المنامة - يشجّع ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة منذ سنوات مشروع بناء كنيسة "سيّدة شبه الجزيرة العربية"، والتي ستكون أكبر كاتدرائية تقام في منطقة الخليج العربي على قطعة أرض تبرع بها الملك البحريني لهذا الغرض، وتبلع مساحتها 9 آلاف متر مربع.
ويهدف بناء الكاتدرائية إلى تقديم الخدمة الروحية والرعوية للمسيحيين الكاثوليك المقيمين في العديد من دول الخليج ومن بينها الكويت وقطر والسعودية والبحرين.
ففي 31 أيار الماضي، تم تدشين حجر الأساس للكاتدرائية في احتفال حضره كل من رئيس الأساقفة بيتر رجيك، سفير الكرسي الرسولي في الكويت واليمن والبحرين وقطر والإمارات العربية والموفد الرسولي لشبة الجزيرة العربية، والمطران كاميلو بالين، النائب الرسولي لشمال شبه الجزيرة العربية، إضافة إلى العديد من المؤمنين الكاثوليك المقيمين في البحرين والدول المجاورة.
وبحسب ما أشارت إليه جمعية "عون الكنيسة المتألمة"، فإن الكاتدرائية التي تتسع لإستقبال 2,500 مُصلّ "لن تستخدم فقط كمركز لإستقبال المؤمنين الكاثوليك المقيمين في البحرين، بل ولإستقبال سائر المؤمنين الكاثوليك المقيمين والعاملين في الدول المجاورة، وخاصة في السعودية حيث يُمنَع بناء أية كنيسة مسيحية".
وبحسب الجمعية فإن عدد المسيحيين الكاثوليك في البحرين يصل إلى 100,000 شخص، بينما يصل تعداد سكان البلاد إلى 1,3 مليون نسمة. عدد سكان البلاد من غير الوطنيين هو 250,000 شخص. هنالك 2000 مؤمن كاثوليكي "بحريني"، وهم منحدرون من بلاد الشرق الوسط. لا يوجد حتى اليوم سوى كنيستين كاثوليكيتين في البحرين. وكذلك فإن المسيحيين في السعودية، ويصل عددهم إلى 1,5 مليون في غالبيتهم من العمال الفلبينيين والهنود المهاجرين، يواجهون تهديدات بالسجن والترحيل إذا ما حاولوا ممارسة ايمانهم ودينهم بصورة علنية.
وقد كتبت وكالة زينيت الكاثوليكية للأنباء في صفحتها باللغة الفرنسية، بتاريخ الأول من أيلول الجاري، أن من المقرر أن تبدأ قريباً أعمال بناء الكاتدرائية البحرينية، وهو مشروع يحمل الكثير من الرجاء لمسيحيي الشرق الأوسط.
ونقلت وكالة زينيت عن المطران كاميلو بالين قوله لراديو الفاتيكان بأن هذه هي لفتة تحمل على "الإرتياح" رغم الأوقات الصعبة التي تمرّ بها الأقليات الدينية في منطقة الشرق الأوسط.
وتابع المطران بالين حديثه إلى راديو الفاتيكان قائلاً: "يسأل الملك بشكل مستمر عن أخبار مشروع بناء الكنيسة. وقد كان سروره كبيراً عندما قلت له بأن الكنيسة ستسمى بكنيسة سيّدة شبه الجزيرة العربية".
عُهد بمشروع بناء الكنيسة إلى مهندس ايطالي قدّم مخططاً "بسيطاً جداً" للكنيسة التي ستأخذ شكل خيمةٍ تمثل خيمة العبرانيين التي أقاموها أثناء الجلاء. ستأخذ الكنيسة إذا شكل ثُماني الأضلاع وستكون لها جرسيّة.
في المقابل، تقرر ألا يوضع فوق الكنيسة صليب أو أي علامة دينية أخرى. وقد أوضح المطران بالين السبب وراء ذلك قائلاً: "لا لأن ذلك ممنوع، أو لأن الملك لا يريد ذلك، ولكن لأنني لا أريد أن أثير ردات الفعل المحتملة لدى بعض المتطرفين".
يُذكر بأن ملك البحرين كان قد أعلن عن استعداده لتقديم المساعدة لمائتي عائلة مسيحية تم تهجيرها من الموصل، بل وأنه على استعداد لإستقبالهم في البحرين.
يشار كذلك إلى أن البحرين قد سبق وتبرعت بقطعة أرض لبناء كنيسة كاثوليكية أخرى تم انشاؤها في عام 2009. منذ ذلك الحين، والعلاقات الثنائية بين مملكة البحرين والكرسي الرسولي تشهد تقدماً ملحوظاً، تمت ترجمته على أرض الواقع من خلال ارسال سفير لمملكة البحرين إلى الفاتيكان ولقاء الملك البحريني كلاً من البابا فرنسيس في أيار 2014، ولقاء آخر مع البابا بدكتس السادس عشر في شهر تمّوز عام 2008.
وبحسب البيانات التي تقدمها جمعيّة "عون الكنيسة المتألمة"، فإن عدد الكاثوليك يمثل ما نسبته 5% من عدد السكان في البحرين (المسيحيون يمثلون 9% من عدد السكان)، بينما تنتمي الغالبية العظمى من السكان إلى الديانة الإسلامية (84%).