كتبت لي إحدى الأمهات العزيزات تسألني عن عيد الهالوين وكيف يمكننا أن نحمي أسرنا وأولادنا من مثل تلك المعتقدات الباطلة السائدة في بلاد كثيرة وها هي تزحف إلى مشرقنا العربي شيئا فشيئا وها أنا أرد على صديقتي العزيزة آملا أن يجد الكثيرون فائدة بمقالي.
ما هو الهالوين؟
بداية أقول إن هالووين أو هالويين (بالإنجليزية: Halloween) أو عيد القدّيسين هو احتفال يقام في ليلة 31 أكتوبر تشرين الأول من كل عام. ويعد هذا اليوم يوم احتفال وبشكل خاص في الولايات المتحدة كندا واستراليا وآيرلندا وبريطانيا وأجزاء أخرى من العالم. وهذا الاحتفال أو العيد تعود جذوره إلى آيرلندا. وصدف ان موعد الهالووين يأتي مع احتفال المسيحيين بعيد يوم جميع القديسين. ويعتبر يوم الهالوين احتفالا عالميا تغلق الدوائر الرسمية في بعض الدول الغربية وغيرها أبوابها للاحتفال به. وتشمل الأنشطة المرافقة لعيد الهالوين الخدع، وارتداء الملابس الغريبة والأقنعة، وتروى القصص عن جولات الأشباح في الليل. وتعرض التليفزيونات ودور السينما بعض أفلام الرعب.
والهالوين أو "عيد الرعب" هو بالآساس عيد وثني أصله كان موجودا من قبل المسيح، وبعد دخول المسيحية الى ايرلندا وافق موعد اقامته عيد (جميع القديسين) فاختلط العيدان الوثني والقديسين لتكون في نهاية المطاف عيداً واحدا يقام في نهاية اكتوبر من كل عام بمسمى هالوين، ولقد نبذ المسيحيون المحافظون والمتمسكون بعقيدتهم هذا العيد منذ البدء ولا يحتفلون به. ومن ناحية اخرى يرى الكثيرون من المؤرخين أن عيد الهالوين الحالي هو امتداد لعيد " السمهين " الذي كان يحتفل به أقوام الـ " القيلتك " القدامى (من أيرلنديين واسكوتلانديين وويلزيين) فقد كان يوم السمهين نسبة الى سامهاين أول يوم من أيام السنة لدى القيلتك الوثنيين، كما يعتبرونه يوم خروج الموتى، حيث كانوا يعتقدون أن أرواح الموتى الذين ماتوا في تلك السنة يسمح لهم بالعودة إلى أرض الأحياء في ذلك اليوم. وبعد انتقال العيد من ايرلندا مع المهاجرين الاولين الى الولايات المتحدة الاميركية اصبح شعاره القرع بدلا من البطاطا الشعار القديم له في بلاد القيليك (ايرلندا)، ولقدعمل الكثيرون على استثمار (الهالوين) بشكل تجاري فكان أول الرابحين منه صناعة الافلام في هوليوود التي كانت تنتج في العام الواحد عشرات الأفلام عن عيد الهالوين كأفلام الرعب والكرتون للأطفال. أما مصانع الألعاب و الحلويات والملابس فإنها تستعد لهذه المناسبة بصناعة وتسويق كميات كبيرة من المنتجات الخاصة بهذا العيد والألعاب والملابس بأشكال هياكل عظمية ونماذج اليقطين والوطاويط ومصاصي الدماء والأشباح لتحقق بذلك مكاسب وارباح خيالية كل عام من جراء الاحتفال بعيد الهالوين .
