نقرأ في كتاب اشعياء الاصحاح السابع عن النبوة المباركة والآية المجيدة، ان السيد الرب الاله سوف يعطي نفسه آية، آية عظيمة مجيدة مباركة لا يستوعبها الفكر البشري، بل نحن بحاجة لاعلان السماء وروح الرب لكي نستوعب ولو القليل جدا ونقبل بالايمان هذه الآية، ان السيد يعطي نفسه آية:
"ها العذراء تحبل وتلد ابنا، ويدعى اسمه عمانوئيل".
اعلان واضح وصريح مثل الشمس في بهائها وقوتها، ان السيد اي الرب يسوع المسيح، هو الله الابن، هو الكلمة الذي صار جسدا وحل بيننا، هو الذي قربوه امام القديم الايام كما تنبأ دانيال، لانه بالفعل عظيم هو سر التقوى:
"الله ظهر في الجسد".
نعم يسوع المسيح تجسد بقوة وعمل الروح القدس في احشاء المطوبة العذراء مريم، هذا القدوس الذي ولد من العذراء هو الله الابن، لان صفة القدوس هي فقط لله وحده.
عمانوئيل، الله معنا، الله اخذ صورة عبد صائرا في شبه الناس... ما هذا المجد وهذا التواضع الكامل العجيب، ان الله سكن ارضنا، تألم آلامنا، بل وحمل خطايانا على عود الصليب، مات وقام في اليوم الثالث واهبا الخلاص والحياة الابدية لكل من يؤمن من قلبه، ويعترف بلسانه بهذا المخلص الوحيد العظيم.
قصة غريبة عجيبة بدأت في مذود بيت لحم، هي ميلاد يسوع المسيح، بعدها شهدت كفر ناحوم والناصرة وسائر الجليل واليهودية عن هذا المجد والكرامة والسلطان في حياة ابن الله المبارك، كان عجيبا في تواضعه ومجيدا في آياته، كاملا في محبته وغفرانه، واعظم ما صنع انه اخذ خطايانا في جسده على عود الصليب، وقبل ان يصبح لعنة لاجلنا، لكي نصبح نحن بِر الله فيه.
تجسد ابن الله يسوع قبل حوالي الفي سنة، ونحن اليوم نتأمل في تسبيحة مريم امه وتواضعها.
قبلت المطوبة مريم دعوة السماء واعلان الملاك لحياتها، قبلت واستقبلت في احشائها القدوس البار ابن الله، بل وعظمت نفسها الرب وابتهجت روحها بالله مخلصها.
ونحن في هذه الايام، هل استقبلنا دعوة السماء بولادة رب المجد يسوع في قلوبنا، قلوب تعطيه كل المجد والاكرام، قلوب تخضع لمجده وتبتهج بالروح قبل كل شيء بخلاصه، قبل ان نفرح بعطاياه الروحية منها وايضا المادية...
هل نتواضع نحن ايضا، هل ننسجم مع جو التواضع والاخلاء واكرام الله في فترة الميلاد، بل وفي كل ايام حياتنا، نتعلم من رب المجد يسوع الاخلاء والتواضع والعطاء، نتعلم ايضا من المطوبة مريم ام الرب، نتعلم من يوحنا المعمدان الذي قال انه ينبغي ان انقص انا وذاك يزيد اي المسيح يسوع الرب.
اخوتي انه وقت ان نعطي كل المجد لرب المجد يسوع المسيح، لان الله يكرم المتواضعين، وكما قال الحكيم سليمان انه قبل الكسر الكبرياء، وقبل السقوط تشامخ الروح، لكنه قال ايضا انه قبل الكرامة التواضع.
لنكرم الآب القدوس الذي ارسل ابنه مخلص العالم، نتعلم منه التواضع والرحمة، لكي يعضدنا الله القدوس كما عضد اسرائيل فتاه، ذاك الذي كان اسمه يعقوب المحتال اصبح اسرائيل ابو الاسباط، الذي اختبر مجد الرب في حياته.
صلاتي ان نختبر كلنا معنى الميلاد الحقيقي، ان يولد المخلص يسوع في قلوبنا، نتعلم منه ومن جميع قديسيه التواضع والرحمة، وان تتغير حياتنا اجمعين تاركين خبث واحتيال يعقوب رمز الطبيعة القديمة الشريرة، ونلبس الخليقة الجديدة كما لبسها اسرائيل، لكي نحب الرب ونخدمه كل ايام حياتنا، لانه اذا كان عمانوئيل بالفعل في وسطنا، بل ساكن قلوبنا وافكارنا، فلا بد ان نسبح مع المطوبة مريم:
"تعظم نفسي الرب، وتبتهج روحي بالله مخلصي".