رسالة لا بد ان تصل لكل من احتقر اسم يسوع المسيح واشترك في الاساءة لهذا الاسم العظيم بأي شكل من الاشكال.
“وتنبأ عن هؤلاء أيضا أخنوخ السابع من آدم قائلا: هوذا قد جاء الرب في ربوات قديسيه، ليصنع دينونة على الجميع، ويعاقب جميع فجارهم على جميع أعمال فجورهم التي فجروا بها، وعلى جميع الكلمات الصعبة التي تكلم بها عليه خطاة فجار” (يهوذا 1: 14- 15).
كثيرون من الناس يستهينون بدينونة الله. ولعل ألعاب فرنسا التي سيطر عليها اليسار المعادي لله والتي اساءت بطريقة قذرة لقدوس القدوسين هي اوضح مثال اليوم. ولكنَّ أهمّ سؤال في العالم هو: ’هل سيدينني الله؟ هل سأُحاسَب أمامه؟‘ فإذا كنا سنُحاسَب أمام الله حقًا، فنحن أغبياء إذا لم نستعد لمواجهة تلك الدينونة.
فكّر في شخص قُبِض عليه لارتكابه جريمة، وحُدِّد له موعد للوقوف أمام القاضي – لكنه لم يستعد مطلقًا للوقوف أمامه. هذا شخص أحمق. لا ينبغي أن نكون حمقى بهذه الدرجة.
عَلَى جَمِيعِ أَعْمَالِ فُجُورِهِمِ... وَعَلَى جَمِيعِ ٱلْكَلِمَاتِ ٱلصَّعْبَةِ الخ هذه الأعمال هي علّة دينونتهم. ونبوءة أخنوخ هذه توافق الزمان الذي عاش فيه على الأرض قبل الطوفان حين «أفسد كل بشر طريقه أمام الرب» فيتوقع أن أولئك الفجار يأتون بكلمات بل وافعال صعبة قاسية، واليوم الارض لا تنتظر طوفان ماء بل لهيب نار وانحلال كل شيء.
لقد نظم الشيطان حفلا مبهرا في افتتاح فعاليات اولمبياد باريس بعد نجاحه في تنظيم نفس الحفل قديما ايام نوح و في اولمبياد سدوم و عمورة مستهيناً بالاله القدير الذي أمر بالطوفان و امطر نارا وكبريتا.
فالرب يسوع، بصفته ابن الإنسان الذي أُعطيت له كل الدينونة، سيعاقب جميع فجارهم على جميع أعمال فجورهم التي فجروا بها وعلى جميع الكلمات الصعبة التي تكلَّم بها عليه خطاة فجَّار. إن العبارة «فجور» أو أحد مشتقاتها تكرَّرت أربع مرات في هذا العدد الواحد. فالناس فجَّار، وأعمالهم أعمال فجور، وهم يفجرون بها أي يتمِّمونها بأساليب فاجرة. إلى ذلك، يظهرون أنهم خطاة فجَّار من خلال تجاديفهم على الرب. سيعاقبهم على عمل الفجور هذا، بإصدار الحكم بحقهم نتيجة لذنبهم المثبَّت عليهم.
سيجيء الرب في ربوات قديسيه ليصنع دينونة على الجميع، وليعاقب جميع فجارهم على جميع أعمال فجورهم التي فجروا بها. سيعاقبون عند ظهور الرب كما سيدانون أخيراً أمام العرش العظيم الأبيض.
على أنهم سيعاقبون على ما هو أشر من أعمال فجورهم التي فجروا بها، فإنهم سيعاقبون أيضاً "على جميع الكلمات الصعبة التي تكلم بها عليه خطاة فجار" إن أعمال الفجور هي ضد الإنسان نفسه أو ضد أخيه الإنسان، أما الكلمات الصعبة التي يتكلمون بها على الله فهي مهينة له ولربنا يسوع المسيح. إن كثيرين من الناس قد يزدرون بأعمال فجور الآخرين، وكثيرون من غير المؤمنين يشمئزون من أعمال الفجور الممقوتة ولكنهم قد يُخدعون بالكلمات الصعبة التي يتكلم بها هؤلاء الفجار ضد الرب يسوع ونعمته وحقه الثمين، وكثيرون منهم لا يبالون بها بل قد يقبلونها أيضاً.
