أعجبتني قصة عائلتين متجاورتين، واحدة كانت تعيش في حالة خلاف وصراع مستمر، وأخرى في حالة سلام ووفاق. وبعد خلاف شديد ومشادة بين الزوج والزوجة في عائلة الصراع المستمر، اقترحت الزوجة على زوجها أن يراقب العائلة الثانية ليدرك سرّ الوفاق، فأخذ يتأمل من النافذة المُطِلة على واجهة مدخل بيت العائلة الأخرى، وبعد فترة لاحظ أن الزوج تعثر بدلو ماء فانسكب الماء، فاعتذر لزوجته على ما حصل، أما الزوجة فقالت لا أنا أعتذر لأني غالبًا وضعت الدلو في مكان غير مناسب. عندها ذهب الزوج لزوجته يقول لها لقد وجدت السرّ في وفاقهم والسر في نزاعنا، هم دائمًا مذنبون ونحن دائمًا محقون.
في كل خلاف هنالك طرفان، وغالبًا ما يعتقد كل طرف أنه على حقّ أو على الأقل يحاول أن يُظهر ذلك ويبرر نفسه وفقًا لقول حكيم الأجيال سليمان "اَلأَوَّلُ فِي دَعْوَاهُ مُحِقٌّ، فَيَأْتِي رَفِيقُهُ وَيَفْحَصُهُ" (أمثال18: 17)، والحقيقة أن كل طرف له نسبة ما في النزاع والخلاف أو في أي حادث. أما في القضية بين الانسان والله، فالإنسان خاطئ ومذنب 100% كما اعترف فرعون "الرّب هو البار وأنا وشعبي الأشرار" (خروج9: 27)، وكما يعلن المرنم بالوحي الإلهي "الرَّبُّ بَارٌّ فِي كُلِّ طُرُقِهِ، وَرَحِيمٌ فِي كُلِّ أَعْمَالِهِ" (مزمور 145: 17). لذلك علينا أن نرجع للرّب بتوبة حقيقية صادقة وايمان قويم، معترفين بخطايانا فهو غافر الذنوب "إِنْ قُلْنَا: إِنَّهُ لَيْسَ لَنَا خَطِيَّةٌ نُضِلُّ أَنْفُسَنَا وَلَيْسَ الْحَقُّ فِينَا. إِنِ اعْتَرَفْنَا بِخَطَايَانَا فَهُوَ أَمِينٌ وَعَادِلٌ، حَتَّى يَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَيُطَهِّرَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ" (1يوحنا1: 8و9)