شهدت منطقة المطرية بالقاهرة حدوث كارثة تاريخية، تتمثل في تقطيع شجرة السيدة العذراء مريم بمنطقة المطرية بالقاهرة، والتي يرجع تاريخها إلى قدوم السيدة العذراء مريم مع الطفل يسوع ويوسف النجار إلى مصر. وتعد شجرة مريم من الآثار السياحية الهامة التي يقوم بزيارتها العديد من السياح من جميع أنحاء العالم
شجرة مريم العذراء بعد تقطيعها / تصوير ام سي ان
وقد وجد فريق الوكالة عند وصوله إلى موقع الشجرة أربعة من موظفي إدارة الآثار بمنطقة المطرية وسمحوا له بدخول المكان إلا أنهم منعوه من التصوير، غير أن مصوري الوكالة استطاع أحدهم التقاط بعض الصور من مكان مرتفع والآخر باستخدام التليفون
ولم يتسن للوكالة معرفة تاريخ ارتكاب هذه الجريمة بالضبط حيث ادعي موظفو الآثار سقوط الشجرة بفعل المناخ في الوقت الذي تبدو فيه آثار التقطيع بمنشار واضحة علي بعض أجزاء الشجرة التي كانت مسنودة بدعامات صلبة، كما شاهد فريق الوكالة تهدما في مكانين من السور يبدو أحدهما بفعل فاعل والثاني من من جراء وقوع الشجرة عليه عند تقطيعها
ورأى فريق الوكالة الجيل الأول والثاني من الشجرة الذي أصابه الوهن وهو عبارة عن جذر كبير بلا أوراق، أما الجيل الثالث الذي كان لا يزال حيا ومورقا من الشجرة ففقد تم تقطيعه
ومن ينظر إلى الشجرة يتأكد من الوهلة الأولى أنها "مقطوعة عن عمد"، حيث يجد بجانبها السور الأسمنتي وبه جزء متهدم من جراء وقوع أجزاء من الشجرة عليه أثناء قطعها، كما يجد جزءا من الشجرة مقطوعا في الجانب الآخر من السور وملقى على الأرض، ولم يتم نقله بعد مثل باقي أجزاء الشجرة
وبسؤال سيدة مسلمة تقطن في أحد المنازل المجاورة لشجرة مريم، أكدت لـ/إم سي إن/ أنها اعتادت على رؤية الشجرة من شرفة منزلها، وأنها فوجئت بعدم وجودها، وهو ما أكدته أيضا سيدة مسنة أخرى
والتقت الوكالة القمص برسوم شاكر، كاهن كنيسة العذراء مريم بالمطرية، والذي قال "إن المكان يخضع لهيئة الآثار ولا علاقة للكنيسة به"، مضيفا "إن الشجرة كانت مهملة منذ سنوات طويلة، ولا يعتني بها أحد، ولا يوجد لها سور يحميها، إلى أن قام أحد رجال الأعمال الأقباط منذ عشر سنوات تقريبا ببناء سور لها، وطالب المسؤولين بتوفير الحماية لها، وبالفعل قامت وزارة الآثار بالإشراف على المكان الذي يتردد عليه زائرون مصريون وأجانب"، مشيرا إلى أن "أهل منطقة المطرية يحترمون ويقدسون شجرة مريم، وليس من مصلحة أحد منهم أن يقوم بقطع الشجرة في هذا التوقيت سوى الأيادي التي تخرب في البلاد من الجماعات الإسلامية"
جدير بالذكر، أن الشجرة التي تم تدميرها كانت قد نبتت من جذور الشجرة الأولى التي استظلت تحتها العائلة المقدسة، ويرجع تاريخ الجيل الثالث منها إلى عام 1672 م