تلقى قس مسيحي تهديدات بالقتل بعد أن وُجهت اليه اتهامات كاذبة في ولاية براديش وسط الهند، بالتحويل القسري الى الايمان المسيحي في حين يتمتع رجال العصابة بحرية التنقل.
اقتحمت عصابة هندوسية متطرفة مكونة من أكثر من ٢٥ شخصا، وهاجمت بيت القس كايلاش دودوي في مقاطعة دار بولاية ماديا براديش في شهر يناير السابق، واصيب القس وعائلته باصابات بالغة في هذا الهجوم الوحشي، وما زال يتعافى من الاصابات التي اصيب بها الى اليوم.
وقدم القس شكوى ضد مهاجميه الذين ادعوا انه انتهك قانون الدولة ”ضد التحوّل“ وفقا لتقارير مورننج ستار نيوز.
وقدمت زوجته، جيبوتي دودوي، شكوى منفصلة للشرطة ضد رجل قومي هندوسي، يُعرف باسم أشوك بامنيا، ونحو 25 آخرين اقتحموا منزلهم للقبض على الأسرة المسيحية والاعتداء عليها.
ومع هذا بقي جميع المتهمين مطلقي السراح.
قالت جيوتي دودوي إن زوجها، الذي يواصل الذهاب إلى المستشفى لزيارات منتظمة لعلاج جروحه، تلقى تهديدات بالقتل لكن الشرطة لم توفر أي حماية له أو لعائلته. ومما زاد من تعقيد حياتهم، أن المالك طالبهم أيضًا بإخلاء منزلهم ولا يرغب أي مالك عقار آخر في تأجيره لهم.
وكان الهجوم يوم ١٤ يناير، حيث احتشد عشرات الهندوس واعتدوا بالضرب على القس وزوجته وابنتهم ذات الخمسة أعوام وفتاة تبلغ السادسة عشرة عاما وأربعة رجال.
وفي مقطع فيديو للهجوم شوهدت نساء تتوسلن الى المتطرفين للسماح لهم باعطاء الماء للقس الذي سقط على الارض شبه واعي والدم ينزل من انفه وغير قادر على رفع اي جزء من جسده.
كما اصيبت زوجته وشقيق زوجته بجروح خطيرة في هذا الهجوم.
وبقي القس في المستشفى لمدة اسبوعين، وبعد تسريحه كانت مذكرة توقيف ضده فسلم نفسه في مركز الشرطة في ١ فبراير وتم ارساله الى سجن علير اجبور، وبقي في السجن لمدة ثلاثة ايام وثلاث ليال قبل ان يُطلق سراحه بكفالة.
توقفت خدمات كنيسة القس دودوي منذ الهجوم، وأصدر المسؤولون المحليون أوامر للكنائس الأخرى في المنطقة بوقف العبادة.
تفترض قوانين الهند المناهضة للتحول أن المسيحيين "يجبرون" الهندوس على تحويلهم إلى المسيحية أو يقدمون مزايا مالية لهم لتحويلهم إلى المسيحية. بعض هذه القوانين سارية منذ عقود في بعض الولايات. كثيرًا ما تستخدم الجماعات القومية الهندوسية الراديكالية القوانين لتوجيه اتهامات باطلة ضد المسيحيين وشن هجمات عليهم بحجة اعتناقهم قسريًا.
بالنسبة للمسيحيين في الهند، كان عام 2021 "العام الأكثر عنفًا" في تاريخ البلاد، وفقًا لتقرير صادر عن المنتدى المسيحي المتحد، الذي سجل ما لا يقل عن 486 حادثة عنف لاضطهاد المسيحيين في العام.
تشرح صحيفة حقائق "الأبواب المفتوحة": "يعتقد المتطرفون الهندوس أن جميع الهنود يجب أن يكونوا هندوس وأن البلاد يجب أن تتخلص من المسيحية والإسلام". "إنهم يستخدمون العنف المكثف لتحقيق هذا الهدف، ولا سيما استهداف المسيحيين من خلفية هندوسية. المسيحيون متهمون باتباع "عقيدة أجنبية" ويلقون باللوم على سوء الحظ في مجتمعاتهم ".
يشكل المسيحيون 2.3٪ فقط من سكان الهند، ويشكل الهندوس حوالي 80٪.