كشفت صور الأقمار الصناعية عن هدم كنيسة القديس يوحنا المعمدان، وهي مبنى يعود للقرن التاسع عشر في منطقة شوشا بناغورنو كاراباخ، وتدمير قرية تعرف باللغة الأرمنية باسم كارينتاك.
يُعدّ هذا الكشف دليلاً جديدًا على تدمير التراث الأرمني في المنطقة التي استعادتها أذربيجان بعد حرب عام 2020.
الكنيسة والقرية، وكلاهما ذات تراث أرمني مهم، كانتا تحت السيطرة الأذربيجانية بعد أن استولت باكو على شوشا من القوات الأرمنية في نوفمبر 2020.
تشير صور الأقمار الصناعية إلى أن الكنيسة هُدمت خلال شتاء 2023-2024، بينما تم تدمير قرية كارينتاك بالكامل وبناء مسجد كبير في موقعها.
يُعتقد أن هدف أذربيجان هو هدم المستوطنة بالكامل لإعادة بناء قرية جديدة للنازحين داخليًا الأذربيجانيين أو للمستوطنين الآخرين.
يُعدّ هذا الكشف جزءًا من نمط أوسع من الدمار داخل الأراضي التي استعادتها أذربيجان منذ عام 2020، حيث وثقت مجموعة "مركز مراقبة تراث القوقاز" تدمير 10 مواقع تراثية وتباشر مسحًا جديدًا لمئات مواقع التراث.
يُشير هذا التدمير إلى نمط من "التطهير العرقي والديني" في المنطقة، كما حذرت منه منظمة حقوق الإنسان السويسرية "التضامن المسيحي الدولي".
يُذكر أن الصراع في ناغورنو كاراباخ يعود إلى جذور تاريخية عميقة، حيث كانت المنطقة جزءًا من الإمبراطورية الروسية والاتحاد السوفيتي لاحقًا.
بعد عقود من أعمال العنف المتفرقة، توج هجوم عسكري شنته أذربيجان في عام 2020 بعملية واسعة النطاق للاستيلاء على مناطق ناغورنو كاراباخ والمناطق المحيطة بها من سيطرة الأرمن.
على الرغم من وقف إطلاق النار، ظل التوتر مرتفعًا، مع أعمال عنف وأزمات إنسانية متصاعدة في المنطقة.
لا تزال المنطقة معترف بها دوليًا على أنها جزء من أذربيجان ذات الأغلبية المسلمة، على الرغم من وجود غالبية أرمنية فيها.
يُعدّ هذا الكشف الجديد تذكيرًا آخر بالصراع الدائر في ناغورنو كاراباخ والتأثير المدمر على التراث الأرمني في المنطقة.