ذكرت وكالة الأنباء السورية أن الرئيس السوري بشار الأسد وجَّه بإعادة تمثال السيدة العذراء، "سيدة السلام"، إلى مكانه الأصلي في مدينة معلولا بريف دمشق، إضافة إلى قطع أثرية أخرى، منها أجراس تاريخية، وأيقونات دينية، كانت التنظيمات الإرهابية المسلحة استولت عليها، وذلك وسط حضور شعبي ورسمي وديني.
وفي كلمةٍ لبطريرك أنطاكية وسائر المشرق والإسكندرية والقدس للروم الملكيين الكاثوليك، غريغوريوس الثالث لحام، أكَّد، أمس السبت، أن "مدينة معلولا، لها أهميتها ومدلولاتها الدينية والأثرية، وأهمها تمثال السيدة العذراء، وتمثال السيد المسيح البرونزي لدير مار تقلا، الذي انتُزعت أجزاء منه"، مضيفا" "سنعمل على ترميمه في سوريا، إضافة إلى ثلاثة أجراس، وطبقين نحاسيين لدير القديسة تقلا، وجرن نُحاسي للمعمودية، وأوانٍ للصلاة، وصلبان تمثل جزءا من تراث معلولا الكبير، ونؤكد من خلالها أن أبناء سوريا باقون في أرضهم، ومتمسكون بتاريخهم رغم كل شيء".
وأكَّد البطريرك لحام أن "كنيسة جوارجيوس للروم الكاثوليك، التي أقيم فيها الاحتفال بعد أن كانت مُدمَّرة، إنما هو خير دليل على قيامة كل سوريا بكنائسها وجوامعها وبيوتها"، مضيفا بالقول "إن دعاءنا اليوم هو من أجل سوريا بجميع أطيافها، ومن أجل لبنان وفلسطين والعراق".
وقال البطريرك لحام: "نحن نؤسس لعمل ثقافي حضاري في سوريا في ظل الظروف الحالية"، مشددا على "ضرورة المحافظة على روابط المحبة بين السوريين".
وتقع معلولا في شمال غرب دمشق على بعد 50كم، واسمها يعني "المكان المرتفع ذا الهواء العليل"، حسب اللغة السريانية، وتشتهر بمعالم قديمة مهمة، يعود تاريخها للقرن العاشر قبل الميلاد، كما أن سكانها من المسيحيين والمسلمين مازالوا يتكلمون اللغة الآرامية، لغة السيد المسيح حتى اليوم، إلى جانب اللغة العربية، كما في قرية "جبعدين وبخعة".
وأشار محافظ ريف دمشق المهندس حسين مخلوف،في تصريح للصحفيين، إلى أن "المحافظة دأبت على تأمين وإعادة كل ما يلزم لبلدة معلولا التاريخية بوقت قياسي، من تأهيل بنى تحتية، وخدمات الكهرباء والمياه والاتصالات والصرف الصحي، والصحة والتربية؛ ليتسنى لأهلها العودة إليها مجددا"، مبينا أن "المحافظة تعكف حاليا على ترميم منازل المتضررين في المدينة، وتعويضهم بمبالغ مالية".
ومن جانبه، أكَّد السفير السوري في لبنان علي عبدالكريم، في تصريحاتٍ صحفية لـ"سانا"، أن "إعادة المسروق من تراث معلولا تم بفعل تمسك أبنائها بأرضهم ووطنهم، وبفعل صمود محور المقاومة، الذي هزم المحور الآخر، الذي أراد تفتيت المنطقة على أسس مذهبية".
بدوره قال المطران لوقا الخوري المعاون البطريركي لبطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس في دمشق، في تصريح مماثل، إن "اعادة المسروقات للمدينة يُعطيها الأمل والرسوخ في أرضها"، مؤكدا أنه "لا أحد يستطيع أن يقتلعنا من أرضنا".
وقال رجل الأعمال اللبناني حسان بشراوي، الذي كان له دور في استعادة المسروقات في تصريح لـ"سانا"، إن "وجودنا في معلولا اليوم هو من أجل أن نُعيد إليها بعضا من تراثها التاريخي العظيم الذي دمرته التنظيمات الإرهابية المسلحة"، موضحا أن "استرجاع المسروقات تم بالتعاون مع السفير السوري في لبنان، والجيش اللبناني، والمقاومة".