْعَلْ خَطِيَّةً، وَلاَ وُجِدَ فِي فَمِهِ مَكْرٌ، الَّذِي إِذْ شُتِمَ لَمْ يَكُنْ يَشْتِمُ عِوَضًا وَإِذْ تَأَلَّمَ لَمْ يَكُنْ يُهَدِّدُ بَلْ كَانَ يُسَلِّمُ لِمَنْ يَقْضِي بِعَدْلٍ".
10. يقتبس دعاة الحرب والعنف دعوة الرّب يسوع لتلاميذه لشراء السيوف، كما نقرأ في لوقا 36:22 "فَقَالَ لَهُمْ: لَكِنِ الآنَ مَنْ لَهُ كِيسٌ فَلْيَأْخُذْهُ وَمِزْوَدٌ كَذَلِكَ. وَمَنْ لَيْسَ لَهُ فَلْيَبِعْ ثَوْبَهُ وَيَشْتَرِ سَيْفًا". وكيف أن التلاميذ أجابوه قائلين: "فَقَالُوا: يَا رَبُّ هُوَذَا هُنَا سَيْفَانِ. فَقَالَ لَهُمْ: "يَكْفِي!" (لوقا 38:22).
الرد: لو كان قصد الرّب يسوع أن يتسلح تلاميذه بالسيوف لخوض حروب وممارسة العنف لما قال لهم "يَكْفِي!" (لوقا 38:22). أي أن دعاة الحرب يقتبسون الآية 38 ولكن بشكل منقوص. كذلك هل يعقل أن يتسلّح اثنا عشر رجلًا بسيفيين فقط إذا كان القصد من هذا السّلاح هو خوض معركة أو حرب؟ وبالتالي فإن الحديث لم يكن نهائيًا عن سلاح الحرب، بل عن سلاح الروح. قوله "يَكْفِي!" يدل على أن الرّب يسوع استنتج من جواب تلاميذه بأنهم لم يفهموا قصده فقال لهم "يَكْفِي"، أي لن أتحدث مزيدًا عن الموضوع.
بعد حلول الروح القدس في يوم الخمسين، امتلأ التلاميذ بحكمة سماوية، وانفتحت أذهانهم، وفهموا أن الرّب يسوع كان يتحدث عن سلاح الروح، وقد ظهر ذلك في وعظهم وكتاباتهم. نقرأ مثلًا في رسالة أفسس عن "سِلاح الله الرُّوحي" (راجع أفسس 10:6-18). ونقرأ في رسالة كورنثوس الثانية 4:10-5 قوله: "إِذْ أَسْلِحَةُ مُحَارَبَتِنَا لَيْسَتْ جَسَدِيَّةً، بَلْ قَادِرَةٌ بِاللَّهِ عَلَى هَدْمِ حُصُونٍ. هَادِمِينَ ظُنُونًا وَكُلَّ عُلْوٍ يَرْتَفِعُ ضِدَّ مَعْرِفَةِ اللهِ، وَمُسْتَأْسِرِينَ كُلَّ فِكْرٍ إِلَى طَاعَةِ الْمَسِيحِ".
جدير بالملاحظة أن الكلمة اليونانية المستخدمة للسيف هنا هي كلمة μάχαιρα (مخايرا)، وتعني سيف قصير أو خنجر. ولم يكن هذا النوع من السّيوف يستخدم كسلاح في الحرب، بل كان يحمله الرجال في القرن الميلادي الأول لحماية أنفسهم من الحيوانات البرية، ولتقطيع اللّحوم للأكل، أو للدفاع عن أنفسهم من قطاع الطرق.
آخر سفر في العهد الجديد هو سفر رؤيا يوحنّا اللّاهوتي، وفي هذا السفر نقرأ عن دينونة الله القادمة على كل الخطاة والأشرار. أما الكنيسة في وقت سفر الرّؤيا، فستكون مع الرّب محمية من ضربات الدينونة، وبالتالي لن يشارك المؤمنين في أي حرب أو عنف قادم.
في الواقع أن الرّب يدعونا في سفر الرّؤيا إلى الصبر والاحتمال (رؤيا 9:1؛ 9:2؛ 10:3؛ 1:13؛ 2:14). ويحذرنا من استخدام السّيف، أي من اللجوء إلى استخدام القوة. يقول الرّب يسوع لنا في رؤيا 10:3 "وَإِنْ كَانَ أَحَدٌ يَقْتُلُ بِالسّيف فَيَنْبَغِي أَنْ يُقْتَلَ بِالسّيف"، أما غلبتا على العالم الشّرير وإبليس الذي يضل العالم فستكون "بِدَمِ الْحَمَلِ وَبِكَلِمَةِ شَهَادَتِهِمْ" (رؤيا 11:12).