أكد الناشط في حقوق الإنسان والمحلل السياسي، مجدي خليل، أن البيان الذي حمل عنوان “دعوة جماعية للكنيسة العالمية من قادة إنجيليين في الشرق الأوسط” ووقعه 21 قسيسًا، لا يختلف عن بيانات هيئة الأزهر الإسلامية المصرية إذا نزعنا منه الآيات المسيحية.
وأشار البيان إلى رفض الإسلاموفوبيا، ودعا القساوسة الموقعون عليه ضمنيا الكنائس الغربية بقبول السردية الإسلامية للقضية الفلسطينية على حد تعبيره.
وأوضح خليل أن غالبية القساوسة في الشرق الأوسط رفضوا التوقيع على هذا البيان، وأن الموقعين عليه هم فقط 21 قسيسًا، معظمهم يتلقون معونات من الغرب ويهاجمون الكنائس الغربية. من بين هؤلاء 9 فلسطينيين، ومن بينهم من يحملون الجنسية الإسرائيلية، مثل القس جاك سارة، والقس حنا كتناشو من كلية الناصرة الإنجيلية، وبطرس منصور. غالبيتهم يؤمنون باللاهوت الاستبدالي، ولديهم كتابات أو مواعظ أو كتب تؤكد على السرد الإسلامي في الرؤية للأراضي المقدسة، والثقافة الإسلامية المشيطنة لليهود.
وما كان ملفتًا للانتباه للمشاهد وجود بعض الموقعين الذين يحملون الجنسية الإسرائيلية، ومنهم بطرس منصور، الذي لم يذكر في البيان منصبه الحالي، بل وصف نفسه برئيس سابق لمجمع الكنائس الإنجيلية في إسرائيل. ومن هنا نتساءل، هل يمكن أن يؤدي هذا إلى المزيد من التعقيد في مطالبة المجمع الإنجيلي في إسرائيل مستقبلاً باعتراف الدولة بهم كطائفة مستقلة؟
وركز مجدي خليل على القس منذر إسحق، الذي ساهم بشكل كبير مع فارس أبو فرحة في كتابة البيان. وذكر خليل قول القس منذر إسحق في لقائه مع المذيع الأمريكي تاكر كارلسون أن الكنائس الغربية جزء من المشكلة بالنسبة للقضية الفلسطينية. وعلى الرغم من اعتراف القس إسحق بتلقيه معونات من الكنائس الغربية، إلا أنه أكد عدم اكتفائه بها لأنها، حسب تعبيره، لا تساوي المعونات التي تأتي لدولة إسرائيل، وكأنه يريد أن يجعل نفسه مساويًا لدولة إسرائيل، على حد تعبير مجدي خليل.
وأضاف إسحق أن الحل الوحيد لحماية المسيحيين هو إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وادعى أنه لا وجود للتبشير الإنجيلي في إسرائيل. ومع ذلك، يؤكد العديد من المؤمنين الإنجيليين في إسرائيل عدم دقة هذا الادعاء، حيث أن عدد المؤمنين اليهود المسيانيين من أصول يهودية يفوق بكثير عدد الإنجيليين العرب، بأكثر من ثلاثة أضعاف تقريبًا. هؤلاء المؤمنون يبشرون بين الإسرائيليين ولديهم كلية لاهوت في نتانيا معروفة، يتعلم فيها غالبية الخدام الإنجيليين العرب بالإضافة إلى المسيانيك اليهود.
وبعد حواره مع تاكر كارلسون، أجرى القس منذر إسحق لقاءً مع قناة الجزيرة، حيث قال لمذيع الجزيرة مفتخرًا بأنه برأ التطرف الإسلامي في لقائه مع تاكر، لأن مشكلته، حسب تعبيره، هي الاحتلال الإسرائيلي وليس التطرف الإسلامي. وأوضح للجزيرة أنهم يتبنون لاهوت المقاومة والأرض في مواجهة اللاهوت الصهيوني، وأطلق مجدي خليل على هذا اللاهوت الغريب والدخيل، “اللاهوت الحمساوي”.
وأعرب إسحق عن أسفه لزيارة السائحين الغربيين للكنائس المسيحية دون زيارة المقدسات الإسلامية التي يعتبرها جزءًا من التراث العربي الإسلامي، قائلاً “تراثنا العربي الإسلامي”. أي أن إسحق يعتبر التراث الإسلامي تراثه.
واعتبر الموقعون على البيان أن الإسلاموفوبيا هي خوف وهمي ومرضي، وأن الإسلام دين سلام، وبهذا يتجاهلون كل الشهداء والقتلى المسيحيين الذين كانوا ضحايا للعنف الإسلامي في الشرق الأوسط والعالم على مدى التاريخ.
وقال إن إسحق أدمن المايكروفون والشعبوية وإرضاء المسلمين بكل الطرق، ويريد أن يرضي الدولة وحكومتها بكل الطرق على حد تعبيره.
وانتقد مجدي خليل القس سامح موريس الذي قال سابقًا إن إله العهد القديم يختلف عن إله العهد الجديد، ومن ثم عاد واعتذر عن هذا الادعاء. وقال إن اعترافه بأن الخوف من المسلمين وهمي هو إهانة لمئات الآلاف من الأقباط الذين دفعوا حياتهم ثمنًا لإيمانهم. ونصحه أن يركز في خدمته ومسؤوليته الكبيرة بدلًا من الالتفات إلى المواضيع الصغيرة.
وأكد أن ادعاء الموقعين على البيان بأنهم يمثلون كنائس إنجيلية هو غير صحيح ويعد تزويرًا، حيث أنهم لا يمثلون إلا أنفسهم فقط. كان من الأفضل لهم أن يوضحوا أنهم يمثلون أنفسهم فقط.
شاهدوا الفيديو كاملا على قناة مجدي خليل على يوتيوب الذي حصل على اكثر من 34 الف مشاهدة واكثر من 1200 تعليق بعد عدة ساعات من نشره.