شهدت الشهور الماضية اكثر من 40 شكوى حول هجمات متعصبين يهود ضد المواطنين المسيحيين في الاراضي المقدسة، بدءا من اللعنات والضرب والبصق ووصولا الى اعتداءات جسدية. هذه الاعتداءات وضعت الاسرائيليين على البوصلة العالمية، وكثير من دول العالم وخاصة المسيحية منها تراقب قلة التسامح وكراهية الاقليات في اسرائيل.
وكانت جماعة يهودية متطرفة تابعة لاليعازر بارلند قد اقتحمت كنيسة ستيلا ماريس في مدينة حيفا خلال الاسابيع الماضية. ولو كانت هذه الاحداث حاصلة في اوروبا ضد جماعة يهودية لكانت الدنيا انقلبت راسا على عقب في دولة اسرائيل.
وعملت الكنيسة على اضافة جدران وحراس على ممتلكات الكنيسة لمنع المتطرفين اليهود المتديينين من الصلاة فيها. مصادر داخل الكنيسة أشارت بحزن إلى أن القلق ليس فقط من تلك الجماعة من الحسيديين، وإنما من تجاوز السلطات القانونية في البلاد، وفقط عند تدخل الشبان المسيحيين لمنع المتطرفين اليهود من الدخول الى الكنيسة تدخلت الشرطة واعادتهم الى الحافلات التي اتوا منها، وكأن الامر يتعلق بتصرفات مخططة ومنظمة.
هذا مجرد شكل اخر من قلة التسامح وكراهية الاجانب، وشعور بالتفوق والانتماء لجزء من السكان على المواطنين المختلفين عنهم.
في قنوات العالم الاخبارية يقدمون الاخبار من اسرائيل على انها اعتداء من اليهود على المسيحيين، لا يتحدثون عن جماعة الراف بارلند المتطرفة، ولهذا لن يكون هناك استغراب اذا قامت جماعة مسيحية بالاعتداء على يهود في دول العالم الغربي كما قال احد الصحفيين اليهود الذي انتقد هذه الظاهرة.
الشبان المسيحيين من طرفهم اعلنوا وحدتهم ضد الاعتداءات على كنيسة ستيلا مارس وعملوا على حراسة ممتلكاتها، كما وقاموا بمسيرات احتجاجية شهدت رفع اعلام مسيحية ولافتات استنكار لما يحدث من تطرف ضد المسيحيين.