أليس هذا ما نراه بكل وضوح في المسيحية الاسمية في أيامنا هذه؟ ما أكثر الكلمات الصعبة التي يتكلم بها علماء وأعمدة في المسيحية المرتدة ضد الرب يسوع إن أعمال الفجور هي التحول عن المبادئ الأدبية، أما الكلمات الصعبة فهي الارتداد عن التعليم المسيحي إذ يجاهر هؤلاء بغير حياء ويتباهون بما يقولونه ضد لاهوت ربنا يسوع المسيح وضد ولادته من عذراء وضد معجزاته وضد موته الكفاري! إنهم ينكرون حقيقة قيامته من بين الأموات ووجوده الآن في يمين عرش العظمة في الأعالي، كما ينكرون وحي كلمة الله وبذا ينكرون صدق الله نفسه. حقاً ما أشر الكلمات الصعبة التي يتكلم بها عليه أمثال هؤلاء!
لِكَيْ تَجْثُوَ بِٱسْمِ يَسُوعَ كُلُّ رُكْبَةٍ: إنَّ الآب لم يرفع قدر يسوع عاليًا فحسب لكنه أخضع العالم كله للابن أيضاً.. مِمَّنْ فِي ٱلسَّمَاءِ، وَمَنْ عَلَى ٱلْأَرْضِ، وَمَنْ تَحْتَ ٱلْأَرْضِ: يدلّ هذا على اعتراف الخليقة بجملتها بسيادة يسوع المسيح.
إشعياء ٢٣:٤٥ «بِذَاتِي أَقْسَمْتُ، خَرَجَ مِنْ فَمِي ٱلصِّدْقُ كَلِمَةٌ لَا تَرْجِعُ: إِنَّهُ لِي تَجْثُو كُلُّ رُكْبَةٍ، يَحْلِفُ كُلُّ لِسَانٍ». لاحظ أن إشعياء يقول أن كل ركبة ستجثو وكل لسان سيعترف بيهوه، أمَّا في فيلبّي، فيقول انه ستجثو كل ركبة ممن في السماء ومن على الارض وَمَنْ تَحْتَ ٱلْأَرْضِ: "إمّا هم الموتى المختبئون في الأرض الذين يُقامون بقوّة المسيح أو هم الشياطين والأرواح الشريرة."
فأشرار الناس والشواذ والمجدفون واعداء المسيح وكل من تكلم عليه والأبالسة سيُجبرون على الخضوع لسيادة المسيح والاعتراف بعظمته قسراً ورغما عنهم. «وَكُلُّ خَلِيقَةٍ مِمَّا فِي ٱلسَّمَاءِ وَعَلَى ٱلأَرْضِ وَتَحْتَ ٱلأَرْضِ، وَمَا عَلَى ٱلْبَحْرِ، كُلُّ مَا فِيهَا، سَمِعْتُهَا قَائِلَةً: لِلْجَالِسِ عَلَى ٱلْعَرْشِ وَلِلْحَمَلِ ٱلْبَرَكَةُ وَٱلْكَرَامَةُ وَٱلْمَجْدُ وَٱلسُّلْطَانُ إِلَى أَبَدِ ٱلآبِدِينَ» (رؤيا 5: 13).
يسوع نفسه الذي احتقره البشر ورفضوه زماناً طويلاً سيعترف بربوبيته كل لسان وسيكون ذلك إجبارياً لكل من ينكرونه الآن، والاعتراف هو الخضوع والخضوع يختلف تماماً عن الإيمان به وقبوله مخلصاً فالشياطين وجميع الهالكين سيعترفون عن طريق الخضوع الإجباري وهم في دائرة تحت الأرض في الظلام وليس لهم خلاص ولا نجاة إلى الأبد من حالتهم الرهيبة بعد دينونتهم. واعترافهم لن يكون طريقاً للمصالحة أو الخلاص لأن الصلح يتم في الزمان الحاضر ويخص الذين قبلوا ربنا يسوع مخلصاً لهم والذين سيكون مسكنهم في السماء مع الرب يسوع نفسه.