كيف يحتفل الناس بالهالوين؟
وفي يوم الهالوين يتنكر المحتفلون بعيد الهالوين بازياء الساحرات، والاشباح، وكما قلنا فإنّ الرمز الأكثر شيوعا لعيد الهالوين هو نبات القرع المسمى بالانجليزية Pumpkins واسم هالوين يعني "ليلة مقدسة". والهالوين أو (عيد جميع القديسين) الذي يقع في الواحد و الثلاثين من شهر اكتوبر هو في الواقع عيد للاحتفال بفصل الخريف الذي يمثل بداية السنة عند الوثنيين القدامى . كما كان الدرويديون القدماء ( كانوا كهنة في بلاد الغال القديمة
وبريطانيا وايرلندا) يقيمون عيدا كبيرا للاحتفال بالخريف يبدأ في منتصف ليلة الواحد والثلاثين من اكتوبر ويمتد حتى نهار الاول من نوفمبر . بالاضافة الى انهم كانوا يؤمنون أن إله الموت العظيم الذي يسمونه سامان ، يدعو في هذه الليلة كل الأرواح الشريرة التي ماتت خلال السنة والتي كان عقابها بأن تستأنف الحياة في أجساد حيوانات. وبالطبع فإنّ مجرد فكرة هذا التجمع كانت كافية لإخافة الناس الساذجين في ذاك الزمان. لذا كانوا يوقدون مشعلة ضخمة ويلتزمون بمراقبة شديدة لهذه الأرواح الشريرة .
ومما يجدر الاشارة اليه اعتقادهم بأن الساحرات والأرواح تكون موجودة وتتجول هنا وهناك في ليلة الهالوين، ومما هو جدير بالذكر أيضا أن عبدة الشيطان يعتبرون يوم الحادي والثلاثين من شهر أكتوبر أكثر الأيام قداسة عندهم. ولاتزال الكثير من المعتقدات التقليدية والعادات التي كانت تصاحب الاحتفال بالهالوين معمول بها حتى يومنا هذا اذ يقوم الناس فيه بتزيين البيوت والشوارع باليقطين (القرع) والألعاب المرعبة ويلبسون حلي وعقود مصنوعة من الثوم والبصل ويرشون بيوتهم بالملح لأبعاد الأرواح الشريرة عن المنازل . ويتنكر الجميع من كبار وصغار لكي لاتعرفهم الأرواح الشريرة حيث تقول الأسطورة بأن كل أرواح الأموات التي تعود في هذه الليلة إلى الأرض تسود وتموج حتى الصباح التالي من العيد. وفي ليلة الهالوين أيضا يدور الأطفال من بيت لآخر ومعهم أكياس وسلال ليملأونها بالشوكولاتة والحلوى من قاطني تلك البيوت التي يطرقون ابوابها، وهم يزعمون أن من لا يعطي الأولاد المتنكرين الشوكولاتة والحلوى في ليلة العيد تغضب منه الأرواح الشريرة!!
المسيحي والهالوين
على المسيحي ألا يتمثّل بأي من عادات وتقاليد البشر المختلفة لا سيّما تلك التي تتعلّق بالارواح الشريرة حتى لو كان ذلك مجرد خيال وأوهام، ويزيد الأمر سوءا لو كان للأمر مرجعيّة لعبادات وثنيّة غريبة لا ترتبط بعبادة الإله الحي ولا تضيف شيئا إيجابيا لحياة المسيحي وعبادته وعلاقته مع الله. والكتاب المقدس ينهينا دوما عن اتباع عادات وتقاليد الشعوب الوثنية والتى لا تعبد الله الحقيقي الواحد. إنه ينهانا عن الاشتراك معهم أو التمثل بهم أو محاكاتهم وتقليدهم أوالاشتراك معهم فيما يمكن أن يظن أنه اتفاق معهم فيما يعبدون أو فيما يتبعون ناهيك عن خطورة أن يجر ذلك الكثيرين للانحراف عن الاله الحقيقي وعبادته. وعلى الآباء والأمهات أن يربطوا أولادهم جيدا بالكنيسة وأن يشجعوا أولادهم بالحوار والمناقشة والحوار المستنير ان يدركوا بطلان الاشتراك في مثل هذه الامور التي قطعا لاتمجد الله وهو ينهينا عنها ولا يجب علينا كأولاد للمسيح أن نشارك فيها بأي صورة من الصور.